تعجبني قصص سرعة البديهة و«تعرف البديهة في اللغة على أنّها السّداد في الرّأي عند المفاجأة، والإنسان صاحب البديهة هو الذي يفهم ما يُقال له من المرة الأولى، وسرعة البديهة هي سرعة الشّخص في التّفكير والإدراك، وتتضمن سرعة البديهة نقل الواقع الملموس بسرعةٍ إلى الدّماغ، والقدرة على الرّبط بشكلٍ سريع بين المعلومات السّابقة والواقع الملموس، وكذلك القدرة على اتّخاذ قرار مناسب بشكل سريع» منقول.

عموماً هي صفة اشتهر بها العرب وتاريخنا حافل بنوادرها اخترت لكم مجموعة منها وسأختم برواية معاصرة.

وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه التماساً لمكافأة، ولكن الوالي لم يعطه شيئاً وسأله: ما بال فمك معوجاً فرد الشاعر: لعله عقوبة من الله لكثرة الثناء بالباطل على بعض الناس!!

والقصة الثانية تقول إن الخليفة العباسي المتوكل رمى عصفوراً فلم يصبه، فقال وزيره: أحسنت. فرد الخليفة: أتهزأ بي؟ قال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفور حينما تركت له فرصة للحياة.

والثالثة أنه وقع زلزال في مصر في زمن المماليك، وقال شاعر للأمير:

ما زلزلت مصر من كيد أريد بها لكنها رقصت من عدلكم طرباً!!

أما الرابعة فتقول دخل أحد الشعراء على الوزير العراقي المهلب، فكان يريد أن يقول له: كيف أمسيت أيها الأمير؟ فغلط الشاعر من الخوف، فقال: كيف أصبحت أيها الأمير؟ فقال الأمير: هذا مساء أم صباح؟ فسكت الشاعر قليلاً، ثم قال:

صبحتهُ عنـد المسـاء فقـال لي: ,,, ماذا الصباح؟ فظن ذاك مزاح

فأجبته: إشراق وجهك غرني,,, حتــى تبينت المســاء صبــاح

أما القصة المعاصرة فقد حدثت في مجلس الأمير خليفه بن سلمان رحمه الله وكنا مجموعة من الصحافيين حاضرين وهو كعادته يسأل عنا وعن أسرنا وعن مناطق سكننا، فسأل إحدى الزميلات أنت من ابنة من؟ فأجابت أنا ابنة (فلان) فرد عليها أبوك تزوج أكثر من زوجة أنت ابنة من فيهن؟ فأجابت ابنة (فلانة) فسألها أخوتك ما شاء الله كثيرين كم عددهم فقالت أكثر من أربعين، فسألها وأنت ما هو ترتيبك بينهم، وهنا أجبت أنا نيابة عنها وقد كان بيني وبينها مناكفة الزملاء فقلت «هي طال عمرك أم أربعة وأربعين» ضحك رحمة الله عليه وقال لنا أن كيدكن عظيم!!

خميسكم ونيس إن شاء الله.