قال خطباء الجمعة إن تفجير العكر فعل مُشين أدانته دول صديقة وشقيقة، وأضافوا أن مجابهة العنف بمثله خطأ كبير، عادين صمت الجمعيات المعارضة عن إدانة التفجير دليل رضى. وأجمعوا أن قوى التأزيم تسعى لإضعاف الاقتصاد الوطني وفي مقدمتها إلغاء سباق الفورمولا1، لافتين إلى أن المخلصين كانوا خلال عام مضى واعين ومدركين لمخططاتها التآمرية. ودعا الخطباء وزارة الداخلية إلى إنفاذ القانون بحق الجناة، وتغليظ العقوبات تجاه المحرضين على العنف، وقالوا “واجب المواطن أن يكون رجل أمن يجمع الشمل ويوحد الكلمة ويتخذ الحكمة سبيلاً”. وأضافوا أن “الداخلية” تسعى لرفع كفاء منتسبيها وفقاً لقواعد ضبط النفس رغم التحديات والضغوط، وأن دورها صد لكافة أشكال المؤامرات الموجهة ضد دول التعاون باعتبار البحرين بوابة الخليج. وقال الخطباء إن مجلس التعاون الخليجي أبرز مستجد إقليمي كشفت عنه الثورات العربية، كمركز ثقل سياسي وجغرافي وإعلامي لا غنى عنه، مشيرين إلى أن بروز دوره إقليمياً ودولياً لابد أن يترافق بجهد تنموي مضاعف في الداخل الخليجي. وطالب الخطباء بالإسراع في الوحدة الخليجية، وتأسيس جيش موحد يقدم خدمات أمنية ودفاعية لدول التعاون والعالم العربي، داعين إلى بناء جسور الثقة بين المواطنين في البحرين والقوى السياسية، ورفع الأصوات المنادية بإدانة العنف والإرهاب وقتل الأبرياء. المظلومية المزعومة وقال خطيب جامع عائشة أم المؤمنين الشيخ د.عبداللطيف آل محمود، إن البحرين تشهد خلال هذه الأيام تصاعداً مقصوداً لأحداث العنف وزيادة التفجيرات في الأماكن العامة والتجمعات المرتادة من قبل الناس، والعبث بالأملاك العامة ومنها المدارس، والأملاك الخاصة ومنها آلات سحب النقود في بعض البنوك. وأضاف “نعلم أن إضعاف الاقتصاد الوطني كان هدفاً من أهداف قوى التأزيم السياسي والديني منذ بداية تحركاتهم العام الماضي، والآن يزيدون وتيرة أعمالهم الإجرامية بعد فشلهم في تحقيق مخططهم لإقامة دولة دينية طائفية لتشويه سمعة البحرين في الخارج إعلامياً، ومنع إقامة فعاليات سباق السيارات الدولي الفورمولا1، ومحاولة أخيرة لتخويف الراغبين في القدوم لزيارة البحرين سياحياً”. وتابع آل محمود “رغم الأسى الذي يصيب المخلصين من أبناء الوطن والمقيمين، ننبههم لضرورة إسناد الأمر لأهله، فمسؤولية تحقيق الأمن وضبطه من اختصاص وزارة الداخلية وتتحمل هذه المسؤولية، وليس لأي فرد من الأفراد أو مجموعة من الناس أن يحاولوا الاضطلاع بأي عمل من أعمال العنف أو التخريب رداً على ما يفعله المخربون، لأن ذلك يصب في مصلحة قوى التأزيم والمخربين”. وقال “كان المخلصون للبحرين خلال ما يزيد عن السنة واعين لمخططات قوى التأزيم، لم يتصادموا معهم ولم يذهبوا لأماكنهم حتى لا يستغلوا ذلك لإظهارهم بمظهر المعتدى عليهم والمظلومين، بعد أن دربتهم منظمات وقوى خارجية اشتركت في التآمر على البحرين، وتلقوا تدريبات مكثفة على كيفية تغيير الحقائق والفبركة، وكيفية استخدام أي حدث لمصلحتهم واستخدام ذلك إعلامياً لإظهار مظلوميتهم، مع أنهم الظالمون”. حرمة الدماء وأضاف خطيب جامع أحمد الفاتح الإسلامي الشيخ عدنان بن عبدالله القطان “آلمنا وأغضبنا ما وقع بالأمس القريب من الحادث الإرهابي الإجرامي الذي