يبدو أن جماعة الإخوان ومن يشايعهم كنظام الحمدين يحاولون عبثاً خلط الأوراق في سلاح مقاطعة البضائع الذي يستخدمه المسلمون ومنهم الكثير من مواطني الخليج العربي ضد فرنسا وتركيا، بعد مواقفهما العدائية تجاه الإسلام بالنسبة إلى الأولى، ودول الخليج العربي بالنسبة إلى الثانية.

ومن الواضح أن ما يروج إليه «الإخوان» وقطر ومعهم طبعاً أبواقهم الإعلامية وأولهم قناة «الجزيرة»، أن تركيا هي التي تتصدر مشهد حملة مقاطعة البضائع الفرنسية وتقود المسلمين في هذه الحملة، وهذا خلط واضح للأوراق، ولعبة يمارسها «الإخوان» بهدف تضليل الحقائق، والالتفاف على الواقع، حيث يحاول الإخوان تمرير هذا التضليل على ذهن المواطن المسلم والعربي الذي يغار أصلاً على دينه وعلى نبيه الكريم، فليس لتركيا أي فضل أو أسبقية في مقاطعة فرنسا التي تأثر اقتصادها كثيراً بسبب اختيار العديد من المسلمين سلاح مقاطعة بضائعها بسبب مواقفها العدائية للدين الإسلامي الحنيف.

لا أظن أن تركيا قادرة على المضي في موقفها بشأن مقاطعة فرنسا لأنها سوف تبتعد بهذا الموقف عن منظومة الاتحاد الأوروبي كما صرح بذلك متحدث باسم المفوضية الأوروبية مؤخراً، خاصة إذا ما علمنا أن تركيا تستجدي – ولا تزال – الأوروبيين لأن تصبح عضواً في اتحادهم منذ سنوات طويلة، لذلك أعتقد أن تركيا ستعود سيرتها الأولى إلى الأوروبيين في التودد والتمني والرجاء من أجل الدخول في منظومة الاتحاد الأوروبي.

وكل ما في الأمر أن تركيا أرادت استغلال أحداث فرنسا لصالحها بهدف إنهاء ما تتعرض هي له من مقاطعة كبدتها خسائر لن تقل عن 20 مليار دولار من السعودية وحدها، كما صرح بذلك عجلان العجلان رئيس مجلس الغرف السعودية، وما قد تجره تلك المقاطعة من ضرر بالغ على الاقتصاد والعملة التركية والتي هي أصلاً في انحدار تاريخي غير مسبوق.

إن كلتا الحملتين، مهمتان، فالأولى نصرة لديننا ونبينا الكريم، والثانية نصرة لوجودنا كشعوب خليجية، ورداً على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العنصرية البغيضة ضد أحقية وجود دول الخليج العربي، والتي لن تمر مرور الكرام، حتى وإن حاولت جماعة الإخوان التبرير لأردوغان أو التعذر له، وعلينا هنا أن نميز بين الحملتين وأن نستمر في مقاطعة البضائع التركية والفرنسية على حد سواء، ليعلم أردوغان وغيره من مناصريه أن دول الخليج العربي وشعوبها ليست موجودة فحسب ولكن مؤثرة أيضاً.