كتبت - شيخة العسم: أكد مواطنون أن «تلفزيون البحرين يفتقر لبرامج الأطفال الترفيهية والتثقيفية والتعليمية أيضاً، وأن المواطن البحريني غالباً ما يلجأ إلى القنوات الفضائية العربية الأخرى لتوفير مشاهدة سمعية ومرئية ترفيهية لأطفاله». وتساءل المواطنون «أين برامج الأطفال يا تلفزيون البحرين؟»، مشيرين إلى أن «الطفل البحريني يحتاج إلى اهتمام أكبر وأوسع من جانب وسائل الإعلام البحرينية وعلى رأسها تلفزيون المملكة، خاصة وأن المساحة المخصصة للأطفال تعتبر شحيحة جدا مقارنة بما يتطلبه دعم المواد التلفزيونية المخصصة للطفل». وشدد المواطنون على أن « تلفزيون البحرين أصبح في الفترة الأخيرة مهتما بالجانب السياسي فقط، وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة، وأصبح غافل عن المواضيع التي لا تقل أهمية في ضرورة طرحها كالمواضيع الاجتماعية، وقضايا المرأة والطفل»، لافتين إلى «نحن بحاجة ماسة لبرامج تلفزيونية للأطفال، وخصوصاً في الوقت الراهن، بحيث تكون برامج تعلم الطفل البحريني الحب والولاء للوطن»....»الوطن» استطلعت آراء الكثير من المواطنين وعدد من خبراء الإعلام للكشف عن أهمية البرامج التعليمية للأطفال ودور تلفزيون البحرين، ورؤيته المستقبلية لما يمكن أن تعرضه الشاشة البحرينية للطفل.... برامج المرأة والأطفال في البداية، أكدت غادة عبدالله - ربة منزل- أن «برامج تلفزيون البحرين أصبحت منحصرة في زاوية معينة، وغافلة عن الزوايا الأخرى الأكثر أهمية وهي البرامج الاجتماعية برامج المرأة والأطفال، وأتساءل أين برامج الأطفال يا تلفزيون البحرين؟، أليس من حق أطفالنا علينا أن نترك لهم مساحة تهتم بهم في تلفزيون العائلة، وأقترح أن يكون هناك برنامج تلفزيوني للأطفال يعلم أطفالنا التعايش والمحبة وحب الوطن». في حين، أوضحت هيا جاسم - معلمة- أن «الأطفال لهم متطلبات واحتياجات يجب أن ننقلها لهم عن طريق البرامج تلفزيونية الخاصة بالوطن الذي يعيشون فيه لينقل لهم عاداته وتقاليده ويعلمهم الدين والسلوكيات الصحيحة، ولا يجب أن نترك لهم المساحة مفتوحة أمام البرامج الأجنبية التي تخالف أعرافنا وتقاليدنا». برامج جديدة قريباً من جهته، أكد مدير تلفزيون البحرين نبيل بوهزاع أن «التلفزيون سيقدم على شاشته برامج للأطفال قريباً»، لافتاً إلى أنه «في الفترة الأخيرة توقف تلفزيون البحرين عن تقديم برامج للأطفال فيما عدا أوقات المناسبات كشهر رمضان الكريم وعيد الأضحى المبارك والعيد الوطني وغيرها من المناسبات، ولكن تأتي هذه الفترة استعداداً منا لإنشاء برنامج فخم ومنوع وبإنتاج ضخم وبكوادر ممتازة، وهو برنامج موجه للطفل البحريني، وسيعرض في منتصف فبراير». وأضاف بوهزاع «الطفل البحريني له الأولوية والأحقية بأن يكون له حيز على الشاشة البحرينية، بدل أن يتجه للبديل الأخر كالقنوات الخارجية الأجنبية، خاصة وأن تلك القنوان لديها معايير وأهداف في تقديم البرامج تختلف مع واقعنا الاجتماعي». وأشار بوهزاع إلى أن «تلفزيون البحرين حريص أشد الحرص على تناول كافة القضايا الاجتماعية، والدليل على ذلك وجود برنامج يومي ليلي وهو «أنا البحرين»، والذي يسلط الضوء على هموم وواقع المجتمع البحريني من جميع جوانبه، كما يوجد برنامج يومي «هلا بحرين»، وهو برنامج منوع واجتماعي، كما أن «باب البحرين ينقل أهم الفعاليات والنشاطات بمختلف المؤسسات والجهات في البحرين، وجميعها برامج اجتماعية وتأخذ حيز كبير من الوقت على الشاشة». الجانب السياسي فقط في المقابل، أوضح الإعلامي المخضرم محمد ياسين، -المعروف بـ «بابا