CNN


وسط تفشي فيروس كورونا المستجد، تغلق إنجلترا أبوابها مجدداً، وذلك بعد اتخاذ دول أوروبية أخرى خطوات جذرية لمواجهة زيادة حالات الإصابة والوفيات بـ"كوفيد-19"، في جميع أنحاء القارة.

وستشهد القيود، التي دخلت حيز التنفيذ منتصف ليل الخميس، إغلاق المطاعم، والحانات، والشركات غير الأساسية، حتى 2 ديسمبر/ كانون الأول.

ADVERTISING


وجاء إغلاق إنجلترا بعد أيام من اتخاذ إجراءات مماثلة في فرنسا وألمانيا، وقبل أن تنقسم إيطاليا إلى "مناطق حمراء" يوم الجمعة.

قد يهمك أيضاً

مرة أخرى.. ارتفاع عدد كبار السن المصابين بفيروس كورونا المستجد في أوروبا

وقبل التصويت البرلماني يوم الأربعاء، الذي مهد الطريق للإغلاق الجديد، قال رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إنه شهد بيانات تشير إلى أن خدمة الصحة الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) قد "تنهار" في مواجهة الطلب المتزايد بسبب كوفيد-19".

وقال جونسون إن الوفيات في الموجة الثانية من الوباء، قد تتجاوز الأعداد المسجلة في الربيع، مع ارتفاع عدد مرضى فيروس كورونا في المستشفيات، أكثر مما كان عليه في ذروة الموجة الأولى.

وأعلنت المملكة المتحدة عن ثاني أكبر زيادة يومية في الحالات، يوم الأربعاء، مع تسجيل 25,177 إصابة جديدة في غضون 24 ساعة.

وكانت هناك 492 حالة وفاة أخرى، وفقاً لبيانات حكومية، مع ارتفاع عدد المرضى في المستشفيات إلى 12,320.

وجاء ذلك بعد أن سجلت أوروبا زيادة بنسبة 22٪ في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وزيادة الوفيات بنسبة 43٪ في الأيام السبعة حتى يوم الثلاثاء، مقارنة بالأسبوع السابق، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

وقالت منظمة الصحة العالمية: "احتلت فرنسا ثالث أكبر عدد من الحالات الجديدة عالمياً، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 275,000 حالة في الأسبوع الماضي، بزيادة 27٪ عن الأسبوع السابق".

وشهدت البلاد ارتفاعاً كبيراً بعدد الإصابات في أكتوبر/ تشرين الأول، وكان عدد مرضى "كوفيد-19" في وحدات العناية المركزة "يرتفع بسرعة".

قد يهمك أيضاً

"مٌقلق للغاية".. الصحة العالمية: قرابة 80٪ من دول أوروبا تشهد نموًا في حالات كورونا

وأبلغت فرنسا عن 854 حالة وفاة مرتبطة بـ"كوفيد-19" خلال 24 ساعة يوم الثلاثاء، بمعدل وفاة شخص واحد كل دقيقة و41 ثانية، وأعلى حصيلة يومية في البلاد منذ 15 أبريل/ نيسان، وفقاً للبيانات الصادرة عن هيئة الصحة الفرنسية.

ووضعت الموجة الثانية من "كوفيد-19" المستشفيات تحت ضغط شديد، وهو الحال في العديد من البلدان الأوروبية.

وعلى سبيل المثال، وصلت وحدات العناية المركزة في العاصمة البلجيكية، بروكسل، إلى طاقتها القصوى يوم الاثنين، حيث تم توزيع أفراد عسكريين في وحدة الطوارئ، للمساعدة بتخفيف الازدحام بالمستشفيات، في منطقة لييج بالبلاد.

وقالت الحكومة السويسرية يوم الأربعاء إن 2,500 جندي سيكون أيضاً جاهزاً للمساعدة في علاج أو نقل مرضى فيروس كورونا، خاصة في المناطق التي استنفدت فيها الموارد المحلية.

وسجلت سويسرا وليختنشتاين حوالي 10,073 إصابة جديدة بـ"كوفيد-19" يومياً، و 247 حالة دخول إلى المستشفى و73 حالة وفاة جديدة، يوم الأربعاء.

خطوات تقييدية جديدة

ووافقت الحكومة الإيطالية، التي حذرت من أنها قد تنفد من أسرة العناية المركزة بحلول نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني، على إجراءات تشمل فرض حظر التجول من العاشرة مساء حتى الخامسة صباحاً.

وستنقل وسائل النقل العام بنسبة 50٪ من طاقتها، كما سيتم إغلاق المتاحف.

ويجب على جميع الطلاب الذين تبلغ أعمارهم ستة أعوام أو أكثر ارتداء أقنعة الوجه، ويجب أن تغلق المطاعم والحانات في حلول الساعة الـ6 مساءً.

وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، يوم الأربعاء أن مناطق كالابريا، ولومبارديا، وبييمونتي، ستصبح "مناطق حمراء" اعتباراً من يوم الجمعة.

وستصبح منطقة بوليا وجزيرة صقلية "مناطق برتقالية".

وأعلن رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز مورافيكي، عن قيود إضافية بدءاً من يوم السبت، بما في ذلك التعلم عن بعد للأطفال الصغار، وإغلاق المؤسسات الثقافية، وتقليل سعة المتاجر، وفتح الفنادق فقط لرحلات العمل.

ومن المتوقع أن يعلن رئيس وزراء اليونان عن مزيد من القيود يوم الخميس بعد أن سجلت البلاد 2,646 حالة إصابة يومية بـ"كوفيد-19"، بحسب منظمة الصحة العامة الوطنية في البلاد، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 46,892 حالة.

وكان هناك 18 حالة وفاة أخرى، ليصل المجموع إلى 673 شخصاً.

وتشير وسائل الإعلام اليونانية إلى أنه يتم النظر في فرض إغلاق وطني.

وقال المتحدث باسم الحكومة، ستيليوس بيتساس، في وقت سابق من هذا الأسبوع إنه لا يمكن استبعاد ذلك، انطلاقاً من الوضع في جميع أنحاء أوروبا.

ومن اليونان إلى هنغاريا، سجلت البلاد 4,219 حالة إصابة و90 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.

وأوضح رئيس الوزراء، فيكتور أوربان، في مقطع فيديو على "فيسبوك" يوم الثلاثاء إن البلاد تعيد فرض حالة الطوارئ، وسيشمل ذلك حظر التجول من منتصف الليل حتى الساعة 5 صباحاً، وارتداء الأقنعة في الأماكن العامة، وإغلاق الملاهي الليلية.

وحذر من أن المستشفيات قد تستنفد طاقاتها بحلول منتصف ديسمبر/ كانون الأول، إذا استمر الوضع الحالي.

ويذكر أن السويد أيضاً تعمل على تشديد قيودها، حيث أعلن رئيس الوزراء، ستيفان لوفين، عبر "فيسبوك"، أنه لن يُسمح لأكثر من ثمانية أشخاص بمشاركة الطاولات في المطاعم أو الحانات.

ومن بين التدابير الأخرى هي مطالبة الناس بتجنب الاتصال الجسدي، والأماكن المغلقة، والتجمعات المزدحمة، كما سيتم تشجيع الموظفين على العمل من منازلهم قدر الإمكان.