العربية.نت

استطاع الإنسان في محافظة الريث بمنطقة جازان جنوب غرب السعودية، وقبل أكثر من 300 عام، من تكييف الطبيعة للعيش بها وتجهيز منزل يأويه هو وأسرته داخل كهوف في جبال وعرة وإغلاقها بالصخور وجذوع الأشجار، لتصبح سكناً دائماً لهم، يأويهم من الحيوانات المفترسة في ذلك الوقت، وتحميهم من برودة الأجواء في الشتاء وحرارتها في الصيف لما للصخور الجبلية من ميزة في حفظ البرودة في الصيف والحرارة في الشتاء.



وتحدث مسرع الريثي أحد الأشخاص الذين سكنوا في هذا المنزل لـ"العربية.نت" بأن هذا المنزل سكن فيه والده ومن قبله جده، وهما لا يعرفان من قام بإنشائه ولا يستطيع معرفة عمر هذا المنزل الذي لا يزال حتى وقتنا الحاضر يسرد تاريخ تلك الفترة التي عاشها الإنسان في جبال الريث.

كما قدر فترة عمر السكن مقابل عمر والده وجده بأنه لا يقل عن 300 عام، وتعاقب على سكنه الآباء والأجداد، مشيرا بأنه سكن فيه ما يقارب 5 سنوات، وكان عدد من يسكن بداخله 5 أفراد، ثم انتقل للسكن لموقع آخر بنفس تصميمه، في كهف داخل جبل وبقي فيه حتى وفاة عمه ثم والده، وبدأ أشقاؤهم يتوظفون وينتقلون إلى مناطق أخرى، فهجره الجميع ولم يعد يعيش فيه أحد في الفترة الحالية، فأصبح بصفة المهجور.

وقال: "الحياة والسكن في هذا المنزل بتلك الفترة كانت طبيعية وحياة حلوة جداً، ولكن حالياً العيش بهذه الطريقة فيها من الصعوبة ولا أستطيع أن يعيد ذلك الزمن، والمنزل عبارة عن كهف "طور" ومبني من الحجر وتم تلييسه من الطين ورماد النار، وأغلق بباب مصنوع من الشجر، حيث لم يكلف بنائه شيء".

وتابع: "داخل المنزل توجد عدد من المخازن لحفظ "الذرة" والمنتوجات الزراعية وتحفظ بطريقة بدائية للحفاظ عليها، لأطول فترة من الزمن، إضافة إلى "موقد" يستخدم في الطبخ ويكون في زاوية الكهف المقابلة للباب الخشبي، بعد فتح عدة فتحات في الجدار المبني من الحجر والطين للتهوية، وإخراج الدخان المنبعث من النار والطبخ".