شرم الشيخ ـ رئيس التحرير:
في الوقت الذي يحتفل فيه العرب بمرور 70 عاماً على تأسيس جامعة الدول العربية، سيطرت الأزمة اليمنية على أجواء القمة العربية السادسة والعشرين المنعقدة بمدينة شرم الشيخ المصرية، حيث حرص القادة العرب على بيان مواقفهم إزاء الأزمة وعملية عاصفة الحزم التي بدأت قبل أيام بقيادة سعودية ومشاركة دول عربية وإسلامية. وأعطى اهتمام القادة العرب بالتطورات الجارية في اليمن زخماً كبيراً للتحالف من أجل الشرعية في اليمن.
عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حرص خلال ترؤسه وفد المملكة المشارك بالقمة على تأكيد استجابة البحرين والأشقاء العرب لدعوة خادم الحرمين الشريفين بتلبية طلب الرئيس اليمني التدخل العسكري الفوري. مؤكداً التأييد الدولي الكبير لإعادة الأمن والاستقرار والشرعية في اليمن.
وتناول العاهل أبعاد التدخل العسكري في اليمن خلال كلمة ألقاها بمناسبة حفل افتتاح القمة، حيث أشار جلالته إلى أنه «يستند على ميثاق جامعة الدول العربية ومعاهدة الدفاع العربي المشترك»، مبيّناً أن التحرك العربي يساهم في حماية المحيط الإقليمي في باب المندب وبحر العرب ويحفظ الأمن والسلم الدوليين وحرية الملاحة والتجارة العالمية.
إلى ذلك عقد اجتماع ثلاثي بين خادم الحرمين الشريفين والرئيسين المصري واليمني تناول التطورات الأخيرة في المنطقة.
وفي ذات السياق كشف مسؤول عربي رفيع المستوى لـ (الوطن) عدم وجود إطار زمني لعملية عاصفة الحزم، بل هناك استعدادات لمواجهة كل الخيارات العسكرية من أجل تحقيق الأهداف وإعادة الشرعية إلى اليمن، وعودة الأمن والاستقرار للأراضي اليمنية». مؤكداً موافقة جميع الدول العربية على العملية، وقال: «رغم عدم مشاركة بعض الدول العربية، إلا أن هناك دعماً وتأييداً من الجميع لأهداف هذه العملية الساعية للحفاظ على الشرعية في اليمن».
أما مشروع إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة فقد جددت مملكة البحرين دعمها للمشروع في كلمة جلالة الملك، حيث دعا القادة العرب إلى اعتماد «مبدأ إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة، في إطار المواثيق العربية والدولية، تكون مهمتها التدخل العسكري السريع لرد أي اعتداء يهدد أمن واستقرار وسيادة أي من دولنا العربية».
وأكدت مصادر دبلوماسية لـ (الوطن) أن مشروع القوة العربية المشتركة هو تفعيل لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، لافتة إلى أن «تنفيذ المشروع سيستغرق وقتاً للتنفيذ العملي، حيث ستتولى القاهرة دعوة رؤساء أركان القوات المسلحة في جميع الدول العربية إلى اجتماع خلال شهري أبريل ومايو المقبلين من أجل الانتهاء من الإجراءات التنفيذية، وتحديد آلية العمل وتحليل الموازنات المطلوبة لإنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة، وسيتم عرض نتائج هذه الجهود في اجتماع خاص لمجلس الدفاع العربي المشترك في وقت لاحق من العام الجاري، متوقعة أن «يدخل المشروع إطار التنفيذ نهاية العام الجاري، أو بداية العام المقبل على أقصى تقدير في ظل التحديات الأمنية التي تواجهها الدول العربية».