ياسين»- أن «تلفزيون البحرين يعانى أهمالاً شديداً في تناول للبرامج الاجتماعية بشكل عام وبرامج الأطفال بشكل خاص»، مشيرا إلى «أصبح تلفزيون البحرين في الفترة الأخيرة مهتم بالجانب السياسي فقط وخصوصاً بعد الأحداث الأخيرة، وأصبح غافل عن المواضيع التي لا تقل أهمية في ضرورة طرحها كالمواضع الاجتماعية وقضايا المرأة والطفل»، مضيفاً «نحن بحاجة ماسة لبرامج تلفزيونية للأطفال، وخصوصاً في الوقت الراهن، بحيث تكون برامج تعلم الطفل البحريني الحب والولاء للوطن وأن تعلمهم مفهوم التعايش مع بعضهم البعض، فهذه النوعية من البرامج يجب أن تتواجد بشكل دائم على الشاشة البحرينية، فمع تجاهل البرامج سنخسر جيل كامل قادم، وستضيع الأفكار الحميدة التي يجب أن نعززها داخل أبنائنا». وأضاف ياسين «التقصير من جميع الأطراف وليس تلفزيون البحرين فقط»، محذراً من أن «عرض البرامج التلفزيونية الأجنبية للطفل البحريني غير مفيد بقدر البرامج المحلية، فالبديل من البرامج الأجنبية ينعكس بالسلب على سلوك الطفل، والتصرفات الذي سيكتسبها من الغرب، ولهذا فإن وجود برنامج محلي يعزز من المفاهيم الإسلامية والعربية هو أمر ضروري». الحاجات الأساسية للطفل ومن جانب آخر، يؤكد الأستاذ بقسم الإعلام بجامعة البحرين د. كمال الغربي أن «هناك احتياجات خاصة يجب أن يلبيها البرنامج التلفزيوني المخصص للطفل، وقد أكد الكاتب غوردن في كتابه «الذكاء المتعدد» حاجات أساسية يحتاجها الطفل من بينها حاجته للنماء اللغوي وهى تعليمه اللغة والنطق الصحيح، والحاجة للذكاء الحسي والذي يعلمه كيفية استعمال حواسه الخمس، والحاجة الاجتماعية والتي تعلم الطفل التعايش مع المجتمع، والحاجة للذكاء المنطقي الرياضي». وأشار د. الغربي «هناك أمرين مهمين يجب توافرهما في هذه البرامج، أولاً التركيز على المضمون الجيد، وذلك بالاستعانة بخبراء في علوم التربية وعلم النفس المعرفي، والأمر الثاني هو ضرورة استخدام تقنية متطورة في البرامج من وسائل الميديا، وهذا من شأنه أن يجذب الطفل ويجعله أكثر تفاعلا مع البرنامج»، مبينا أنه «وقت الذروة لمشاهدة الأطفال برامجهم يختلف من منطقة لأخرى، أما بالنسبة للبحرين فإن الوقت الأنسب لمشاهدة التلفاز أو القيام بعمل ترفيهي للطفل يكون ما بين الخامسة حتى السابعة مساءا، وهذا بعد انتهاءه من واجباته المدرسية وأخذ قسط من الراحة، ويجب أن يمنع الطفل من مشاهد التلفاز بعد الثامنة مساءا». وأكد د. الغربى أن «التلفزيون يلعب دور كبير في عملية تربية الطفل، وهذا الموضوع متداخل بجوانب متعددة منها التربوية والنفسية والاجتماعية، كما أننا في البداية لابد أن نتفق على أن التلفزيون يساهم في تكوين وتنشئة الطفل تنشئة نفسية واجتماعية، ويساهم أيضاً في التركيبة الذهنية لديه بطريقة إيجابية أو سلبية، وهذا بحسب نوعية البرامج التي يشاهدها الطفل»، موضحاً أنه «في السنوات الأخيرة تنوعت المضامين التي تقدم للأطفال ولكن يختلف تأثر الأطفال بها كل بحسب عمره، فالباحث أندرسن أكد في دراسة له عام 2009 أن التعرض المبكر لبعض البرامج المفيدة في التلفاز والتي تحتوي معلومات ومضامين مفيدة تعزز القدرات الذهنية والتعليمية للطفل في سن مبكر»، مشيراً إلى أن «الطفل الصغير لا يمكن أن يتقبل جميع ما يعرض عليه، ولكنه في هذا العمر المبكر والذي أقدره في عمر السنتين، فإنه ينتقي تلقائيا البرامج التي تهمه بشكل عفوي، في حين أن الطفل في سن الـ6 أو5 سنوات فإنه يبدأ باقتناء واختيار البرامج بنفسه، ويتأثر بها بشكل أكبر ومن ثم يقوم بنقل الحركات والمصطلحات لأرض الواقع».