بالحمد تدوم النعم، هذا ما تربينا عليه نحن أهل البحرين الكرام، فالبحريني الأصيل لا يشكو الحال مهما كان، بل يكتفي بقول «الحمدالله على كل حال».

والحمد هي كلمة تكاد لا تفارق البحريني في كل حال، سواء الفرج أو العسر، بل إن ما يميز البحريني بأنه دائم الامتنان، وكثير الشكر، وعزيز النفس. حيث يصعب على البحريني الأصيل الشكوى حتى وإن ضاق به الحال وتعثرت به السبل. وإذا ما تحدثنا عن البحريني أيضاً فيجب أن نصنفه بأنه قنوع، راضي بما قسمه الله له، فلذلك نجده دائم الشكر والامتنان مما ينعكس جلياً على طيبه وكرمه اللذين يميزانه.

ومع تغير الأزمان، تجد البحريني كالذهب لم يتغير ومازال يحافظ على صفاته الأصيلة، حامد، شاكر، صابر، راض، قنوع، مجتهد ومثابر من أجل لقمة العيش. حيث دأب البحريني منذ زمن الغوص على العمل والاجتهاد من أجل تسيير حياته، وحتى بعد تغير الحال واكتشاف النفط والبحبوحة الاقتصادية التي انعكست على المواطن، ظل البحريني كما عهدناه دائماً، مجتهد ومثابر ومقدر وممتن للحياة التي يعيشها ومقدر للمكتسبات التي يمتلكها.

والبحريني الأصيل لا ينكر مطلقاً بأن حكومة البحرين دأبت ومازالت على توفير العيش الكريم للمواطن، فلا أحد ينكر مجانية التعليم والصحة للجميع دون تمييز، والكثير الكثير من الامتيازات والدعم، ولا ينكر أي بحريني أصيل أن أي انتعاش اقتصادي تأثرت به مملكة البحرين كان المستفيد الأول منه هو المواطن البحريني، ولا ينكر بحريني أصيل، كذلك حرص القيادة الحكيمة على أن يكون المواطن هو المستفيد الأول من التنمية والشواهد على ذلك كثر.

والبحرين شأنها كشأن سائر الدول، تأثرت بالعديد من المحطات الاقتصادية والجيوسياسية والصحية، مما ينعكس تباعاً على حجم الميزانية العامة للدولة، والتعامل الأمثل مع هذه الميزانية بما لا يؤثر على الوطن والمواطن.

* رأيي المتواضع:

دأبنا على سماع مفردة «ذوي الدخل المحدود» كتحديد للفئة التي تستحق الدعم، وقد تساءلنا مراراً ما المقصود حرفياً بهذه الفئة وكيف نستطيع تميزها، لنفاجأ بمفردة «المواطنون الأكثر احتياجاً».. فمن هم المواطنون الأكثر احتياجاً؟؟

كلنا دونما استثناء أصحاب حاجة، ومعظم البحرينيين هم من الطبقة «المستورة» وهي التي تستطيع أن تعيش «يا دوب» بالراتب الشهري مع ربط الحزام والاقتصاد..

مثل هذه الألفاظ تجعلنا نقلق، نتوتر، ولربما نعتقد بأن هناك إعلاناً تمهيدياً لسحب احد أوجه الدعم التي اعتدنا عليها ورتبنا حياتنا على أساسها.. وفي الأخير لا نملك إلا أن نشكر الله على عظيم نعمه.