أكد قائد مستشفى الملك حمد الجامعي اللواء طبيب الشيخ سلمان بن عطية الله آل خليفة، أن المستشفى يمثل رؤية العاهل المفدى الملك حمد بن عيسى آل خليفة الحضارية لتطوير ورفع مستوى الرعاية الصحية في المملكة، معتبرا أن إنشاء مستشفى يضاهي في خدماته الخدمات الصحية والطبية المقدمة في أفضل المرافق العالمية هو النموذج الذي نسعى إليه ونعمل من أجل تحقيقه.
وقال في حوار خاص مع وكالة أنباء البحرين (بنا) إن الدعم الذي تقدمه القيادة الرشيدة والحكومة الموقرة لتزويد المستشفى بأفضل الكوادر والفرق الطبية والتمريضية والفنية، والتي تمتلك المهارة المهنية والتقنية المتميزة والعالية، ساهم في وضع المستشفى في المكانة اللائقة بها باعتبارها مرفق وطني رائد بالبحرين والمنطقة، موضحا أنه توجد في المستشفى 31 عيادة متخصصة بكافة التخصصات المعروفة، ويستقبل يوميا 1313 مريضا، منهم 31 مريض أوكسجين مضغوط، و188 مريضا في قسم العلاج الطبيعي، و144 مريضا في قسم التصوير الشعاعي، ونحو 11 ولادة يومية، ويدخل المستشفى 95 مريضا من ضمن الحالات اليومية للطوارئ.
وأشار إلى أن قسم الطوارئ بالمستشفى يستقبل 300 حالة يوميا، ويجري 25 عملية جراحية، ووصل عدد أشغال الأسِرَّة اليومي العام الماضي 89% في ظل التوسعة الجارية والتي وصلت إلى 325 سريرا حاليا، مؤكدا أن إدارة المستشفى تسعى لتوفير أفضل التخصصات للعمل من كافة البلدان التي قطعت أشواطا طويلة في التطور العلمي والطبي، وذلك بهدف تطوير العمل بهذا المرفق الحيوي وتدريب الكوادر البحرينية العاملة به.
وبين الشيخ سلمان أن هناك خطة يعمل عليها حاليا بالتعاون مع الجامعة الايرلندية بالبحرين لإنشاء أول مدرسة لطب الأسنان خلال الفترة المقبلة، وسيكون مستشفى حمد هو المركز التدريبي لطلبة هذه المدرسة، التي تعد الأولى من نوعها في البحرين، لافتا الى أن الدعم الذي يحظى به المستشفى من سمو رئيس الوزراء وسمو ولي العهد، ورئيس المجلس الأعلى للصحة، ومعالي القائد العام لقوة دفاع البحرين وتوصياتهم لتفادي أي قصور ساهمت في دعم المستشفى وإنشاء العديد من المشاريع غير المسبوقة، منها أول مشروع لمركز الطب النووي وإنتاج النظائر المشعة التي تعد نقلة نوعية غير مسبوقة في هذا الجانب.
وتابع قائلا "إن المستشفى أصبح أول مستشفى ينتج المواد المشعة، ويحضر النظائر المطلوبة لاستخدامها طبيا داخل المستشفى أو لسد الاحتياجات التي تطلبها المستشفيات الأخرى العاملة في البحرين، وجاء هذا الإنجاز بعد أن تم الحصول على شهادة الاعتماد من شركة أوربية عالمية في إنتاج "النظائر والمشعات" التي اعتمدت منتجاتنا، التي أكدت أنها مطابقة للمواصفات العالمية"، موضحا أنه تم البدء في استخدام هذه المنتجات على المرضى المحتاجين لها منذ بداية مارس، وهو ما وفر مبالغ طائلة كانت تستخدم للاستيراد.
وذكر أن من بين الإنجازات الأخرى التي تحققت للمستشفى هي استخدام "الكاميرا الجديدة" التي تحد من إجراء العمليات التي لا يحتاجها المريض، كما في مرضى القلب، وكذلك وصلت أول وحدة دم متنقلة إلى المستشفى، التي تعتبر الأولى من نوعها في المملكة، وتأتي كخطوة أولية للتبرع بالدم وتقديم الدعم الإنساني للمرضى المحتاجين بشكل مستمر كمرضى الحوادث والسكلر والثلاسيميا وغيرها، وذلك بأسرع وقت وأقل جهد، وهي إضافة وخطوة مهمة لبنك الدم التابع للمستشفى لدعم متطلبات واحتياجات الدم المختلفة في جميع مستشفيات المملكة.
