إذا كان المغفور له بإذن الله تعالى، صاحب السمو الملكي، الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، وطيب الله ثراه، أيقونة مملكة البحرين، واستطاع أن يسجل اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المملكة الفتية، بإنجازاته وأعماله، على مدار نحو عقود من العمل الدؤوب، فإنه في الوقت ذاته، يعد رحمه الله، رمزاً من رموز الخليج، والأمتين العربية والإسلامية، وعلى المستوى الدولي أيضاً.

لقد حظي الأمير الراحل بتقدير واحترام العالم، باعتباره رجل دولة من طراز فريد وخاص، ومثلما ساهم في نهضة ورفعة مملكة البحرين على المستوى المحلي، فإنه أيضاً كان حريصاً على رفع اسم البحرين في كافة المحافل، الخليجية والإقليمية والعربية والدولية.

واستطاع، رحمه الله، أن يسجل له الثقل الكبير في تلك المحافل، وكان يشار إليه بالبنان، ويعرفه القاصي والداني، بسجله العظيم الذي سيخلده التاريخ، والذي تفتخر به البحرين.

لقد استطاع الأمير الراحل بجهوده الدؤوبة القيمة والمتميزة على مدار عقود من الترويج للبحرين في كافة أرجاء المعمورة، وتعزيز علاقاتها مع كافة دول العالم في شتى المجالات.

ومن هذا المنطلق، كان الأمير الراحل خير سفير للبحرين في كافة المحافل، بمشاركاته وإنجازاته، وبالجوائز الإقليمية والدولية التي نالها، حيث لا تجد مجالاً، إلا كان لفقيد الوطن الكبير والغالي مساهمة فيه، الأمر الذي ساهم بشكل مباشر فيما تحظى به البحرين من مكانة كبيرة ومتميزة في شتى المجالات، وعلى كافة المستويات، وفي مختلف المحافل الخليجية والإقليمية والدولية.

لذلك كان من المنطقي والطبيعي، أن تجرى مراسم تنكيس علم الأمم المتحدة بمقر منظمة الأمم المتحدة في نيويورك وذلك حداداً على وفاة الأمير الراحل، في إشارة مباشرة إلى السجل التاريخي الحافل، ودور سموه في المسيرة التنموية الشاملة والنهضة التي تشهدها مملكة البحرين. وفي الوقت ذاته تم تنكيس علم الأمم المتحدة بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ب‍باريس، تعبيراً عن التعزية والمواساة برحيل فقيد البحرين الكبير والغالي.

ولعل آخر إنجازات سموه، رحمه الله، تخليد العالم لرسالته السامية في احتفال الأمم المتحدة في 5 أبريل 2020، باليوم العالمي للضمير، للمرة الأولى استجابة لمبادرة سموه، وأثرها في نشر التسامح والسلام والتعايش بين الثقافات والأديان، فيما تم تكريم سموه، رحمه الله، في 20 مايو الماضي، كأول قائد عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية في حدث رفيع المستوى بقصر الأمم المتحدة بجنيف، لتسجل إنجازات سموه الرائدة في المجال الصحي ودعم التنمية المستدامة.

إن أرض البحرين الطيبة المباركة التي أنجبت عظماء خالدين سطروا أسماءهم بحروف من ذهب في سجلات التاريخ، وعلى رأسهم وفي مقدمتهم الأمير الراحل، لقادرة على إنجاب رجال آخرين، ليحملوا مشاعل النور، ويكملوا مسيرة الآباء والأجداد، في البناء والتنمية والنهضة، لتبقى تلك الأرض الطيبة المباركة عامرة بسواعد أبناء شعبها الطيب. رحمك الله يا "بوعلي" وطيب الله ثراك.