اليوم ذكرى مولد سيد البشرية الرسول الأعظم محمد بن عبدالله، صلى الله عليه وسلم، حيث تأتي هذه الذكرى هذا العام متزامنة مع الإساءات التي طالت نبي الأمة، وكانت واضحة للعيان، على لسان رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، الذي أكد بأنه «بلاده لن تتخلى عن الرسومات المسيئة للرسول»، بعد حادثة مقتل المدرس على يد شاب مسلم. هذه التصريحات أثارت العالم الإسلامي وجرحت مشاعر ملياري مسلم، وقد رأينا كيف توالت ردود الفعل المستنكرة المنددة بالإساءة الرسمية من رئيس فرنسا لشخص النبي الكريم من أجل مكاسب سياسية لماكرون مع قرب الانتخابات الرئاسية، حيث نسي أن أصوات المسلمين كانت سبباً في وصوله للرئاسة وكان يتودد حينها بالفرنسيين من أصول جزائرية حين قال بأن «الاستعمار جريمة ضد الإنسانية»، رأيناه اليوم يكشف عن وجهه الحقيقي المعادي للإسلام، متناسياً بأن هذه التصريحات سوف تثير مشاعر الكراهية بين الشعوب وتؤجج العنصرية.

حقيقة إن الغضب الشعبي في العالمين العربي والإسلامي من تصريحات ماكرون كانت قوية من خلال المقاطعة للمنتجات الفرنسية والتي ستكبد باريس خسائر كبيرة وهذا ما جعلها تدعو العالم الإسلامي إلى عدم مقاطعة المنتجات في دليل واضح على القوة الشرائية الإسلامية. من هنا لابد من الوقوف وقفة جادة ضد كل من يسيء لرسولنا الكريم فهو خط أحمر لكل مسلم لا يمكن السكوت عنه والوقوف مكتوف الأيدي، وهنا يتبين مدى وقوة المسلمين في الدفاع عن الرسول عليه أفضل السلام والتسليم، حتى يعلم ماكرون الذي تعهد بحمل راية العلمانية عالياً وأن حربه أصبحت اليوم علناً على الإسلام، وعليه أن يتحمل تبعات هذه التصريحات غير المسؤولة.

إن الحرية التي يتشدق بها ماكرون في نشر رسومات الكاريكاتير المسيئة للرسول لا تكون بالإساءة إلى نبي الهدى ورسول السلام أو أي من الرسل عليهم السلام، فلا يمكن أن تكون الحرية بهذا الشكل ونرفض رفضاً تاماً لأي محاولة للربط بين الإسلام والإرهاب الذي ندينه ونستنكره، فالإسلام هو دين التسامح والاحترام والسلام الذي ينبذ كل الممارسات والأعمال التي تدعو للتطرف والكراهية التي تمس قيم التعايش المشترك بين شعوب العالم.

* همسة:

«ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين»، صدق الله العظيم، بهذه الآية الكريمة يمكن الرد على ماكرون وتصريحاته ضد نبي الهدى والأنام خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبدالله الذي يصادف اليوم ذكرى مولد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.