تدوير المخلفات والاستفادة منها قضية بيئية شغلت الكثير من المختصين في مجال البيئة، وقد اجتهدوا في توعية المواطنين للاستفادة من المخلفات وإعادة استخدامها في الصناعات المختلفة، وذلك حفاظاً على موارد البيئة، وتلك المخلفات متنوعة منها البلاستيكية، ومنها الورقية ومنها المواد الغذائية، ومنها مخلفات الحقول والمزارع من أوراق أشجار وأغصان وغير ذلك.

وعندما تتجول في الأسواق المركزية، خاصة أسواق الخضار والفواكه، تجد كما هائلاً من المخلفات النباتية، سواء الفواكه والخضراوات والتي تعفنت وأصبحت لا تصلح للاستخدام الآدمي، أو القش وأوراق الأشجار التي عادة ما تكون في صناديق الفواكه والخضروات وغيرها من النفايات النباتية، ونلاحظ أن هذه النفايات تلقى في القمامة ولا يستفاد منها. وقد استوقفتني رسائل نشرت في جروب «الواتساب»، المختص بالزراعة والذي أنشأته المبادرة الوطنية لتنمية الزراعة، حيث عرض بعض هواة الزراعة البحرينيين قصة نجاحهم في تصنيع آلة مبتكرة لصناعة «الكبوست»، من المخلفات النباتية، و«الكبوست»، سماد عضوي يُصنع من التحلل الهوائي لمخلفات المزرعة مثل، حطب الذرة، الأوراق اليابسة أو الخضراء، والفواكة والخضراوات، فضلات الطعام، نشارة الخشب، وغيرها.

وتتكون هذه الآلة المصنوعة بأيدٍ بحرينية من برميل بلاستيكي كبير الحجم، وهذا البرميل معاد استخدامه فهو من البراميل التي تنقل فيها مواد كيماوية، ثم يتم التخلص منها، ولهذا البرميل قاعدة حديدة يسهل عملية تقليبه، كما أنه من السهل فتحة وإلقاء المخلفات فيه، ويوضع في هذا البرميل مخلفات النباتات، ومع مرور الوقت تتخمر هذه المواد لتتحول إلى سماد عضوي «الكمبوست»، يمكن استخدامه للزراعة.

وقد شجعت المبادرة الوطنية لتنمية الزراعة الهواة لتصنيع مثل هذه الآلة، كما شجعت على استخدامها وذلك انطلاقاً من مبدأ أهمية إعادة استخدام النفيات حفاظاً على موارد البيئة. وحرصاً منها على التشجيع على الإنتاج الزراعي، وإنتاج المواد اللازمة لها، ونظراً لكثرة النفايات النباتية في الأسواق المركزية فإننا نتمنى من القائمين على إدارة هذه الأسواق الاستفادة من هذه الخبرات البحرينية الزراعية، بوضع آلة صناعة «الكبوست» في الأسواق المركزية ليتم وضع النفايات فيها وتحويلها لأسمدة مع مراعاة أن توضع هذه الآلة في مكان بعيد عن تجمعات الناس مراعاة لتجنب مشكلة الرائحة غير المرغوب فيها، وفي ذلك استثمار للنفايات، ودمتم أبناء قومي سالمين.