بادئ ذي بدء وقبل أن أسترسل في رأيي المتواضع أود أن أؤكد بأنه لا يختلف إثنان على حجم وشدة الإساءة إلى خير البشرية وما ألمّ بالمسلمين جميعاً من ألم واستفزاز يتكرران كلما تكررت الإساءة ضد خير البشرية وخاتم النبيين والرسل عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم.

وجميعنا تابع ردود الأفعال سواء الرسمية أو الشعبية، والتي تمثلت في إصدار البيانات والمقاطعة للمنتجات ناهيك عن التغريدات في وسائل التواصل الاجتماعي التي اتفقت جميعها على الرد على تلك الإساءات.

اليوم وبعد مرور حوالي أسبوع من الأحداث المتواصلة والتي بدأت مع عرض المدرس للرسوم المسيئة وما تبعتها من ردود أفعال حول العالم تبعث على الغبطة والسرور بسبب الوحدة والتمسك بقضية واحدة جعلت الجميع ينبذ الخلافات جانباً، ما أردت أن أعبر عنه هنا أننا يجب قبل أن ندافع عن رسول البشرية عليه أفضل الصلاة والتسليم علينا أن نقتدي بصفاته ومنها الرفق واللين والصبر والثقة بالله سبحانه وتعالى، ولنا في سيرته صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة في التعامل مع المسيئين وخاصة المسيئين إليه، لا أعني هنا السكوت أو الذل أو الهوان إطلاقاً، ولكن أدعو إلى مواجهة المسيئين بالكيفية التي كان يواجه بها رسول البشرية، فلابد أن يسبق حلمنا جهلنا، وهناك من السيرة النبوية العطرة العديد من المواقف التي تأمر بضبط النفس عند الغضب نصرة لله ورسوله لكي نجعل هذا الغضب والغيرة على دين الله ورسوله فاعلاً وناجعاً ويصب في مجرى الدعوة إلى الإسلام ومقيداً برضا الله ورسوله.

أما الغضب دون عقل وفكر مستنيرين فسيقودان إلى تصرفات أبعد ما تكون عن الإسلام بل وتصل إلى حد تشويه الدين ونبي الإسلام، فهذا بلا شك لا يرضاه الله ورسوله، خاصة إن وصلت تلك الردود إلى القتل والتخريب والإرهاب، فهو لن يعود على الإسلام والمسلمين إلا بالأذى.

باختصار دعونا نُري العالم أجمع سماحة الدين الإسلامي وعمق معانيه خاصة مع الدّ خصومه وأشد أعدائه، وندعوهم لحوار ونقاش حضاري وحتى مناظرات فحينها ستذهلون من عظمة هذا الدين وكيفية تغلغله إلى قلوبهم ولربما بل وبلاشك سيتحول هذا العداء وستتحول تلك الإساءات إلى الدخول في دين الله أفواجاً، لأنه لئن يهدي بك الله رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم.