وكالات


أوردت وسائل إعلام أميركية أن مسؤولين، حاليين وسابقين، في إدارة الرئيس دونالد ترمب، يتواصلون بهدوء مع أعضاء الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن، فيما أقرّ قياديون جمهوريون سراً، بما يرفضون قوله صراحة، وهو فوز بايدن في الانتخابات التي نُظمت في 3 الشهر الجاري.

ورفض ترمب الإقرار بهزيمته، ويخوض معارك قانونية في ولايات محورية، مندداً بما يعتبره مخالفات في التصويت أو تزويراً واسعاً في الاقتراع. وامتنعت "إدارة الخدمات العامة" عن البدء رسمياً بتدابير نقل السلطة إلى فريق بايدن.

وأفادت وكالة "أسوشييتد برس" بأن استطلاعاً للرأي أعدّته جامعة مونماوث، أظهر أن 95 بالمئة من الديمقراطيين يعتبرون أن الانتخابات كانت "عادلة"، في مقابل 18 بالمئة فقط من الجمهوريين، الذين يشكو 70 بالمئة من ناخبيهم تزويراً في الاقتراع.


ونقلت شبكة "سي أن أن" عن مسؤول سابق في إدارة ترمب إدراجه جهود التواصل مع فريق بايدن، في إطار تغليب الواجب إزاء الدولة على الاعتبارات الحزبية.

ولفتت مصادر إلى أن هذه المحادثات ليست مفصّلة، مثل الإيجازات الرسمية التي تُجرى خلال المرحلة الانتقالية، مستدركة أنها يمكن أن تساعد أعضاء فريق الرئيس المنتخب على إدراك الملفات التي قد يتعاملون معها لدى توليهم منصباً في الإدارة.

ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول سابق آخر في البيت الأبيض، ترك الإدارة قبل أشهر، إنه وجّه رسالة إلكترونية إلى شخص يُرجّح أن يتولّى دوراً مماثلاً لمنصبه، في إدارة بايدن، عارضاً مساعدته.

وأكد مسؤول حالي في الإدارة للشبكة، حصول تواصل غير رسمي من داخل الإدارة، مع فريق بايدن. وأضاف: "لا شيء من شأنه أن يوقعنا في مشكلات. إنه مجرد عرض للمساعدة. إنهم يدركون ما نعنيه، وما يمكننا وما لا يمكننا فعله أو قوله". واستدرك أن هذا التواصل لم يسفر بعد عن محادثات جوهرية.

وأشارت "سي أن أن" إلى أن مستشاراً بارزاً لبايدن أقرّ بالتواصل مع مسؤولين في إدارة ترمب، فيما قال مساعد للرئيس المنتخب إن المساعدة كانت موضع تقدير، وشكّلت في حالات كثيرة ثمرة علاقات موجودة سابقاً في مجالات محددة، مستدركاً أنها لم تكن قوية مثل انتقال تقليدي للسلطة.

ونقلت الشبكة عن كيت بيدينغفيلد، نائبة مدير حملة بايدن ومستشارته للمرحلة الانتقالية، قولها: "يتطلّب الأمر أكثر من أن يختار مسؤولون سابقون المساعدة لضمان انتقال سلس للسلطة. على إدارة الخدمات العامة اتباع القانون وتثبيت نتائج الانتخابات، كي يحصل الأميركيون على تسليم سلس وفعّال بين الإدارتين".

وكانت "سي أن أن" بثّت سابقاً أن أفراداً في الفريق الانتقالي لبايدن يتواصلون مع مسؤولين سابقين في وزارة الدفاع الأميركية، عملوا مع الوزير السابق جيمس ماتيس.

وأضافت أن المحادثات جاءت نتيجة عدم قدرة هؤلاء على التواصل الآن مع مسؤولين حاليين في الوزارة، وفي إطار محاولة الفريق لفهم ما حدث في الوزارة خلال السنوات الأربع الماضية.

في المقابل، أُبلغ موظفو وكالة الصحة والخدمات الإنسانية الأربعاء، بضرورة الامتناع عن التواصل مع أي شخص من فريق بايدن، يحاول الاتصال بهم، وتنبيه الوكالة إلى ذلك.

وقال وزير الصحة أليكس عازار الأربعاء إن الوزارة "ستضمن انتقالاً وتخطيطاً مهنياً كاملاً وتعاونياً، حين تقرّر إدارة الخدمات العامة" أن بايدن هو الرئيس المنتخب، وفق "سي أن أن".

في السياق ذاته، أفادت "أسوشييتد برس" بأن الجمهوريين في مجلس الشيوخ هنأوا زميلتهم الديمقراطية كامالا هاريس، لدى عودتها إلى المجلس هذا الأسبوع، للمرة الأولى بوصفها نائبة للرئيس المنتخب، كما استقبلها السيناتور ليندسي غراهام بقبضة يد، علماً أنه مقرّب من ترمب.

واعتبرت الوكالة ذلك مؤشراً إلى أن كثيرين من الجمهوريين اعترفوا سراً بما يرفضون قوله علناً: فوز بايدن وهاريس في الانتخابات، وتنصيبهما في 20 يناير المقبل.

ورأت الوكالة أن الصمت العلني للحزب الجمهوري بشأن فوز بايدن، يرقى إلى موافقة ضمنية على مزاعم ترمب بتزوير الانتخابات.

واستدركت أن "همسات خلفية" بشأن عدم جدوى المعركة القانونية التي يخوضها الرئيس، باتت أقوى بعدما ظهر محاميه، رودي جولياني، في قاعة محكمة في ولاية بنسلفانيا، طارحاً مزاعم واسعة عن تزوير في الاقتراع.

ونقلت عن السيناتور الجمهوري بات تومي، وهو من بنسلفانيا، قوله في إشارة إلى أعضاء فريق ترمب: "أعتقد بأن قضيتهم ليست قوية".

ونقلت "أسوشييتد برس" عن عضوَين في مجلس الشيوخ قولهما، إن أبرز موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز شجّع الجمهوريين في المجلس على "الاستفادة القصوى" من الوقت المتبقي لهم مع ترمب.

واعتبر السيناتور الجمهوري جون كورنين، أن الرسالة التي وجّهها ميدوز تمثلت "في أنه لم يتبقَ لنا سوى 45 يوماً من ولاية الرئيس". وأضاف أن ميدوز أبلغهم أن الإدارة تريد ممّن لديه "أفكاراً حول مسائل يمكن للبيت الأبيض فعلها، ويجب أن يفعلها، خلال تلك الفترة الزمنية، أن يرسلها إليه". واستدرك كورنين أن ميدوز لم يحدّد هل يتحدث عن "45 يوماً، أو 4 سنوات و45 يوماً".

وأشارت "أسوشييتد برس" إلى "شلل" في البيت الأبيض، مضيفة أن جمهوريون يقولون في جلساتهم الخاصة إنهم لا يستطيعون فعل الكثير، باستثناء الانتظار وتمكين ترمب من الاقتناع بالنتائج.

لكن قياديين جمهوريين يذكّرون بنيل الرئيس أكثر من 70 مليون صوت، وشعبيته الجارفة لدى القاعدة الجمهورية، واحتمال تطلّعه إلى خوض معركة الرئاسة في عام 2024.

ويخشى هؤلاء أن يتخذ ترمب مزيداً من القرارات المثيرة للجدل، مثل سحب قوات أميركية من دول تشهد نزاعات، أو عزل موظفين إضافيين في جهاز الأمن القومي، إذا اعتبر أن الجمهوريين يرغمونه على الإقرار بهزيمته، وفق الوكالة.

ولفتت "أسوشييتد برس" إلى أن الجمهوريون يحتاجون إلى الفوز بواحد من مقعدين، في الدورة الثانية من انتخابات ولاية جورجيا، المرتقبة في يناير، للاحتفاظ بسيطرتهم على مجلس الشيوخ. وتابعت أن الجمهوريين يعتبرون أن إبقاء حماسة قاعدتهم الشعبية متقدة، قد يشكّل أفضل فرصة لهم للفوز في ولاية يتقدّم فيها بايدن على ترمب بفارق ضئيل.

ونقلت الوكالة عن أليكس كونانت، وهو خبير استراتيجي جمهوري، قوله: "ترمب يتصرّف كما يجب أن يتوقعه الجميع... والجمهوريون في مجلس الشيوخ يستجيبون له بالطريقة التي يفعلونها دوماً: تجاهله والتركيز على مفكرة مجلس الشيوخ. ولكن ليس هناك ما يضمن أن ذلك سيكون ناجحاً بالنسبة إلى الجمهوريين".