منذ 4 أشهر ونيف، توقعت في إحدى مقالاتي السابقة أن يتنفس الاقتصاد البحريني الصعداء على المدى القريب مع بدء فتح الأنشطة بشكل تدريجي في ذلك الوقت. وها نحن بدأنا نجني ثمار بداية الانتعاش الاقتصادي والسياحي ,خصوصاً مع تضاعف أعداد المسافرين عبر مطار البحرين الدولي إلى 2000 زائر يومياً وازدياد عدد رحلات الطيران مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار فيروس كورونا.

دليل آخر على عودة النشاط إلى القطاع السياحي -الذي وقف على حافة الانهيار في الفترة الماضية- بعد إعلان الإدارة العامة لأمن المنافذ مؤخراً عن اتخاذ إجراءات استثنائية لاستئناف حركة العبور على جسر الملك فهد، لتسهيل عبور المسافرين بما ينسجم والإجراءات الصحية المطلوبة، وأن العمل جارٍ لوضع دراسة شاملة لإعادة حركة السفن السياحية بالمنافذ البحرية، هذه الدراسة الشاملة أتوقع أن تؤدي لاحقاً إلى تدفق الزوار عبر السفن السياحية وبالتالي الإنفاق على السياحة الداخلية، ناهيك عن الإعلان عن إعادة افتتاح المطاعم في الداخل، هذا كله سيساهم في نمو القطاع.

هذه الخطوات الموفقة والجريئة التي اتخذتها وزارة الداخلية وشؤون الطيران المدني بجهود مشتركة، جاءت بعد انخفاض معدلات انتشار الفيروس بين المجتمع بنسبة 45% كما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء بالتزام الجميع من أجل البحرين، بعكس بعض الدول التي بدأت مجدداً فرض حظر تجول شامل مثل الأردن وتونس أو جزئي كإيطاليا لكبح جماح انتشار الفيروس.

صحيح أن تقييد السفر في زمن كورونا قاد المواطنين والمقيمين إلى التوجه نحو السياحة الداخلية مع اتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية، إلا أن ذلك لا يكفي لتعويض ما عاشه القطاع خلال الفترة الماضية والذي يعول كثيراً في الوقوف مجدداً على قدميه على السياحة الصادرة والواردة التي يستفيد منها الاقتصاد البحريني ومكاتب السفر على حد سواء.

كذلك، فإن القطاع الفندقي -الذي استغاث للمطالبة بسرعة الدعم لإنقاذه من الخسائر الفادحة التي تعرض لها بسبب جائحة كورونا وقدم إثر ذلك تنازلات كبيرة من خلال عروض ترويجية لم يسبق لها مثيل من قبل- يعد أكبر الرابحين من عودة السفر تدريجياً عبر مطار البحرين الدولي، إذا ما نظرنا إلى عدد الزوار الذين سيبدؤون بالتدفق وبالتالي دوران عجلة السياحة.

من وجهة نظري المرحلة المقبلة تحتاج أكثر من أي وقت آخر إلى توحيد وتكاتف كافة الجهود المجتمعية بكل عزم، من أجل خفض معدلات كورونا بشكل أكبر وتوظيف ودعم القطاع السياحي للوصول إلى «لا كورونا» في المجتمع من أجل فتح الباب للسياحة على مصراعيه.

* سيدة أعمال ومحللة اقتصادية