الانتخابات ليست بالضرورة أن توصل الرجل المناسب إلى المكان المناسب، تلك حقيقة ونحن جميعاً نسلّم بها خاصة وأنها واقع معاش ونلمس نتائجه، فهناك من تتكشف حقيقته فور وصوله إلى المجلس وهناك من تكتشفه عند أول مداخلة أو مناقشة له، وبعضهم انكشف فعلياً أثناء الانتخابات، ولكن بالمقابل هناك من يكون البرلمان هو موقعه الصحيح فتراه يملك من الثقة بالنفس والعقل المستنير ما يؤهله ليكون في هذا الموقع ممثلاً للمواطنين ومساهماً في بناء الوطن.

وسط هذا التنوع والخليط تظل نقطة بقاء النائب على اتصال بناخبيه والمواطنين هي الحلقة الأهم وحجر الأساس في أدائه لمهامه طوال فترة العضوية التي تمتد لأربع سنوات، حيث لوحظ انقطاع ذلك الخيط لدى البعض، وأكرر لدى بعض السادة النواب فور بداية نجاحه في الانتخابات، مما ساهم في خلق فجوة كبيرة أدت إلى خلق حالة من عدم الرضا من الأداء حتى وإن كانت هناك نجاحات تتحقق فعلياً، فالتواصل المستمر هو من يحدد لدى السواد الأعظم من الناخبين نجاح ممثلهم من عدمه.

اليوم بات لدى بعض المتخوفين من لقاء الأهالي حجة قوية متمثلة بجائحة كورونا، مما ساهم في زيادة الهوّة واتساعها يوماً بعد الآخر، في حين أن اللقاءات من الممكن أن تستمر باستخدام التقنيات الحديثة التي تضمن التباعد الاجتماعي من جانب ومتابعة ملاحظات واقتراحات المواطنين من جانب آخر.

هذه الفجوة التي أوجدها بعض النواب ستؤثر دون أدنى شك في الثقة والتي ستؤدي بدورها في افتقاد النائب إلى قاعدته الشعبية التي يعوّل عليها في الكثير من النقاط التي يتم تداولها تحت قبة البرلمان حتى أنها ستؤثر على مكانته في دائرته الانتخابية.

أتمنى أن لا تكون الجائحة سبباً يستغله البعض في التنصل من الدور الرئيسي المنوط به، بل على النقيض يجب أن تسهم الجائحة في زيادة التواصل سواء بين النائب وناخبيه أو حتى النائب وعضو المجلس البلدي بدائرته، وتكون هذه الفترة هي بداية لتصحيح المسار لمن فقد بوصلته، وإن كان الشيء بالشيء يذكر فهناك عدد من النواب لم يفقد تواصله واستمر بل وفعّل من أدوات الاتصال باستخدام التقنيات الحديثة وهو بالضبط ما هو مطلوب.

باختصار ابقوا على تواصل وجددوا علاقاتكم بأهالي دائرتكم وبالمواطنين، واستلهموا الأفكار الجديدة فصناديق الاقتراع لا ترحم.