لقد راهنا على عودة ترامب للبيت الأبيض لكن يبدو أن رهاناتنا لم يحالفها التوفيق بسبب صفعات صناديق الاقتراع لعودته، فماذا أعددنا في الخليج للتعامل مع جو بايدن؟!

لا تربطنا مع الديمقراطي جو بايدن علاقة ود، بل على العكس من ذلك جراء مواقف سلبية عدة، وماضيه هو قاضيه، وهو ماضٍ لو رافقنا الشيطان في كشف تفاصيله المظلمة لوجدنا بايدن يتصدى بالرفض لإرسال القوات الأمريكية للمشاركة في تحرير الكويت من الاحتلال العراقي1991. بل ووقف في المعسكر المناهض لإسقاط صدام 2003م. ولبايدن اليد العليا في صك تفاصيل الاتفاق النووي الإيراني 2015. لذا احتفلت إيران بعدم عودة ترامب، بل إن بايدن يهم بتفعيل حملة لعودة اللطم على جثة المرحوم خاشقجي واستخدامها لابتزاز الرياض قلب الخليج.

لذا يتطلب الأمر الشعور بالتهديد، وسماع الدعوات الكثيرة التي أطلقها أكثر من مثقف ومركز أبحاث خليجي حول ضرورة وجود «مشروع خليجي» يكون أساساً للتعامل مع الإدارة الجديدة حتى لا نكون المهمشين كما جرى في العهد الديمقراطي الماضي، والأمر يستدعي تكليف شخصيات واعية، فالعلاقات الدولية تظهر نتائجها، وفقاً لحركة اللاعبين مسلحين بملكة التخطيط الاستراتيجي، وليس موظفين يتمسكون بمناصبهم ومصالحهم بحسن البلاغة. فالمطلوب هو التقدم بمبادرة للإدارة الجديدة حول المستقبل الذي نريده في الخليج، وعدم ترك واشنطن لوحدها تبادر بتوجيه المسارات جراء غياب مشروع خليجي ناجح، واضح بأهداف وآليات باعتبارنا حاضرين، وباعتبار واشنطن الشريك الأكبر كعامل استقرار في الخليج.

وليتضمن المشروع الخليجي المقدم لواشنطن نقاط عدها منها:

- تبيان المصالح المشتركة، وجدوى التحالفات الاستراتيجية الخليجية الأمريكية.

- عدم التسليم باليد العليا لإيران في معادلات المنطقة، كما فعل أوباما.

- إعادة صياغة العقوبات عبر سناب باك، أو سواها، أملاً بتصدّع تماسك طهران وعناصر قوّتها.

- الاهتمام بالاصطفافات الجديدة، والتحالفات الوليدة وكيف نستفيد منها.

- أن يكون للخليجيين دور في علاقة الغرب مع إيران في المشروع النووي.

* بالعجمي الفصيح:

دول الخليج مجبرة أن تعيد إنتاج مشروع تحالفاتها مع واشنطن بالكامل ككتلة واحدة. وأروقة مجلس التعاون يجب أن تكون مشغولة بوضع المشروع الخليجي لإدارة بايدن قبل أن يجبرنا على مشروعه.

* كاتب وأكاديمي كويتي