أن تكون مواطناً في دولة ما ذلك اختيار القدر، أما أن تكون مواطناً صالحاً ومنجزاً ومميزاً ذلك اختيارك أنت!

لاحظت أن سرطان الثدي هو أكثر الأورام المنتشرة في مملكة البحرين وهناك حاجة ملحة لإنشاء مركز متخصص كما هو الحال في الدول الأوروبية وأمريكا لتقديم الفحوصات والأشعة وظهور النتائج خلال يوم واحد، فالفحص المبكر ينقذ حياة المرأة التي لديها قابلية للإصابة أو في بداية إصابتها بنسبة تتجاوز الـ90% كما تفعل هذه المراكز المتخصصة كما أن الخبرة التي اكتسبتها من خلال عملها في مركز لندن لجراحة الثدي في مستشفى الأميرة غريس في هارلي ستريت في لندن جعلتها أكثر إصراراً على افتتاح مركز متخصص في بلدها وتسخير خبرتها في خدمة نساء وطنها ولتجنيبهم مسائل السفر ونفقات الإقامة لأجل العلاج في الخارج فتم إنشاء مركزها بالتعاون مع المركز المشهور في لندن والذي يعتبر الأول من نوعه في مملكة البحرين.

كنا في أمسية لدعم مريضات سرطان الثدي نظمتها الدكتورة سارة الريفي استشارية جراحة أورام الثدي، المدير الطبي لمركز لندن لجراحة الثدي في البحرين، بدعوة من صديقة لي، وهي إحدى محاربات سرطان الثدي، تزامناً مع شهر أكتوبر، والذي يعتبرعالمياً شهر التوعية والاهتمام بمحاربة هذا المرض، وتقديم الدعم لكافة الجهود القائمة على التوعية بمخاطره وأعراضه. لقد شعرت بالامتنان وأنا ألمح هذه الدكتورة الشابة النشطة التي أنقذت لي صديقتي، التي أهدتها الدنيا لي، كأخت أكثر من صديقة، والتي أتمنى أن تتعافى سريعاً وأن تعود لها صحتها. لقد نالت الريفي مؤخراً جائزة المؤسسة الدولية لتحدي ريادة الأعمال لعام 2020 وهي جائزة دولية مرموقة أسست في برشلونة عام 2007، إنها تستحق هذه الجائزة لأنها سخرت جهودها وخبراتها في خدمة نساء مملكة البحرين وحمايتهم من هذا الداء الخطير.

كنت أتأمل هذا وأنا أطالع في نفس الوقت خبر رفض محكمة الاستئناف العليا الجنائية طعن الطبيب المدان في قضية شبكة إجرامية تتاجر بليريكا وتزعم شبكة تزوير الوصفات الطبية، وغيرها من الأحكام التي تبين أن هناك حاجة لتشريعات أكثر صرامة مع أمثال هؤلاء حتى يكونوا عبرة.

هناك أطباء تكون لهم بصمتهم المميزة ويسخرون جهودهم ليل نهار في إنقاذ حياة المرضى وحمايتهم وزرع الأمل في نفوسهم، غنهم قادرون على التجاوز والمضي وهناك من يستغل هذا الباب لأجل تكسبه الشخصي وجر مرضاه إلى عوالم الضياع والأذى والضرر الذي يهدمهم ويقتلهم وهم أحياء لأجل منافعه المادية!

* إحساس عابر:

لأختي وصديقتي المحاربة لسرطان الثدي كل عام وأنتِ بخير وفي صحة وعافية وسعادة أنتِ بطلة وأنتِ ملهمة ومؤثرة وأنتِ أقوى مما تتصورين، الله يديمك لنا طول العمر ويحفظك.