كتب ـ عبدالله إلهامي: أكدت فعاليات أن عيسى قاسم وعلي سلمان استغلا الدين وتلحفا عباءته خدمة لمصالح ضيقة، وأن أهالي القرى كانوا الأكثر تضرراً من تصرفاتهما، مشيرة إلى أن تحركاتهما باتت مكشوفة، وأن الطائفة الشيعية تلتقي مع بقية المكونات المجتمعية في نبذ العنف والإرهاب بأشكاله. وأجمعت الفعاليات أن مواقف سلمان قادت لفشل سياسي ولم يعد محل توافق بين جماعته، وأصبح مجرد وسيط بين جهات خارجية مشبوهة ودعاة الإرهاب ومرتكبيه في البحرين. وأضافت أن شعب البحرين لا تفرقه أفعال دنيئة تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطن، لافتة إلى أن مطالب التغيير ومهما علا سقفها لا يمكن تبرير نهجها الإضرار بالغير. وقالت الفعاليات إن قاسم لا يبالي بحياة الناس المعتمدة على الأمن والأمان، ولم يصغِ لدعوات تحثه على إدانة أفعال العنف والتخريب، وجهد لإنفاذ إملاءات الخارج، مبينة أن “التخريب والفوضى وضرب ركائز الاقتصاد الوطني رأس مال المفلس”. مسؤولية تضرر القرى وقال عضو مجلس الشورى جمعة الكعبي، إن اتجاهات علي سلمان وتحركاته أصبحت مكشوفة للملأ، إذ إنه ينتهج ما تمليه عليه الأجندات الخارجية المهتمة بزعزعة الأمن وسلب السلم الأهلي. وأضاف أن الجماعة التي كان يتكلم دائماً باسمها، بات معظمهم لا يستمعون إليه، ولم يتبقَ حوله سوى فئة قليلة تنتهج العنف والتخريب في التعبير عن أهدافها الخبيثة، ما يظهر جلياً أن الطائفة الشيعية الكريمة تتفق تماماً مع كافة مكونات المجتمع البحريني وتنبذ الفرقة والطائفية. ولفت الكعبي إلى أن سلمان يعتمد أساليب غير وطنية لهدم الوطن، إذ إنه كان يتنقل بين بعض الدول الخارجية كالعراق وإيران ولبنان ويجتمع مع جهات هناك، باعتباره وسيطاً وحلقة وصل بين تلك الجهات والإرهابيين في البحرين. وتابع “عُرف سلمان منذ الثمانينات بأعماله السيئة الممنهجة على الإجبار والإخضاع بالقوة، إلا أن الشعب البحريني المخلص لا يمكنه أن يفترق بسبب أفعال دنيئة تؤثر بشكل مباشر على المواطنين وخاصة أهالي القرى، إذ إن فيهم الموظفين والمرضى والأطفال ويعيشون كما يعيش كافة أبناء الوطن”، مشيراً إلى أن غلق القرى وإحراق ممتلكات القطاع العام والخاص والاعتداء على عمال النظافة يؤدي إلى قطع الخدمات الحكومية والكهرباء والماء وانتشار الفوضى. التحركات الأخيرة وأضافت النائبة لطيفة القعود أن عيسى قاسم يتبّع أسلوب “أنا ومن بعدي الطوفان”، إذ إنه لا يبالي بمشاعر الناس وحياتهم اليومية المعتمدة على الأمن والأمان، ما يكشف عن نرجسيته وتسلطه، ويوضح أن المطالبات لم تعد إلا إملاءات خارجية يجتهد في تلبيتها، وبالتالي فإن من يطالبون بالديمقراطية وحقوق الإنسان هم أبعد ما يكونون عنها، لتعمدهم إصابة الناس في أمنهم وأولادهم ومقدراتهم المعيشية.. ودعت إلى ضرورة تنزيه الدين من السياسة ودهاليزها، باعتباره أرفع من أن يدنّس من قبل الساسة، مؤكدة أن قاسم وسلمان يتلحفان بعباءة الدين ويتدثران بها بنية الاستفراد بالقرار والوصول للسلطة. ولفتت القعود إلى أن التحركات الأخيرة التي شهدتها الساحة البحرينية أظهرت أن المفلس يعمل جاهداً على تصعيد الأمور التخريبية والفوضوية، ما يؤكد أن تلك الفئة آثرت تدمير اقتصاد بلدهم، ومحاولاتهم المستميتة لإيقاف سباق الفورمولا1. غياب الحس الوطني وأوضح عضو الأمانة العامة بجمعية تجمع الوحدة الوطنية إبراهيم جمعان هجرس، أن مبدأ اللجوء للعنف بأي صورة من الصور مرفوض، خاصة إن كان المتضرر من ذلك إخوة في الوطن، إذ إنه لا توجد أي حركة احتجاجية عبر التاريخ أساءت بشكل مباشر لمن يعيش في أرجائها. وأضاف “لا يمكن تبرير مطالب التغيير مهما كان سقفها عالياً باللجوء إلى هذا الأسلوب من الممارسات المعتمدة أساساً على الإضرار بالغير، من خلال غلق الشوارع وتكسير الممتلكات العامة وتهميش وتقسيم المواطنين إلى فئتين مؤمنين وغير مؤمنين، مؤكداً أنه لو أحسن الظن بتلك المنهجيات فلا يمكن أن يطلق عليها سوى “تفتيتية وعنصرية”. وقال إن ما يمر به الوطن من أزمات يحتاج لقيادات أكثر حرصاً من التي يدوي صوتها بشكل يومي متلبساً بشعارات وطنية، وتكتنز قدراً هائلاً من العنصرية والطائفية، مستخدمة في ذلك العمامة والمنبر الشريف، مشيراً إلى أن توظيف هذه الأدوات لشق الصفوف والإساءة لمن يعيش في البحرين، يكون الحكم عليها قطعاً بأنها دعوات منفردة وغير متفق حولها، ونتائجها ليست في صالح الوطن والمواطن، لأنها تنجم أساساً عن حس طائفي بغيض. وتابع هجرس “أتحدى بعدما وصلنا إليه من انشقاق طائفي، أن يستطيع أي رمز من تلك الرموز أن يحرك عناصر تزيد عن أصابع اليد الواحدة من أبناء المكونات الأخرى، وللأسف الشديد الدعوات التي يطلقونها على الدوام للتحشيد وخلق حالة من التوتر الاجتماعي والطائفي تكون نتائجها دائماً وأبداً أكبر بكثير مما يتوقعونه، كونهم في الأساس يستهدفون عناصر من طائفتهم”. وأوضح أن الحس الطائفي يتناقض بالضرورة مع الحس الوطني وتاريخ الحركة الوطنية التي كانت على الدوام تعتمد على وحدة الصف والمطلب، والحفاظ على حياة الناس وعدم التفريط فيها، وعدم نسج الأكاذيب والمبالغات والفبركات الإعلامية وتغليفها بأردية الدين والوطنية.
970x90
{{ article.article_title }}
970x90