يبدو أن مسلسل الإساءات للإسلام ورموزه ليس له نهاية، فكلما قلنا انطفأت نار الفتنة وجدنا نجد من الحمقى من يشعلها، حمقى من غير المسلمين وحمقى من المسلمين الجهلة. الفريقان منهم يصبون في وعاء واحد ألا وهو تشويه صورة الإسلام.

ولكل فريق يجب أن نضع حداً وشرطاً صارماً؛ فالإسلام ليس شماعة لكل مختل أو ناقم يرمي عليها أحقاده وضغينته ثم يلعب دور الضحية.

الأول مسلم جاهل يعتقد بكل حماقة أنه ينصر الإسلام ورسوله بمجرد أن يدخل وسط جموع من المخالفين له في الدين، ويجرح هذا ويقتل هذا دون أن يكون لمن حوله أي علاقة بما في رأسه، فبمجرد قناعته أن هؤلاء «كفار» فهم من يدفع الثمن.

أمثال هؤلاء فقط حمقى لا علاقة للإسلام بتصرفاتهم ولا يستندون لشيء من الدين يشجع أفعالهم الخارجة عن تعاليم الدين وسيرة نبيه. والثاني حاقد على الإسلام وشخص يبحث بأي وسيلة عن سبب يضع الإسلام ورموزه في قفص الاتهام، مظهراً للعالم أن الإسلام فكر «لا دين»، أصبح يشكل مصدر خطر وتهديد للبشرية؛ فهو شخص ناقص ومريض يرمي الإسلام بأي حدث وحادث يحدث حوله.

وللفريقين لا بد من وقفة، وقفة جادة وصارمة من قبل الدول الإسلامية وممثلي علماء المسلمين، يشرعون قوانين دولية، تجرم الإساءة إلى الدين ورموزه من الأنبياء والرسل، فكل أنبياء الله هم جزء من إيماننا وعقيدتنا التي جبلنا عليها ولا يصح الدين إلا بالإيمان بهم.

ونحن عامة المسلمون لسنا من غير دور أو فعل، ولا يمكن أن نتكل بشكل كامل على الجهات الرسمية ونطالبها برد دون أن نكون جزءاً أساسياً من هذا الرد.

فكل فرد منا له دور وله قيمة مؤثرة في الرأي العالمي، ولا تستخف يوماً برأيك أو فعلك مهما صغر. فلولا الألم لما ظهرت الجهات الرسمية في فرنسا تطالب الدول الإسلامية بعدم المقاطعة. رغم أنها فقط البداية.

ومن المسلمين من يدعو إلى أن تكون ردة فعلنا أكثر تسامحاً وأكثر حلماً، فقط أساله ألا تغضب! ومتى تغضب؟

رسول الله عامل الناس بحسن الخلق والحلم والتسامح، وفي الوقت نفسه وقف مدافعاً عن حدود الله بكل حزم؛ فالمسألة ليست تعاملاً متبادلاً أو حواراً تنظيرياً تظهر فيه حسن أخلاقك وأخلاق الإسلام، بل رد على بهتان وتهجم على أعظم رموزنا ألا وهو «محمد» صلى الله عليه وسلم. فهنا لا مجاملة ولا تهاون في الرد، فقد سب نبيك يا هذا.

لا خير فينا إن تسامحنا في أمر غير قابل للجدال، فحين يكون الهجوم على شخصك أو عائلتك وقبيلتك فأنت هنا حر ويفضل أن تقدم مبدأ التسامح. ولا خير فينا إن جاملنا المخطئ وعذرنا أفعاله بأنه شخص يجهل تعاليم وسماحة الإسلام، فمن يقدس الديانات السماوية وغيرها يعلم تماماً حرمة هذه الديانات، لذا وجب عليه احترام الإسلام أيضاً.

ولا خير فينا إن جعلنا من رسولنا وأعظم رموزنا أقل شأناً من مقدسات وحرمات غير المسلمين.

وختاماً أرفض أي عمل إجرامي يحدث في أي بقعة في العالم وتلصق أفعال المجرم بدينه، فكل شخص هو مسؤول عن أفعاله. مع تمنياتي لفرنسا وشعبها أن يرزقهم الله رب المسلمين والعالمين برئيس يرشدهم ويقودهم للأمان.