استهدف حياة عدد من رجال الأمن والشرطة، أثناء أداء واجبهم في حفظ أمن البلاد والعباد، حيث تعرضوا لتفجير أصيب خلاله 7 أفراد من قوى الأمن، بينهم 3 إصابتهم بالغة”. وقال إنها تصرفات وأخلاق مُشينة وسيئة، ودخيلة على عادات وتقاليد أهل البحرين الطيبين المسالمين، وأدان كل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأبرياء من أي طائفة كانت، وأدان كل من يحرض على العنف والإرهاب ويدعو لمثل هذه الأعمال ويباركها ويؤيدها. وطالب القطان بتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، والاحتكام إلى العدالة الرادعة من دون تريث أو تمهل، وتغليظ العقوبات بحق المحرضين والمدبرين لهذه الأفعال الإجرامية، التي تهدد الأمن والسلم الوطني وتروع الآمنين في ديارهم وممتلكاتهم، وتثير الفتنة الطائفية وتزرع الحقد والبغضاء والكراهية بين المواطنين، وتحرض بعضهم على بعض. وتوجه القطان بسؤال للعلماء والعقلاء وأهل الرأي في البلاد “إلى متى نظل على هذه الحال المزرية من الفوضى والتخريب والتحريض وتهديد الأرواح والعبث بأمن البلاد والعباد؟ إلى متى تستمر الأعمال الشاذة المحرمة شرعاً وقانوناً؟ ما السبيل لوقف تخريب الممتلكات العامة والخاصة وإشعال الحرائق وتفجير أسطوانات الغاز وحرق الإطارات وسد الطرقات وإلقاء الزجاجات الحارقة والقنابل المصنعة على سيارات الشرطة ورجال الأمن، والتعدي على المارة والأنفس والأرواح البريئة؟ هل يقبل بهذه الأعمال العدوانية أي مؤمنٍ صادق يحذَر الآخرةَ ويرجو رحمة ربِّه ويلتزم بأوامر دينه؟ هل يقبل بهذا كلُّ من له بقيّةٌ من عقل، أو صُبابة من فِكر، أو أثارة من عِلم؟ فضلاً عن أن يُجيزه أو يحرِّض عليه أو يقرَّ به أو يُسَرَّ به، ثمّ أوَ ليس رجال الأمن الذين فجروا فأصيب من أصيب منهم، وجرح من جرح أوَليس هؤلاء بمسلِمين؟ نحن لا نرضى أن يؤذى أحد أو يجرح من أبناء هذا الوطن أي رجل أمن أو أي فرد من الأهالي أو مقيم”. وأضاف القطان أنّ المسؤوليةَ عظمى، والجميع في الوطن بسفينةٍ واحدة، ومَن خرقها أغرقَ الجميع، لافتاً إلى أنّ الإحساس الجادَّ بالمسؤوليّة، وعِظم النتائج وخطورتِها، يحمِل كلَّ عاقل وغيور على مصلحة وطنه، على رفضِ الأعمال الغوغائية التي تمارسها بعض الفئات، وعدم قبول أيّ مسوّغ لها، ولزوم فضح آثارها ونتائجها. وحذر المسلم أن يصدرَ منه شيءٌ يثير الفتنة الطائفية، أو يسوِّغ لمثيري الفتن الفوضى والتخريب، وتهديد أرواح الناس، والسب والشتم والتحريض، وعدم احترام النظم والقوانين التي أقرها الشعب، وتوافق عليها الجميع. وقال إن الواجب على كل مواطن ومقيم أن يكونَ رجل أمن، وأن يكون صالحاً مُصلحاً، يجمع الشّمل ويوحِّد الكلمة، يقوم على الحقّ، ويتخذ الحكمة له سبيلاً ومنهجاً في إسداء النصح والتوجيه ويلتفّ حولَ ولاّة الأمر وطاعتهم بالمعروف. دور علماء الأمة وتحدث خطيب جامع سبيكة النصف بمدينة عيسى الشيخ جاسم السعيدي، عن دور وأهمية العلم والعلماء في هذه الأمة، مثنياً على كلمة خادم الحرمين الشريفين أمام العلماء المشاركين في المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي، التي شدد فيها على دور العلماء في ترسيخ العقيدة الإسلامية والدفاع عنها والدعوة إليها وحمل لواءها من أجل صلاح