كتبت - شيخة العسم: هو أبغض الحلال عند الله، ومشكلة اجتماعية كبيرة... الطلاق ظاهرة تعيشها كل المجتمعات تزداد في مجتمعنا البحريني. تترتب عليها آثار سيئة منها تفكك الأسرة وتأصل العداوة والبغضاء بينهم. وربما أدت إلى اضطرابات نفسية للأطفال قد تؤدي بهم إلى الانحراف والجريمة. تتعدد أسباب الطلاق، وجميعها تحتاج إلى إصلاح ومعالجة. وفي هذا التحقيق يؤكد المعنيون بهذا الموضوع على أهمية خضوع الزوجين لدورات تدريبية تعالج المشكلات قبل تفاقمها ووصولها إلى مرحلة الطلاق، محذرين من أن دخول الزوجين قاعة المحكمة بمثابة إعلان حرب على الأبناء. أسباب خارجية وداخلية من جانبه يشير المحامي محمد حساني إلى أن هناك أسباباً عدة للطلاق معنوية ومادية من ورائها عوامل خارجية وداخلية. والأسباب التي تصادفنا في المحاكم أبرزها عدم وعي الطرفين بالمسؤوليات الزوجية، وعدم وجود سكن مستقل للزوجين، إذ يؤدي ذلك إلى مشكلات عدة على رأسها تدخل الأهل. هناك أيضاً العنف من قبل الزوج. وعندما تصل مشكلة الزوجين إلى المحكمة تكون الحرب قد أعلنت بين الطرفين. وعليهما الحذر على أبنائهما. كما إن القاضي يرفض الحالات التي لا يقع فيها ضرر معنوي أو مادي. ويضيف: استطعنا ولله الحمد تدارك كثير من الأسر. فأنا أحرص على عدم اللجوء للطلاق إلا في آخر المطاف، خصوصاً مع تواجد الأطفال. فالطلاق ليس الحل الأفضل لأغلب المشكلات. وحتى إذا وقع فيجب أن يكون الاتفاق بين الطرفين في مسائل زيارة الأبناء والنفقة وغيرها. سوء الاختيار نقطة تحول أما الباحثة الاجتماعية فائزة أحمد بوجيري فتوضح أن أبرز أسباب الطلاق تتمثل في سوء الاختيار، وما ينجم عنها من مشكلات عدم التوافق بسبب اختلاف الطباع والتفكير والأسلوب والسلوكيات، لكن مثل هذه الاختلافات أمر طبيعي يمكن تداركه شرط تفهم الطرفين لخصوصية الآخر. لكن الاختلافات الكبيرة كاختلافات العقيدة والدين وحتى المذاهب، واختلافات الطباع كالتدين والتشدد أسباب رئيسة للطلاق. هذا إلى جانب الاختلاف في المستوى التعليمي والمادي، وهنا تبرز مشكلة غياب التواصل، مع أنه يمكن تدارك ذلك بالاحترام المتبادل. ولا يمكن إغفال مشكلة تدخل الأهل وتسلطهم، والخيانة الزوجية العاطفية والجسدية، والانشغال عن الطرف الآخر والإهمال، وعدم تحمل المسؤولية. وتشدد بوجيري على المتقدمين للزواج بضرورة الخضوع لدورات تدريبية عن الحياة الزوجية. كما إن عليهم إختيار الشريك المناسب ضمن معاير تناسبه، والسؤال عن الدين والأخلاق، والحرص على الالتزام بطاعة الله تعالى، فإن كثرة المعاصي تزيد من المشاكل. والأهم اللجوء لحكم من الأهل أو المراكز المعنية لحل الخلاف قبل الوصول للحل الأخير وهو الطلاق. اختلاف المشارب وتورد عائشة جاسم -وهي مطلقة لم توفق في زواجها من بن عمها رغم أنهما مع بعضهما منذ الطفولة- حكايتها فتقول «تزوجت بن عمي بعد تفكير طويل ودون ضغط الأهل. إلا أن استمرار زواجنا كان مستحيلاً. وعندما سكنا لوحدنا في شقة مستقلة، ظننت أنه سيكون أكثر استقلالية، لكن المشاكل تفاقمت فانفصلنا بالتوافق. أنا لست نادمة إذ لم أكن أنانية لقد خفت أن أنجب أبناء يدفعون ثمن خطأ زوجي. الطلاق وليس السجن الأبدي أما دانة حمد -25 سنة- فطلقت مرتين. في المرة الأولى اكتشفت خيانة زوجها لها، وكان أمراً مؤلماً لها ولأهلها. وفي المرة الثانية أدركت حجم تدخل أهل زوجها في شؤون حياتها الصغيرة والكبيرة بتسلط وهمجية «كان طليقي الثاني للأسف أصغر الأبناء وكان يستمع لكل ما يقال له دون رأي له. صحيح أن طلاقي الثاني عارضه أهلي بشدة خوفاً من نظرة المجتمع، إلا أني فضلت الطلاق على سجن أبدي أعيش فيه. وأحمد الله أني لم أنجب». زوجي أراد تدميري وتقول فاطمة جمعة -29 سنة- أجبرني أهلي على زوج لا يتوافق معي علمياً. وعندما أنهيت دراستي الجامعية بعد عام واحد من زواجي التحقت بوظيفة تدر علي راتباً كبيراًً، ووفقاً لشهادتي الجامعية تحددت درجتي الوظيفية، وهنا تفجرت براكين الغيرة في زوجي، وبدأ بافتعال المشكلات والتحقير من شأني ظناً منه أنه بذلك سيصبح الأقوى والأفضل، حيث تملكه إحساس قوي بالنقص انعكس على تصرفاته معي، فكان يفرغ شحناته على هيئة انفعالات عصبية وضرب وإهانات وأخيراً هجر المنزل. كان يصرخ بوجهي قائلاً «غلطان وألف غلطان لأنني تركتك تكملين دراستك، وتصيرين» آدمية»». واستشعرت رغبته في تدميري، رغم أنني لم أجرح مشاعره يوماً. وبعد عام ونصف عدت إلى بيت أهلي مطلقة أحمل طفلاً لا ذنب له. ولا أعلم من المخطئ هل هي شهادتي أم عقدة زوجي؟ ما أدركه جيداً أن طفلي هو الضحية