وليد صبري




* الإصابة بالفيروس ليس نقيصة أو عيباً


* التنمر مشكلة مجتمعية تعيق مكافحة الفيروس

* لابد من رصد ودراسة حالات التنمر

* المصاب بـ "كورونا" ليس وباء يسير على الأرض

حذر نائب رئيس المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وعضو مجلس النواب السابق، خالد عبدالعزيز الشاعر من "التنمر ضد المصابين بفيروس كورونا (كوفيد19)، لأنها تعد إيذاء وإساءة بحق المصابين"، موضحاً أن "التنمر مشكلة مجتمعية تعيق مكافحة الفيروس"، مشيراً إلى أنه "لابد من رصد ودراسة حالات التنمر"، منوهاً إلى أن "المصاب بالفيروس ليس وباء يسير على الأرض".

وأضاف في تصريحات لـ "الوطن" أن "الوعي المجتمعي كان ولا يزال الرهان الأبرز لكبح انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19)"، مشيداً "بالإجراءات المميزة التي يقوم بها فريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد نائب القائد الأعلى، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، للحد من الآثار السلبية المترتبة على انتشار الفيروس، ووضع التدابير الكفيلة بالحد من تأثيراته على القطاع الصحي والاقتصادي والاجتماعي".

ولفت الشاعر إلى أن "البحرين قادرة على تجاوز كافة التحديات بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك المفدى"، داعياً إلى "استنهاض الوعي المجتمعي، والحد من إشاعة روح الإحباط، والحث على التقيد بالالتزامات والتدابير الوقائية"، مؤكداً "حاجة المجتمع للتكاتف والتعاضد، والابتعاد عن بعض السلوكيات المجتمعية التي تساهم في انتشار المرض بشكل غير مباشر، عبر دفع البعض للتكتم على إصابته أو مبادرته في حال المخالطة، ومن ذلك ظاهرة "التنمر"".

وأشار الشاعر إلى أن "تغريدة عابرة تكتب من إنسان عابث، أو تعليق لا مسؤول، أو تعاطي غير إنساني، يمكن أن يؤدي إلى فتح نافذة تسهم في إحداث مشكلة مجتمعية، في جعل الآخرين يترددون في الذهاب لإجراءات الفحوصات اللازمة والمتعلقة بفيروس كورونا، فقط لخشيتهم من تنمر الآخرين، أو من النظرة التي يوجهها شخص لآخر فقط لكونه أصيب بالفيروس، في وقت تفرض كل المشاعر الإنسانية، والدوافع الأخلاقية أن يتم الوقوف مع المصابين ودعمهم ورفع معنوياتهم، لينشأ لنا مجتمعاً قوياً متمكاساً، قادراً على مواجهة الظروف".

وأضاف أن "التنمر يمثل شكلاً من أشكال الإساءة والإيذاء، ما يعني أن هناك أثراً سلبياً مترتباً على الشخص المتضرر، لذا آمل من الجهات المختصة دراسة هذه الحالة لاسيما في وسائل التواصل الاجتماعي، ورصدها، ومحاسبة الأشخاص "المتنمرين" إن لزم الأمر".

وتابع قائلاً: "أربأ بأبناء الشعب البحريني القيام بمثل هذه التصرفات، ليقيني بالوعي الكبير الذي يتمتعون به، والذي نراه جلياً من خلال الالتزام بالإرشادات الوقائية والصحية، وأثق بأن الشعب البحريني أكثر وعياً من أن يستخدم المصابين كمحطات للتندر أو مصادر للنفور المجتمعي، وإنما ذلك قد يصدر من شرذمة بسيطة جداً قد تطبعت بغير طباع هذا الشعب الطيب".

ونوه إلى "ضرورة عدم النظر للمصابين على أنهم أوبئة تسير على الأرض، فهذا الفيروس كغيره من الأمراض المعدية، يمكن أن يصاب به أي إنسان، ويتناول العلاج المطلوب ويتشافى، كما يجب أن يمارس المجتمع دوره في رفض المتنمرين، ونبذ أطروحاتهم المتخلفة".

وفي رد على سؤال حول رصد حالات تنمر، أفاد بأنه "تم رصد حالات تنمر خصوصاً ضد العمالة الفقيرة البسيطة ولكن عملت المؤسسات في الدولة على مكافحتها بالتثقيف المجتمعي والإعلام المباشر وبوسائل التواصل الاجتماعي".