الأمة والعودة بها إلى الوضع الصحيح الذي يجب أن تكون عليه أمة العز أمة الإسلام. وتطرق السعيدي في خطبته لدور وزير الداخلية ورجاله في صد العدوان الداخلي وإحباط المؤامرات الخارجية التي تستهدف أمن البحرين وجيرانها، ما يستحق الإشادة من قبل البحرينيين وجيرانهم في دول الخليج العربي. واستنكر زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد إلى جزيرة أبوموسى الإماراتية، وعدّها تحدياً سافراً للدول الخليجية واستفزازاً لهم لإشعال الفتنة والحرب في المنطقة. وأضاف أن كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية مؤخراً أمام العلماء المشاركين في المؤتمر العالمي لرابطة العالم الإسلامي، كلمة الحاكم الذي يخشى الله في رعيته، العالم بدور العلماء وأهمية دورهم في المجتمع، لذلك حث العاهل السعودي علماء المسلمين على الدفاع عن العقيدة الإسلامية، وركز بقوة على هذه النقطة بقوله سدده الله “أحثكم على عقيدتكم الإسلامية، فإذا ما دافعتم عنها يا أبناءها فمن يدافع عنها؟ أنتم الأساس والقدوة فشمروا عن أيديكم وربكم فوق كل شيء، وأنتم يا أبناء الإسلام أنتم مسؤولون أمام الله ثم أمام شعوبكم وأمام العالم”. وتطرق إلى الدور البارز الذي يضطلع به وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، الساعي لتطوير الوزارة وكفاءتها الأمنية رغم التحديات الأمنية الإقليمية التي تواجه البحرين، ورغم الضغط الذي يمارس على المملكة، إلا أن وزارة الداخلية مازالت قادرة وصامدة وتتعامل بحكمة وضبط النفس قدر المستطاع وبكل احترازية تجنباً لوقوع الضحايا، وهو ما ينتظره أعداء البحرين بفارغ الصبر، مبيناً أن دور وزير الداخلية يجب ألا يقدر داخلياً فحسب بل على المستوى الخليجي عموماً، لأن البحرين بوابة الخليج وما يصده وزير الداخلية ورجاله هو صد عن كافة دول الخليج العربي باعتبارها ليست بعيدة عن الخطر الذي تواجهه وزارة الداخلية. طريق الوحدة الخليجية وقال خطيب جامع الشيخ محمد بن أحمد بن علي آل خليفة الشيخ فؤاد إبراهيم عبيد، إن الأسبوع الماضي في البحرين كان دامياً، وشهد حرق السيارات الصغيرة وباص المواصلات وإغلاق الشوارع بالإطارات المحترقة وصب الزيت بالطرقات وانفجار العكر، والعجيب أن المعارضة التي أرسلت هؤلاء القتلة مازالت تتبجح وتدعي وتزعم أنها سلمية، وتساءل “إذا كانت هذه الأعمال سلمية فما هي الأعمال غير السلمية؟”. وأضاف “يدل هذا أن فئة بعينها تريد أن يستمع الجميع إليها وينفذوا أوامرها وطلباتها، لكن القيادة الرشيدة في البحرين تقول وتكرر (لن تستطيع فئة أو جهة الاستفراد بوجهة نظرها أو قناعاتها على حساب جهة أخرى، وذلك نابع من مستوى المواطن البحريني وتعليمه ووعيه وإيمانه التام للوصول إلى الغايات المطلوبة”. ولفت عبيد إلى أن المجتمع البحريني بكل مكوناته يدين العنف كونه سلوكاً دخيلاً لا يمت لطبيعة الفرد البحريني بصلة، وأن المجتمع الدولي والقيم الإنسانية ترفض العنف والتخريب الذي يمس الإنسان وكرامته ومكتسباته، وأن الأمن هو أساس استمرارية المشاريع التنموية الموجهة لكافة أفراد المجتمع، وأن البحرين ماضية نحو تنفيذ مختلف المشاريع التنموية التي يستفيد منها المواطن البحريني”. وتابع “في وقت أدانت فيه الدول الشقيقة