كتبت: هدى عبدالحميد

أكد مختصون وأطباء أن نمط الحياة الصحي هو الحل الأمثل للوقاية من الأمراض والتخفيف من الآثار الناجمة عن الأمراض المزمنة مشيرين إلى أن مفهوم نمط الحياة الصحي لا يقتصر على الغذاء الصحي وممارسة الرياضة فقط، لافتين إلى ممارسات الحياة الصحية ليست صعبة، بل على العكس هي متاحة للجميع والبحرين من الدول السباقة في المنطقة في الترحيب بعيادات اليوغا والعلاجات التكميلية التي تساهم في مساعدة العديد من الأشخاص لاتباع نمط حياة صحية وذكر بعضهم تجاربه الشخصية في هذا الصدد.

وأوضحت فاطمة المنصوري بروفسور الوعي البشري وعلوم اليوغا، مستشار العلاج التكميلي والصحة المجتمعية أن نمط الحياة الصحية يشمل مجموعة من الممارسات التي تهدف إلى تحقيق الاتزان وتحسين مستوى صحة الأفراد والوقاية من الأمراض مما يؤدي في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الحياة بشكل عام ويساعد في التخفيف من الآثار الناجمة عن الأمراض المزمنة، قد يقتصر مفهوم نمط الحياة الصحية لدى البعض على ممارسة الرياضة وتناول الغذاء الصحي، ولكنه يشمل أيضاً سلامة العقل "الذهن" وصحته، ولا تنشأ الحياة الصحية إلا بحدوث توازن بين الصحة الجسدية والصحة العقلية أو الذهنية "والتي تتضمن الصحة النفسية والروحانية".



وأضافت أن الحفاظ على نمط حياة صحي يشمل خمس مستويات تبدأ بالجسد المرأي ويتم الحفاظ عليه عبر النشاط البدني والغذاء الصحي المتوازن وشرب كمية كافية من الماء، أما المستوى الثاني هو الطاقة الحيوية وهي مستوى خفي يربط الذهن بالجسد ويمكن موازنته باتباع آليات تنفس صحيحة فعدم التنفس بشكل سليم يتسبب في العديد من المشاكل النفسية مثل القلق والتوتر وجميعها ينعكس على صحة الجسد.

وأشارت إلى أن المستوى الثالث يتعلق بالعقل والأفكار والعواطف وللحفاظ عليه يجب اتباع العديد من الممارسات التي يجب اتباعها العبادة والتأمل والصلاة، أما المستوى الرابع هو الفكر والمعرفة والبحث عن العلم وتطوير الذات ويتم تنمية هذا الجانب من خلال القراءة والاطلاع والبحث المستمرـ والمستوى الخامس السعادة وطبيعة النفس البشرية تبحث دائماً عن السعادة والبهجة والملذات ولكن أغلب مصادر الساعدة الدنيا مؤقتة مما يجعل البعض يلجأ للإدمان لذا فكل شخص يمر بلحظات سعادة يجب أن يتمسك بها ويجب أن نشعر بالامتنان على جميع النعم التي أنعم بها الله علينا حتى نصل للرضا وهو أساس السعادة.

وأكدت المنصوري أن ممارسات الحياة الصحية لا تعتبر صعبة أو معقدة، بل على العكس هي متاحة للجميع ولقد كانت البحرين من الدول السباقة في المنطقة في الترحيب بعيادات اليوغا والعلاجات التكميلية التي تساهم في مساعدة العديد من الأشخاص لاتباع نمط حياة صحية سواء للوقاية من الأمراض أو لمساعدة الأدوية العلاجية في القضاء أو التخفيف من الآثار الناتجة عن الإصابة ببعض الأمراض.

وأوضحت أن ممارسة اليوغا وهو فن وعلم هدفه اتحاد الجسم والعقل والروح عن طريق مساعدة الممارس في استخدام التنفس والوضعيات الجسدية لتعزيز الوعي بالنفس واستعادة التوازن والعيش في سلام وصحة جيدة وتساعد على تهدئة العقل فمنظمة الصحة العالمية أكدت أن الصحة الروحانية مهمة لأن العقل منبع الأفكار السلبية ومنبع الأفكار التي ممكن أن تؤثر على الطاقة وعلى الجسد.

