سنحاول تفهم موقف عائلة المدرس الفرنسي الذي عرض رسومات مسيئة للنبي عليه أفضل الصلاة والسلام أمام طلابه في المدرسة فجاءت ردة فعل من أحد الطلاب المسلمين بقطع رأسه وقد قتل مرتكب الجريمة برصاص الشرطة بعد وقت قليل من هجوم أفراد الشرطة عليه ورغم أنه عادة في هذه الدول الديمقراطية لا ينظر للجريمة كجريمة فحسب إنما أيضاً يتم دراسة الأسباب التي أدت إلى الجريمة وجعلها في تصنيف ردة الفعل في موقف الدفاع عن المتهم من قاعدة لكل فعل ردة فعل ونحن هنا لا نبرر ردة الفعل فما حصل وأودى بحياة المدرس جريمة بشعة وتعتبر في ديننا الإسلامي العادل إرهاباً وحكمه لدينا كمسلمين وإن كان مسلماً وموقفه جاء للدفاع عن نبينا محمد القتل فالقاتل يقتل والقتل محرم لدينا ولكن لا ما نتفهمه ميزان الحرية العوجاء لدى نظام فرنسا وشيطنة الإسلام المستمرة.

نشر رسومات مسيئة للنبي عليه الصلاة والسلام واستفزاز المسلمين في كافة أقطار العالم يعتبر في عرف النظام الفرنسي حرية رأي وديمقراطية فهم إلى جانب مصادرة حريات المسلمين هناك وقوانين منع الحجاب والنقاب وإغلاق عشرات المساجد وقاعات الصلاة بدعوى أنها تروج للتطرف الديني وعدم احترام التعددية والحرية الدينية رغم أن قوانينهم هذه هي بالأصل تصنيفها وفق مفهوم الحريات والمسائل الديمقراطية عنصرية وتطرف ديني ضد ديانة المسلمين وهي خير مثال يستند فيه المسلمون لأكذوبة حرياتهم المزعومة وعدم التزامهم بمبادىء ومواثيق الأمم المتحدة والغريب أن النظام الفرنسي وأمام هذه الديكتاتورية الدينية ضد المسلمين يقوم بدعم حقوق المثليين وشرعية زواجهم ويصادر أي حرية رأي وتعبير ضدهم بل ويدعو إلى تقبل المثليين في المجتمع واحترامهم وعدم انتقادهم!

الموقف المتخذ من قبل فرنسا جاء من أعلى رأس في السلطة وهو الرئيس الفرنسي وتلك الكارثة والحماقة بعينها فهذا انتهاك صريح ويحمل شيئاً من الوقاحة وعدم التهذيب وموقف غير عادل فلا يمكن تعميم الموقف على المسلمين أجمع في كافة أقطار العالم ولصقها بالإسلام فالإسلام بريء منها كما أنه يعكس جهل الرئيس الفرنسي بمبادىء الدين الإسلامي وما دعا إليه رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام في سنته من أحكام والتي تحرم القتل أياً كانت أسبابه وتدعو إلى احترام الأديان الأخرى والتسامح وهذا ما كان في عهده حينما دعا إلى التسامح مع اليهود والنصارى. إن كلمات الرئيس الفرنسي وصمة عار لديمقراطية فرنسا التي تحاول استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم ويبدو أن الرئيس الفرنسي لا يملك وقتاً للقراءة وتثقيف نفسه بديانات الآخرين وهنا يجب على مستشاريه ومن حوله أن يعملوا على تثقيفه وأن يستحضروا وهم يطلعوه على مبادىء الإسلام بمقولة المفكر الفرنسي جوستاف لوبون الذي قال «إن مسامحة محمد لليهود والنصارى كانت عظيمة للغاية!» وهذا معيب ويهز الثقة في مسائل قيادته للدولة الفرنسية ويقدم نموذجاً للتهور والطيش وعدم احترام مكانته كرئيس دولة.