عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده صفعة قوية على وجه النظام الإيراني الذي لم يتوقف يوماً عن التبجح والتفاخر بقدراته في مختلف المجالات خصوصاً المجال الأمني. ليس بسبب خسارته عالماً يضع عليه آمالاً كبيرة في المجالين النووي والعسكري فقط ولكن أيضاً لأن هذا يكشف أن القبضة الأمنية في الداخل تعاني من ضعف يؤدي بالضرورة إلى سهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، وسهولة تحرك المعارضة التي تزداد اتساعاً.

النظام الإيراني ظل مؤمناً بأنه مسيطر على الأمن في الداخل وأنه لا يمكن لأحد أن يخترق الجدار الأمني أياً كانت قدراته وخبراته، فهو يعتقد أن الشعب كله معه وأن الكبير والصغير يأملون الحصول على بطاقة دخول الجنة بولائهم للخامنئي، لهذا فإن تنفيذ عملية الاغتيال بتلك السهولة كان صدمة ربما لم يفق منها حتى الساعة. فعندما تؤكد الأجهزة الأمنية للولي الفقيه بأنها مسيطرة على الأمور وأنها من القوة والشطارة بحيث لا يمكن لنملة أن تخترق الأمن ثم يفاجأ النظام بعملية اغتيال عالم نووي كبير يرافقه فريق أمني نهاراً وليلاً بهذه السهولة فإن هذا يعني أن إيران تعاني من خلل أمني كبير، ويعني أن أجهزة المخابرات الأجنبية متمكنة إلى الحد الذي يمكنها تنفيذ مثل هذه العمليات في وضح النهار.

حسب مقال نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية فإن عملية اغتيال فخري زاده تعكس «تغلغل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية داخل إيران» وأن «العمليات الاستخباراتية المتزايدة في إيران تدل على سهولة تجنيد الجواسيس لصالح أجهزة المخابرات الأجنبية، وهو ما سهله الاحتقان الداخلي المتزايد خاصة بعد قمع احتجاجات العام الماضي».

ما يحدث في إيران ويمكن أن يتكرر في كل حين سببه الأساس سياساته التي أدت إلى أن يعاني الشعب الإيراني اقتصادياً واجتماعياً، واعتقاده بأن تفضيله رفع الشعارات الفارغة على حقوق الشعب يمكن أن يحميه ويطيل في عمره.

الخرق الأمني في إيران واسع ويتسع.