يقدم رسام الكاريكاتير التركي عثمان سوراغلو 50 لوحة فنية تتناول العديد من المواضيع الإنسانية والدينية والسياسية في معرضه برام الله (صداقة بالرسوم).
وفي حفل افتتاح المعرض في قصر رام الله الثقافي الليلة الماضية قال سوراغلو للصحافيين "أنا متحيز للقضايا الإنسانية في رسوماتي، وبما أنني هنا في فلسطين قدمت مجموعة من اللوحات التي تعكس معاناة الفلسطينيين".
وأضاف أن رسم الكاريكاتير لا حدود له ويتجاوز كل اللغات، وبإمكانه أن يكون رسالة محبة، معبراً عن رفضه لرسوم الكاريكاتير المسيئة للإسلام التي نشرتها مجلة شارلي إيبدو الفرنسية وما أعقبها من عمليات القتل استهدفت صحافيين.
ويظهر سوراغلو موقفه هذا في رسوماته، ومن بينها رسم يظهر رأس إنسان عقله إلى جانبه ويمد لسانه الكبير، وكتب فوقه بما يشبه السهم بالإنجليزية "شارلي إيبدو".
وفي لوحة أخرى يظهر رسم لقلب أحمر وهو يلفظ إلى الخارج رجلاً مسلحاً ملطخة يداه وقدماه بالدم وخلفه رسم لمجلة شارلي إيبدو.
انتصار للسلام والحب
ويركز سوراغلو في كثير من لوحاته على تعبيرات تظهر أن الإسلام ينشر المحبة، حيث يمكن مشاهدة لوحات لرجل يحمل المصحف ويسير حيث تخضر الأرض من ورائه، ويظهر في لوحة أخرى الهلال يحيط بالكرة الأرضية وبداخله رسومات لقلوب الحب.
ويعلق سوراغلو على واحدة من الرسومات التي يظهر فيها جندي إسرائيلي تدوس إحدى قدميه على رأسه وهو ممد على علم إسرائيل وإلى جانبه بندقيته قائلا إنها "رد على اقتحام الجنود للمسجد الاقصى بأحذيتهم".
ويستحضر سوراغلو في إحدى لوحاته شخصية حنظلة لرسام الكاريكاتير الفلسطيني الراحل ناجي العلي، حيث يجلس حنظلة على كتف شخص تمثل الكرة الأرضية رأسه، في حين يجلس على الكتف الآخر ما يرمز إلى الشيطان.
وتجسد عدد من اللوحات معاناة الفلسطينيين بسبب الجدار الذي أقامته إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، حيث تظهر إحداها رجلا يحاول الصعود على سلم لتجاوز الجدار، فيما ينجح رجل وزوجته في تجاوزه من خلال إحداث فتحة فيه على شكل قلب.
وأبدى سوراغلو تأثر كبيرا بزيارته الأراضي الفلسطينية وافتتاحه معرضا فيها. وقال في حفل الافتتاح الذي شارك فيه عدد من المسؤولين الفلسطينيين والسفير التركي لدى السلطة الفلسطينية "يظن البعض أننا عندما ننظر نحن الأتراك إلى الفلسطينيين نكون عاديين، ولكن أرواحنا تتعذب".
وقال مصطفى سارنتش، ممثل تركيا لدى السلطة الفلسطينية خلال حفل الافتتاح الذي تخلله تقديم فرقة الكمنجاتي الفلسطينية لعدد من الفقرات الغنائية، إن المعرض سينتقل إلى القدس بعد اختتامه في رام الله.
وأوضح وليد عبدالسلام، مدير عام دائرة الفنون بوزارة الثقافة التي أقامت المعرض بالتعاون مع مؤسسة التعاون التركي الدولية (تيكا)، إن المعرض سينقل من قصر الثقافة إلى مركز بلدنا الثقافي للثلاثة أيام الأولى من أبريل القادم قبل نقله إلى القدس.