وأشار إلى أن هناك تعاونا مستمرا بين المستشفى والمستشفى العسكري ومجمع السلمانية الطبي لتوفير مخزون احتياطي من الدم، وهناك إجراءات لإقامة حملات كبرى للتبرع داخل وخارج المستشفى ورفع الوعي المجتمعي بأهمية التبرع لزيادة عدد المتبرعين وزيادة احتياطي مخزون الدم لجميع الفصائل المطلوبة وخصوصا مع افتتاح المركز الوطني لعلاج الأورام بالمستشفى.
وأكد الشيخ سلمان أن العمل جار لافتتاح المركز الوطني لعلاج الأورام بالمستشفى، بسعة 120 سريرا في فبراير 2017، وهو مركز مرتبط بمركز الملك فيصل للبحوث العلمية، ويضم مركزا لزرع النخاع يعد الأول من نوعه في الخليج العربي، ومركزاً للبحوث العلمية يحتوي على 10 أسرة، وقد تم الانتهاء من أعمال القواعد، وتم اختيار الأجهزة المطلوبة للعلاج بالإشعاع وضمن المواصفات العالمية المطلوبة، معتبرا أن المركز سيؤدي دوراً ريادياً مهماً في تطوير مستوى خدمات علاج أمراض السرطان بالإشعاع، إضافة إلى استخدام الأشعة في تشخيص الأمراض السرطانية بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة وباقي مستشفيات المملكة والجهات المعنية في دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال الشيخ سلمان إن هذا المشروع يأتي ضمن الحرص على متابعة توصيات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لإنشاء مركز يماثل ما تم التوصل إليه في ميدان التكنولوجيا الطبية، مما يشكل نقلة نوعية في مسيرة تطوير الرعاية الصحية التي وضعتها القيادة الرشيدة بهدف تقديم أفضل خدمة صحية ممكنة للمواطنين، وبما يفي حاجة المملكة حتى عام 2030 في توفير العلاجات اللازمة لمرضى الأورام وأمراض الدم الوراثية مثل السكلر والثلاسيميا لمواطني ومقيمي المملكة، ومما يغني عن ابتعاثهم للخارج لعمل فحوصات الاكتشاف المبكر للسرطان وعلاجه، مما سيجعل المملكة في مصاف الدول المتقدمة.
وأوضح أن القطاع التمريضي في البحرين لا يزال يواجه تحديات أبرزها ترك الممرضات للعمل بعد فترة من التحاقهن، إذ بينت الدراسات أن هناك تسربا من الأطباء بسبب العقود الخارجية وصل إلى 22%، وأن 40 % من الممرضات يتركن العمل لظروف عائلية أو اجتماعية أخرى، ولذلك جاءت فكرة مستشفى الملك حمد بإنشاء مدرسة للتمريض تستطيع أن تقدم كادرا تمريضيا قادرا على سد الفراغ، مشيرا إلى أن البحرين تحتاج إلى 90 ممرضة سنويا، وأن فتح مدرسة التمريض بالتعاون مع الجامعة الايرلندية سيؤدي إلى إيجاد كادر لسد هذا النقص بالكوادر التمريضية المطلوبة خصوصا في ظل الحاجة الملحة للممرضات.
المعروف أن المدرسة تمنح شهادة الدبلوم ومدة الدراسة فيها سنتان بعد الثانوية والمتخرج منها يحمل شهادة "مساعدة ممرض"، ويستطيع من خلال عمله إكمال دراسته العليا وقد بدأ المشروع، وتم تخريج 50 ممرضة، وكل سنة تزود المدرسة المستشفى بدفعتين من الممرضين 25 في كل دفعة، وتم تدريبهم لدينا واستبدالهم بالعمالة الأجنبية وهم يقومون بعمل جيد ورائع يرضى الجميع.
يذكر أن مستشفى الملك حمد الجامعي يتبع قوة دفاع البحرين ويقدم خدماته لجميع المواطنين، وتنبني خدماته الطبية على أفضل الممارسات العلاجية والإدارية، كما يقدم خدمات أكاديمية وبحثية، وله ميزانية خاصة ملحقة بميزانية قوة الدفاع، ويعتمد قواعد الكفاءة والخبرة العملية والتعليمية كأسس لتعيين كوادره، ويعمل وفق استراتيجية لتوطين الخبرات الأجنبية المتقدمة لتحقيق أعلى درجات الامتياز، وذلك بهدف الاعتماد بالكامل مستقبلا على كوادر بحرينية عبر خطة واضحة المعالم، ويعمل بالمستشفى نحو 2000 موظف، منهم 1700 كادر من مختلف الكوادر الطبية والتمريضية والفنية المختلفة، بينهم 700 ممرض وممرضة في كل الأقسام والتخصصات وأكثر من 200 طبيب متخصص يعملون في مختلف التخصصات، وأن نسبة النساء العاملات وصلت إلى 70 % في المستشفى.