جسد موقف معالي السيدة فوزية بنت عبدالله زينل رئيسة مجلس النواب الذي تمثل في سحب رسالة الشكوى ضد‭ ‬النائب‭ ‬الأول‭ ‬لرئيس‭ ‬مجلس‭ ‬النواب‭ ‬عبدالنبي‭ ‬سلمان أنبل معاني التسامح والعفو عند المقدرة. فالعفو عند المقدرة من شيم الكرام، ومن شيم الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام. وليس بغريب على شعب البحرين أن يعفو ويسامح. فأكثر ما نفاخر به الناس والعالم بأننا شعب متسامح، نعيش بمحبة وسلام حقيقي، ونعمل معاً لبناء مستقبل أبنائنا دون خوف من تعصب أو كراهية أو تمييز عنصري أو تفرقة.‬‬‬‬‬‬‬

فكَون معاليها ممثلة الشعب الأولى فهي قدوة للشعب كافة، فالقدوة الحسنة عنصر مهم في كل مجتمع، فمهما كان أفراد المجتمع صالحين، فهم في أمس الحاجة للاقتداء بالنماذج الحية، النماذج المؤثرة التي تعتبر مثالاً حياً للارتقاء بالأخلاق، ومثالاً مثاراً للإعجاب والتقليد من الناس، لأن التأثر بالأفعال والسلوك أبلغ من التأثر بالكلام والأقوال.

فسارت معاليها على خطى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، نحو تحقيق المزيد من الطموحات لتبقى البحرين قدوة للعالم في مجال التسامح ونموذج يحتذى به في النماء والتطوير الذي يبنى على قاعدة رصينة من التسامح. فمبادرات جلالة الملك الرائدة في مجال التسامح، مثل إنشاء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي وتدشين كرسي الملك حمد للحوار بين الأديان والتعايش السلمي بجامعة سابينزا العريقة، عكست الإرث الطويل والمتراكم من المبادئ الإنسانية النبيلة المتأصلة في المجتمع البحريني المتنوع والمنفتح والمعتز بهويته وتراثه، مما كان له الأثر الكبير في حث المواطنين على بذل المزيد من الجهود في مجال التسامح والوقوف جنباً لجنب من أجل رفعة راية الوطن.

عموماً، لا يمكن حصر المجالات التي أظهرت فيها المرأة البحرينية فاعليتها في التسامح باعتبارها ركناً أساسياً في التنشئة وتشكيل المجتمع، فبعدما تهيأت لها كل السبل الممكنة من التعليم والتمكين والمشاركة الفعالة في التنمية تمكنت من الإسهام في ترسيخ مفهوم التسامح ثقافياً واجتماعياً، فأصبحت تعي مسؤوليتها في تنشئة جيل مترابط يرفع مبادئ التسامح فوق الكراهية ومبادئ التعايش فوق التعصب ويجعل مصلحة الوطن أمانة نصب عينيه.