قالت رئيس شعبة الشؤون القانونية بمركز رعاية الأحداث الرائد الركن مريم البردولي، إن المركز أطلق برنامجاً لتدريب المتورطين بقضايا حرق الإطارات، على استعمال الإطارات في التصاميم والديكورات المنزلية.
وأضافت البردولي في حوار مع مجلة «الأمن»، إن المركز يهتم بتدريس الأحداث وتدريبهم ودمجهم بالمجتمع، لافتة إلى أن إحدى المودعات بالمركز حصلت على نسبة 91.67% في الشهادة الإعدادية، بينما حصل حدث على 83% في الأول الثانوي، بعد إلحاقه بمدرسة صناعية خارج المركز، وحصل على المركز الأول في مسابقة للرسم نظمتها وزارة التربية والتعليم.
وأكدت أن المركز وفور تسلمه الحدث تدرس حالته من مختلف الجوانب والظروف المحيطة به، وتضع خطة علاجية لإكسابه مهارات التكيف مع نفسه والآخرين والمجتمع، والقدرة على احترام النظم والقوانين، بالتعاون مع الجهات والمؤسسات المختصة.
وذكرت أنه منذ اللحظة الأولى لإيداع الحدث بمركز الرعاية، يسجل بالفصول التعليمية بالمركز، وتشمل جميع المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية المعتمدة من قبل وزارة التربية.
ولفتت إلى أن المركز يقدم برنامجاً للرعاية الصحية يتضمن خدمات طبية يحتاجها الحدث، من خلال المركز الصحي التابع لوزارة الداخلية والمستشفيات الأخرى بالمملكة، والرعاية الاجتماعية بإشراف أخصائي المركز.
وقالت إن الإصلاح يتم عن طريق تأهيل الأسرة أولاً، حيث تزور الباحثة الاجتماعية ذوي الحدث ومدرسته لاكتشاف أوجه القصور، قبل أن تبدأ الخطة العلاجية، وتنظيم زيارتين أسبوعياً لأهل الحدث إلى المركز، والسماح للحدث بزيارة منزله شهرياً، لعدم عزله عن بيئته وتوطيد وتحسين العلاقة بينه وبين أسرته.
ونبهت إلى أن المركز ينظم محاضرات تعليمية ودينية وصحية وورش عمل تعليمية ولقاءات أسبوعية مع المختصين من الوعاظ والمحاضرين، ويجري جولات خارجية تثقيفية وترفيهية واجتماعية، وتعليم فنون الرسم والمهارات اليدوية للأحداث، وتنظيم لقاءات مع شرطة خدمة المجتمع لتطبيق برنامج «معاً» ضد العنف والإدمان، أسوة بالحصص المطبقة والمعتمدة بمدارس المملكة.
وأكدت أن المركز لم يغفل عن أهمية تواصل الحدث مع مجتمعه، عبر تنظيم الزيارات والرحلات بصورة دورية، والمشاركة في البرامج التثقيفية، وتنظيم معارض لمنتجات الأحداث، وزيارة المؤسسات والمرافق المهمة في المملكة، وتنظيم الفعاليات الرياضية ككرة القدم والسلة والطاولة والطائرة والسباحة بالتعاون مع الاتحاد الرياضي للأمن العام.
وذكرت أن مركز رعاية الأحداث يقدم تقريراً عن حالة الحدث لقاضي محكمة الأحداث مع طلب إنهاء إيداعه، وبعد خروجه من المركز تجري متابعة سلوكه من قبل قسم المتابعة، بزيارته في المنزل أو المدرسة، والتأكد من وضعه وسلوكه، وتقليل الزيارات تدريجياً عند استقرار الحالة.
ودعت البردولي إلى وجوب الارتباط النفسي بين منسوبي المركز والحدث، لافتة إلى إجراء تغيير جوهري في البرامج والفعاليات المقدمة للحدث، عبر إدخال الأحداث في برامج رياضية وتثقيفية مثل «الباركور»، واستضافة مجموعة من الشخصيات الناجحة في المجتمع، كبطل سباق السيارات البحريني، وإشراك الأحداث في المعارض والفعاليات الاجتماعية والوطنية والخيرية بالتعاون مع جمعية أمنية طفل.
وأشارت إلى أن البرامج والخطط الإصلاحية لكل حدث تختلف باختلاف الجريمة أو الجنحة المرتكبة، مضيفة «عند إيداع الحدث في المركز يتم فتح ملف خاص به، ودراسة حالته من مختلف الجوانب، ووضع خطة علاجية لإكسابه قدرة احترام النظم والقوانين، ومهارات التكيف مع نفسه والآخرين والمجتمع، وتنفيذ الخطة العلاجية الموضوعة بالتعاون مع فريق العمل المختص، وإشراك الحدث وذويه بتنفيذها».
وأوضحت أن الجرائم الإرهابية والحرق والتخريب من الجرائم الخطرة، وتتطلب جهداً أكبر لإصلاح الحدث، وتوضيح مدى خطورتها وتأثيرها عليه وعلى عائلته ومجتمعه، لافتة إلى أن الأخصائيين الاجتماعيين يتبعون خططاً وبرامج علمية وإصلاحية لإبعاد ذهن الحدث عن هذه الجرائم الخطرة، وإشغال وقته بما يفيده وينفعه، حيث يوجد في مركز الأحداث العديد من البرامج والفعاليات تجذب اهتمام الحدث وتنمي قدراته الذهنية.
وبشأن مدى تقبل الأحداث لما يقدم لهم من برامج ونصائح وإرشادات إصلاحية ومؤشرات تأثيرها عليهم، قالت البردولي إن القائمين على مركز رعاية الأحداث يبذلون جهوداً مضنية لتهذيب الأحداث وتقويم سلوكهم.
وأضافت أن الحدث المودع في المركز يظن بداية أنه متهم وجلب للمركز لمعاقبته، ويجهل أن غاية المركز مساعدته للإقلاع عن جرائم الحرق والتخريب، مشيرة إلى أن معظم الأحداث يتجاوبون مع العاملين بالمركز والبرامج والفعاليات المقدمة، خاصة مع توفير فعاليات وأنشطة الهدف منها كسب ثقة الحدث وتقوية العلاقة معه لتهذيب سلوكه بطرق غير مباشرة.
وأكدت أن معظم أولياء الأمور يظهرون تعاوناً وتجاوباً مع مركز رعاية الأحداث، ما أرجعته لمدى حبهم وخوفهم على أبنائهم، ويقينهم أن المركز غايته إصلاح الحدث وتهذيبه.
وأكدت أن أحد المشروعات التربوية الناجحة هي تعليم الحدث كيفية استخدام الإطارات في عمل الديكورات، بدلاً من استغلالها في أمور خطيرة كإحراقها في الشوارع.
وقالت إن المركز استحدث مشروعاً تمثل في إعادة تدوير الإطارات وجعلها مفيدة، واستخدامها في الديكورات والتصاميم المنزلية، لافتة إلى أن المشروع حقق نجاحاً ملحوظاً، حيث تقبل الأحداث المتورطين بقضايا حرق الإطارات الفكرة، وزينوا الإطارات بدل سكب البنزين عليها وحرقها وإلحاق الضرر بالآخرين.