الملهم هو من يترك بصمة في المجتمع أو أثراً في نفوس الناس، الملهم من يحدث التغيير، ويحقق الإنجازات، دون الالتفاف إلى عوائد مادية، فأهداف الملهمين الحقيقيين أسمى من ألقاب أو جوائز، فصناعة الفرق في مجال من المجالات أو تبني قضايا المجتمع هو الفارق في قاموس الملهمين، ومملكة البحرين بلد خصب في احتضان الملهمين، فالمجتمع يتقبل التغيير، الذي يحقق الإنجازات والإيجابيات ويساند المبدعين، بل يترك مساحة للظهور، ليكون القدوة الصالحة، في العطاء والإلهام.

قد يتصور البعض بأن الملهمين يجب أن تتوافر لديهم أعلى الشهادات أو ممن ارتادوا أعلى المناصب، وهذا بالتأكيد معيار غير منصف لأولئك الذين تركوا بصمة في المجتمع، أو لا يزال عطاؤهم ملهماً، ربما لم تتسنَّ لهم الظروف بأن يكملوا تعليمهم ولم يحصلوا على شهادات جامعية أو مناصب عليا ولكنهم ملهمون.

وإذا التفتنا قليلاً إلى سراديب الذكريات ورجعنا إلى الوراء قليلاً إلى المرأة البحرينية والرجل البحريني، ونظرنا إلى الملهمين الذين قطعوا شوطاً طويلاً في فن الإدارة، إدارة منزلهم وفن التربية، تربية أبنائهم، أو فن من فنون الحياة، والتعاطي في ظل العقبات والتحديات، ربما يستشعر البعض بامرأة بلورت الإلهام بداخلهم، وحركت الإبداع في مخيلتهم، أو برجل رسم طريقاً معبداً بالإيجابيات أو كان مصدراً لصناعة مستقبل مضيء. قد يتراءى في الذاكرة ملهماً يظهر أمامه في كل موقف، قد يكون أحد الأبوين، أو الجدين، أو الزوج، أو الزوجة، أو صديقاً، أو سيدة ذات همة في الحي، أو رجلاً عرف بأثره الطيب، في كل خطوة يخطوها بإمعان.

ولا يخلو مجتمعنا اليوم من الملهمين رجالاً ونساء، كقدوة حسنة، في مجال تخصصهم، أو في مجال عملهم، أو في تعاملهم مع الحياة ومع الآخرين، لا يخلو مجتمعنا أيضاً من العطاء والإيثار غير المشروط، كركائز هامة للأثر الطيب، والبصمة الباقية، على مر الأزمان. ربما تكون جائحة كورونا (كوفيد19) أطرت الملهمين الذين وهبوا الكثير في سبيل الحفاظ على سلامة وصحة الجميع. وسمو ولي العهد في مقدمة الملهمين والطاقم الطبي في الصفوف الأولى والإداريون في وزارة الصحة على رأسهم وزيرة الصحة وبعض التجار والمتطوعون فجميعهم ملهمون وبالتأكيد أولئك الذين التزموا الإرشادات التوعوية والوقائية وتجنبوا التجمعات لمصلحة الجميع، ملهمون بحسهم الوطني والإنساني، فقد تركوا الأثر الطيب في أصعب المواقف والظروف، وللحديث بقية.