تقدم النائب عبدالله بن حويل باقتراح برغبة بشأن قيام الحكومة بمنع بيع واستيراد لحم الخنزير، مشيرا بن حويل بأن أكل لحم الخنزير محرم، ومملكة البحرين من الدول العربية الإسلامية الملتزمة بأحكام وتعاليم الشريعة الإسلامية الناهية عن أكل لحم الخنزير، وقد جعل دستور مملكة البحرين للشريعة الإسلامية مكاناً مهماً في التشريع بأن جعلها إحدى مصادره الرئيسية ومنهجاً قويماً تسير عليها الدولة في كافة معاملاتها وتصرفاتها خصوصاً في تنظيم أمر الرعية من المواطنين والمقيمين.
وقد نصت المادة (1/أ) منه على أنه ((مملكة البحرين عربية إسلامية مستقلة ذات سيادة تامة...))، ونصت المادة (2) على أنه ((دين الدولة الإسلام، والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع، ولغتها الرسمية هي اللغة العربية))، كما نصت المادة (6) على أنه ((تصون الدولة التراث العربي والإسلامي ...)).
وأضاف بن حويل بأن المذكرة التفسيرية للدستور بينت مكانة الشريعة الإسلامية بنصها ((وفي إطار ما اتجهت إليه الإرادة الشعبية من مبادئ ضمنتها الميثاق، جاءت التعديلات الدستورية، وكان رائدها في ذلك، إعطاء الشريعة الإسلامية الغراء نصيبا من التطبيق أكبر مما كانت عليه في الدستور قبل تعديله، وأكدت التعديلات بذلك أن الشريعة الإسلامية باقية في ضمير الشعب، و أنها تحتل مكانها اللائق بها)).
والدليل على تحريم لحم الخنزير واضح في القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى: (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، [الأنعام:145]. ولم يرد في الشريعة تعليل خاص لتحريم لحم الخنزير سوى قوله: (فَإِنَّهُ رِجْس)، والرجس يطلق على ما يستقبح في الشرع، وفي نظر الفطر السليمة، وهذا التعليل وحده كاف. وهناك تعليل عام يشمل لحم الخنزير وغيره من المطعومات المحرمة، وهو قوله تعالى: (وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)، [لأعراف:157].
فكل ما حرمه الله عز وجل فهو خبيث، والخبائث في هذا المقام يراد بها ما فيه فساد لحياة الإنسان في صحته، أو في ماله، أو في أخلاقه، ولم يكن المسلمون في سالف عصرهم على معرفة بتفاصيل خبث الخنزير، وعلة تحريمه، حتى جاءت الاكتشافات الحديثة التي اكتشفت في الخنزير عوامل الأمراض، وخفايا الجراثيم الضارة، فمن ذلك أن الخنزير يتولد من لحمه الذي يأكله الإنسان دودة خطيرة توجد بذرتها في لحم الخنزير، وتنشب في أمعاء الإنسان بصورة غير قابلة للعلاج بالأدوية الطاردة لديدان الأمعاء، بل تنشب تلك الدودة الخنزيرية ضمن عضلات الإنسان بصورة عجز الطب إلى اليوم عن تخليص الإنسان منها بعد إصابته بها، وهي خطر على حياته، وتسمى (تريشين) Treichine، ومن هنا ظهرت حكمة تحريم لحم الخنزير في الإسلام.
وقد جاء في موسوعة لاروس الفرنسية: إن هذه الدودة الخبيثة (التريشين) Treichine تنتقل إلى الإنسان وتتجه إلى القلب، ثم تتوطن في العضلات، وخاصة في الصدر، والجنب والحنجرة، والعين، والحجاب الحاجز، وتبقى أجنتها محتفظةً بحيويتها في الجسم سنين عديدة، ولا يمكن الوقوف عند هذا الاكتشاف في التعليل، بل يمكن للعلم الذي اكتشف في الخنزير هذه الآفة أن يكتشف فيه في المستقبل آفات أخرى لم تعرف بعد.
وحيثُ أن نص الشريعة في التحريم مطلق وغير معلل، فمن الممكن أن تكون هناك مضار أخرى للخنزير غير الذي اكتشف، والعلم دائماً في تطور مستمر. وعليه فقد تقدمنا بهذا الاقتراح برغبة حول منع استيراد وبيع لحم الخنزير في مملكة البحرين تحقيقاً للمصلحة والمنفعة العامة للمواطنين.