وذكرت المنصوري تجربتها الشخصية بالتعافي من مرض الفايبروميالجيا، لا يوجد علاج لهذا المرض كما يقول الأطباء بل هناك أدوية لتخفيف الأعراض ولكن تغيير نمك الحياة هو الحل بد معاناتي لعدة سنوات تفاجأت بأن العلاج لا يكمن في جرعة دواء أو إبرة بل يجب على الفرد تحقيق الاتزان على جميع المستويات الخمس كما ذكر.

نادية: تغيير نمط الحياه عامل مساعد ومهم من أجل مظهر وصحة أفضل

وأكدت استشارية جراحة التجميل والترميم والحروق الدكتورة نادية مطر أن الصحة والجمال يقومان أساساً علي نمط الحياة الصحية وهي العادات اليومية التي تساعد علي النشاط والصحة ولها أيضاً أثر كبير في نجاح العلاجات الدوائية والعمليات التجميلية، مشيره إلى أنها دائماً ما تنصح مرضاها بعد العمليات خاصة ممن يخضع لعمليات شفط الدهون بأن يتبعوا نمط حياه صحي لتجنب ظهور الدهون مرة أخرى وتراكمها في مناطق مختلفه بالجسم وذلك من خلال التغذية الصحيحة وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم والابتعاد عن مصادر التوتر والقلق، والاستعاضة عنها بالاسترخاء والتأمل وممارسة تمارين اليوغا، والإقلاع عن عاده التدخين قبل العمليات التجميلية وبعدها لما لها من تأثيرات سلبية علي الجلد.

وقالت الدكتورة نادية إن نمط الحياة الصحية ثقافة مجتمعية غائبة نسبياً في مجتمعنا فهناك عدد من المرضي يكون مقاوماً لها ويرفضها من البداية مصراً على تصحيح عيوب جسمه أو تجميله من خلال الجراحات فقط ومنهم من يرغب فيها ولكن ليس لديه العزيمة والإرادة للتغير ومنهم من استجاب واستطاع من خلال تغيير نمط حياته بعد العملية للوصول إلى النتيجة المرجوة.

وأشارت إلى تجربة شخصية لها قائلة "لقد عانيت من مشكلة صحية خلال فترة من حياتي، ومع البحث توصلت إلى علاجات مساعدة مع العلاجات الدوائية وهي علاجات التأمل واليوغا وتغيير نمط الحياة وبمساعدة المختصين والمؤهلين في هذه المجال، ساهمت بشكل كبير إلى الرجوع إلى العمل أكثر حيويه ونشاط.

وأكدت أن هذا النوع من العلاجات تساعد أيضاً على التركيز وإعادة توازن الجسم واستمرارية التمارين تساعد على الاحتفاظ برشاقة الجسم، قد يظن البعض أن تحسين المظهر بالجراحات التجميلية فقط تؤدي إلى حياة أفضل بل هو تغيير نمط الحياة عامل مساعد ومهم من أجل مظهر وصحة أفضل.

سحر: مرضى الروماتيزمية المناعية بحاجة لعلاجهم حياة صحي

بدورها قالت الدكتورة سحر سعد استشاري الأمراض الروماتيزمية وهشاشة العظام إن الكثير من مرضى الأمراض الروماتيزمية المناعية مثل الروماتويد المفصلي "الريثان المفصلي"، ومرضى الذئبة الحمراء، بالإضافة إلى من يعانون من أمراض مزمنة أخرى أشهرها السكر وارتفاع ضغط الدم، يجب أن يصاحب علاجهم الدوائي تغيير لنمط الحياة لتجنب مضاعفات هذه الأمراض، لافتة إلى أن مريض الروماتويد أو الأمراض الروماتزمية المناعية الأخرى في بعض مراحل العلاج يحتاج إلى استخدام عقار الكورتزون فإذا كان يعاني من ارتفاع ضغط أو مرض السكر يجب التركيز على نمط أكل صحي بالإضافة إلى للأدوية لتجنب ارتفاع الضغط أو السكر أثناء العلاج بالكورتزون.

وأضافت: "عندما يتبع مريض السكر نظام غذائي ورياضي سليم يساعده ذلك على تخفيض ارتفاع معدلات السكر ولهذا يجب الاهتمام بالتغذية ونوعيتها بما يتناسب مع المرحلة العمرية، وإذا كان المريض يعاني من أمراض مزمنة أم لا، وعموماً جميع الفئات العمرية، يجب أن تتبع نمط غذائي صحي لتجنب السمنة التي تعد سبباً رئيساً من أسباب الأمراض المزمنة، وأيضاً الأمراض المناعية وخشونة المفاصل.