والصديقة حادث الاعتداء على رجال الأمن بالعكر، لتؤكد أن دلالة ذلك انعدام القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية تجاه من ارتكب الفعل الإرهابي الدنيء الذي يستهدف أمن واستقرار البحرين، مهدداً في ذات الوقت سلامة ووحدة شعبها، وأن من ارتكب هذا العمل عدو لدينه ووطنه وشعبه، وبالمقابل لم تنبس الجمعيات ببنت شفة، دليل موافقتها وتشجيعها هذه الممارسات”. ودعا إلى الإسراع في الوحدة الخليجية المتكاملة كمقدمة لحل مختلف المشاكل الأمنية، مضيفاً “قبل بضعة أيام صدر تصريح من أحد كبار رجال الأمن في الخليج العربي مفاده أن الاتحاد الخليجي الذي سيتم إنشاؤه بين دول مجلس التعاون الخليجي، يسمح بتشكيل قوة عسكرية خليجية على غرار حلف شمال الأطلسي الناتو، وأن هذه القوة تمكّن دول مجلس التعاون من التصدي للتحديات التي تواجهها وتزويد العرب بحلول لمشاكلهم”. وقال إن بروز مجلس التعاون الخليجي يمثل أبرز مستجد إقليمي كشفت عنه الثورات العربية، فبينما كان المجلس ناشطاً في ركن من النظام العربي في منطقة الخليج، ويعكس نجاحاً لتجربة تعاون عربي فرعي وحيدة، وبينما ظل معنياً بالأساس بتطورات علاقاته البينية، أصبح مع الثورات في قلب المشهد العربي، وتحظى مواقفه وبيانات اجتماعاته -على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري- بأكبر قدر من الاهتمام والمتابعة، ويكاد مركز الثقل العربي ينتقل سياسياً وجغرافياً إلى الخليج العربي، بعدما انتقل اقتصادياً وإعلامياً منذ سنوات. ولفت إلى أن المرحلة تشهد خطوات حثيثة من قبل دول المجلس لإحراز تقدم فعلي على مستوى القدرات العسكرية، من خلال تأسيس جيش موحد ومدرب على استخدام مختلف أنواع الأسلحة بكفاءة، بحيث يقدم هذا الجيش خدمات أمنية ودفاعية ليس لدول مجلس التعاون فحسب، بل للدول العربية أيضاً. وأضاف أن صعود الدور الإقليمي والدولي لدول مجلس التعاون الخليجي لابد أن يترافق بجهد تنموي وتطويري مضاعف في الداخل الخليجي، يركز وينصب على المواطن الخليجي، ينمي قدراته ويحسن وضعه المعيشي، ويجعله شريكاً فعلياً في بلورة رؤية المنظومة الخليجية، وتوظيف السواعد الخليجية كأركان أساسية في البحث وصناعة الأهداف الاستراتيجية. وقال “ما نحتاجه الآن بصفتنا شعباً وأمة واحدة، أن يرتفع الصوت الوطني المخلص من كل الأطراف لإدانة الإرهاب وأعمال العنف وقتل الأبرياء، بحيث يكون هذا الموقف المبدئي والوطني الواضح ركيزة لإعادة بناء جسور الثقة بين جميع المواطنين والقوى السياسية من كل الأطياف، ونأمل أن يسمع هذا النداء الوطني العقلاء من أبناء الوطن قبل فوات الأوان”. التعديلات الدستورية وقال خطيب جامع الخالد الشيخ عبدالله المناعي، إن الهدف من التعديلات الدستورية التي أقرها المجلس النيابي خدمة المواطن للسلطتين التنفيذية والتشريعية في تنفيذ القوانين والمشاريع العالقة، ومنح صلاحيات جديدة للنواب. وأضاف أن المتسبب بتفجير العكر، وما أسفر عنه من استهداف رجال الأمن، والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة، إما أن يكون حاقداً على الإسلام وأهله وعلى أمن هذه البلاد، أو أن يكون جاهلاً غرر به ودفع من قبل أناس آخرين همهم التخريب وإشاعة الفوضى والسعي للفساد في الأرض.