احترام المعلم والمعلمة ينبع من البيت، إذ يجب على كل أسرة وكل أم وأب ألا يسمحوا لأبنائهم أن يسخروا من شخصية المعلم أو المعلمة، أو أن يمزح معه أو أن يهدم حاجز المعلم و الطالب، حيث يلاحظ أن هناك بعض الطلاب والطالبات يمارسون تقليد المعلمين والسخرية منهم بسبب موقف ما فيهزأ بشخصيته ويتقمص أخطاءه في سخرية أو بسبب عقاب ناله منه. فيقوم بتقليده على مرأى ومسمع من أفراد الأسرة بمن فيهم الأم والأب معاً (وهم يضحكون ويتغامزون) وهذا سلوك وأسلوب قبيح.
لابد من غرس حب المعلم والمعلمة في نفوس أبنائنا وبناتنا فهو قبل أن يكون معلماً مربياً أيضاً فالتربية قبل التعليم ولا بد أن يكون المعلم ذا شخصية مميزة بكل أساليب التعليم والمعاملة والاحتكاك بالطلبة ولا يؤخذ المعلم والمعلمة على أنهما معلمان فقط بل يشكلان هنا دور الأب والصديق إلى جانب دورهما التربوي والتعليمي . وتاريخنا زاخر بالأقوال والمواقف التي تعبر عن احترام المعلم فلدى المعلم قدرات كبيرة وإمكانات واسعة لبناء شخصية الطالب وتثقيفه ولا سيما صغار السن منهم . يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :(ليس منا من لم يوقر كبيرنا، ويرحم صغيرنا، ويعرف لعالمنا حقه) يقول أحد السلف ما سمعت من أحد حديثاً إلا كنت له عبداً
ألفاظ غريبة وعبارات سخيفة وسلوكيات خاطئة تصدر من الطلاب والطالبات حتى إن هناك كثيراً من المعلمين والمعلمات من يشتكي بشكل كبير من هذه السلوكيات. لم تكن مثل هذه التصرفات موجودة قبل فترة فلماذا العودة إلى الوراء حتى في أقل أشيائنا وأساليبنا وتهذيب أبنائنا؟
لماذا يصر أبناؤنا على حفظ الألفاظ والعبارات السخيفة ويحافظون على تقليد الشخصيات الفاسدة ويهربون ويتمردون من تعلم وتقمص ما يفيد ؟ فهل المشكلة هنا في توجيه الأبناء أم في الأسر؟ أم إن واقعنا والتطورات الرهيبة التي نعيشها اليوم هي التي أخرجت لنا هذا الجيل الهش؟
لم نعد نميز المعلم من غيره. المعلم جزء من الحياة فأكثر أوقاته لغيره، يعلم وينظم لنا الحياة من الصغير إلى الكبير فمنهم من لا يحترم المعلم ويسبب الأذى داخل الفصل وخارجه، فيجب العكس لأن المعلم قدوه كالرسول ومكانته قريبة من مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإلى وقت قريب….. ما زلت أذكر عندما كنت على مقاعد الدراسة الابتدائية والمتوسطة والثانوية كان هناك احترام وتقدير للمدرس عما هو عليه الآن، فلم نكن نجادل الأستاذ ولا نرفع أصواتنا فوق صوته وكنا نخشى أن يرانا نلعب في الشارع، والمصيبة إذا أتينا في اليوم التالي ولم نحل الواجب أو نحفظ نصًا معينًا.