تحتفي اليوم، هيئة البحرين للثقافة والآثار، باليوم العالمّي للشعر، من خلال قافلة شعريّة تنطلق إلى أربعة مواقع تستحضر الشعر القادم من التراث العربيّ.
وتقدم القافلة، مشاهد تعد بطاقات معايدة للجمهور البحريني بالمناسبة في قالب بسيط ومحبب تستحضر مجموعة من النصوص للحلاج والمتنبي وزهير بن أبي سلمى وأبو نوّاس وغيرهم.
وتنطلق القافلة، من فريج الشيوخ -قرب مركز الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة للثقافة والبحوث في المحرّق-، نحو أحد المقاهي العتيقة بسوق القيصريّة، ثم إلى مجمع السيف التجاريّ، وتنتهي في موقع قلعة البحرين.
وتلامس القافلة، الأماكن التراثيّة القديمة وزهو الحضارة القائمة، بنصوص من التراث الشعريّ العربي الكلاسيكيّ، بأداء صوتي يصاحبه اشتغال موسيقيّ معدّ خصيصاً للفعاليّة.
ويأتـي اختيار النصــــوص الكلاسيكيّة والأماكن في إطار احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بعام 2015 تحت شعار «تراثنا ثراؤنا»، كما تعدّ فكرة القافلة التي تأخذ الشعر إلى حيث العامة والمارة والعابرين محاكاة لروح سوق عكاظ التي تجعل من الشعر فعلاً وممارسة يومية، غير مقصورة على نخبة، أو على وقت بعينه.
وتعد قافلة الشّعر، بادرة مغايرة للنمطي في الوطن العربيّ، وتختلف عن غيرها من تجارب الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، بأخذ الشعر نحو مطارح التبادل الثقافي والاجتماعي، بدلاً من جلب الناس إليها في مساحات مغلقة ومعروفة مسبقاً.
ورغم حداثة الفكرة على المجتمع، إلا أن«قافلة الشعر» تعود بالشعراء والجمهور المستمع إليها نحو ممارسة ضاربة في عمق دول الجزيرة العربية حين كان للشعر مكان في الأسواق ومجالس القبائل والساحات العامة وسوق عكاظ.
وجاءت القافلة العام الجاري بشكل مغاير يتمازج فيه الشعر بالموسيقى والأداء المسرحيّ، فتجتمع الفنون المتنوّعة بقرب الكلمة الشاعريّة مشكلة خليطاً من الحب الذي يدخل القلوب والأماكن بدون طرق للأبواب.
أما في سوق القيصريّة، حيث ذاكرة المكان ودفء المحرق والصدفة التي يخلقها حضور الماّرة الذين لا يتوقعون الدهشة في يومهم المعتاد، سيطرأ الشعر رفقة عنترة والموسيقى العربية «العود والمرواس»، تصحب أصوات فناجين الشاي وحكايات الجالسين.
أما في سينما مجمع السيف التجاريّ، فتقدّم المجموعة سكتشاً تمثيلياً يصحبه قصيدة لقيس بن الملوّح رفقة الكمان، وتختتم القافلة مسيرتها في موقع قلعة البحرين حيث يحتضن المكان بجماليته وشاعريته مختارات شعرية مصحوبة بأداء مشهدي، وموسيقى البيانو عند شاطىء البحر الذي يقبّل كل ليلة قدمي قلعة البحرين الجالسة هناك منذ مئات السنين.
وانطلقت قافلة الشعر العام الماضي، بمشاركة نحو 13 شاعراً وشاعرة من البحرين والدول العربيّة، وقد أخذت القافلة خط سيّر متعدد بين الأماكن القديمة والحديثة في البحرين، بينها مجمع338 بالعدليّة، وقهوة حاجي بسوق المنامة، وموقع قلعة البحرين، ومجمع السيف التجاريّ وغيرها من الأماكن، حين ترجّل الشعراء من القافلة حاملين نصوصهم ليقرأوها للجمهور الذي لم يتوقع ذلك.