خليفة بن سلمان شخصية من الصعب أن تجد مثلها في العالم أو أن تتكرر معك مع التاريخ، صنع مملكة البحرين الحديثة عاصر الكثير من الأحداث التي مرت على المنطقة حتى أصبح بالنسبة للبحرين المرجع الذي لا يمكن الاستغناء عنه.

رحل هذا الرجل ورحلت معه روحه الطيبة التي كان لها الوجود في كل منزل بحريني، كان يبحث عن راحة المواطن ورفاهيته، ويساعد الجميع من دون استثناء، غرس فينا حب الوطن والانتماء الخليجي والعربي وحب السلام والابتعاد عن صوت التطرف.

هكذا بدا مشهد الرحيل عندما أعلن الديوان الملكي عن وفاة قامة من قامات الوطن والتاريخ، فهو وطن وقائد حكومي أسس أعمدة التعليم والإعلام والبلدية، وغيرها من المجالات، يهابه المسؤولون لأنه كان الأب للجميع يحاسبهم على التقصير خوفاً عليهم بأن يتكرر، فكان يدير الحكومة لخدمة المواطن، حتى رسخ هذا المفهوم للجميع.

الكلمات تنساب لوحدها في ذكره لأنه الأب والسند والذخر لكل البحرينيين، خلق المنافسة في جميع المجالات، كجائزة الصحافة البحرينية والطبيب البحريني وغيرها من الجوائز التي أسهمت في خلق التنافسية في التميز بالعمل الحكومي، خليفة بن سلمان وضع البحرين في مصاف الدول المتقدمة في مجال التنمية البشرية كونه هو الاستثمار الحقيقي الذي يلبي طموحات المواطنين في التقدم والازدهار.

رحل عنا ورحلت الابتسامة معه، العمل معه كان له هيبته ووقاره، في اجتماعاته ضحكة القائد التي تطمئنك بأن الأمور تحت السيطرة وتحسسك بالأمان دوماً، رحيل من قام ببناء النهضة ليس خسارة للبحرين فقط فهي خسارة للخليج وللعرب، رحيل شخصية قومية مؤمنة بالحفاظ على الهوية البحرينية في جميع الميادين، لا نقول سوى بأنه وطن فقد وطن ورجل من الرجالات المخلصين لهذه الأرض التي خدمها حتى آخر يوم في حياته.