وأوضحت الدكتورة سحر أن الشق الثاني من نمط الحياة السليمة هو ممارسة الرياضة، ويفضل أن نختار الرياضة المناسبة للمرحلة العمرية، وأن لا تكون عنيفة أو شاقة، فيجب أن تكون الرياضة مفيدة للصحة الجسدية والنفسية، ومن الرياضات المفيدة لمثل هذه الحالات، رياضة المشي وتمارين التنفس واليوجا والسباحة، أما الشق الثالث فيعتمد على الجانب النفسي، فيجب تدريب النفس على التعامل مع التوتر من خلال ممارسة تمارين الاسترخاء والتأمل، وإعطاء العقل فترة من الراحة والهدوء والتأمل.

وزادت "إذا استطعنا الالتزام بغذاء صحي ورياضة مناسبة ودربنا أنفسنا على التعامل مع الضغوط الحياتية بالإضافة إلى تنظيم الوقت لما له من اثر في شعور الإنسان بالسعادة، سيسهم في تعزيز الصحة النفسية للإنسان وبذلك نكون نجحنا في الالتزام بنظام حياة صحي وسليم".

وأكدت دكتورة سحر أن تغير نمط الحياة إلى نمط صحي له أهمية قصوى في الوقاية من بعض الأمراض وأيضاً في محاربة الأمراض المزمنة، ولها دور هام في الاستجابة للعلاج في الكثير من الأمراض المزمنة. وأن تتبع نمط حياة صحي في مرحلة عمرية مبكرة له فائدة في تقليل معدل الإصابة بأمراض القلب، وتقليل مضاعفات الأمراض الروماتيزمية المناعية وغير المناعية المرتبطة بتقدم العمر، ولذا نحتاج لغرس ثقافة الحياة الصحية في المجتمع من خلال وسائل الإعلام فتغيير نمط الحياة يعد تحدياً كبيراً يصعب على الكثيرين اتباعه إنما عندما يكون نابعاً من ثقافة أفراد المجتمع وإدراكهم لأهميته وطرقه الفعالة فيصبح الغذاء الصحي من عاداتنا وممارسة الرياضة والحركة جزء من حياتنا اليومية، يشكل أهمية كبرى لكي تجعل الحياة أكثر فاعلية.

معز: الأجهزة الكهربائية تسبب تلوثاً إلكترونياً يؤثر على عمل الخلية العصبية

من جانبه قال مدير مركز الأميرة الجوهرة للطب الجزئي وعلوم المورثات الخبير في أمراض المخ والأعصاب البروفيسور معز عمر بخيت أن نمط الحياة من المتغيرات الحديثة التي تؤثر كثيراً على خلايا الجسم ووظائفها الحيوية، فعلى سبيل المثال المأكولات السريعة والخالية من المواد الأساسية التي يحتاجها الجسم، عدم ممارسة الرياضة وتقليل انسياب الدم إلى الأنسجة وتجديد الطاقة يؤدي إلى السمنة التي تؤدي إلى أمراض مزمنة ولها مضاعفات خطيرة على أعضاء الجسم وأجهزته مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

وأشار البروفيسور إلى أن نمط الحياة المتعلق بالأجهزة الكهربائية يسبب نوع من التلوث البيئي الإلكتروني مما يؤثر على عمل الخلية العصبية وبالتالي يضعف وظائفها الدقيقة مثل الذاكرة وعمل الهرمونات وتنظيم الساعة البيولوجية، ووظائف مراكز ما تحت المهاد مثل العواطف والمشاعر والجوع والعطش وتنظيم درجات الحرارة لإنتاج الطاقة والتمثيل الغذائي وحث جهاز المناعة لحماية الجسم من عوامل البيئة الضارة.

وأضاف: "كما أن ارتفاع معدلات التوتر وتراكم الضغوط النفسية هي مؤشرات سالبة تمددت في حياة الناس وانعكست في شكل أمراض عضوية مختلفة يجب معالجة أسبابها في نمط الحياة وليس الاكتفاء بمعالجة الأعراض فقط".