قال وزير الداخلية الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة إن ما تعرضت له شرطة خفر السواحل من قبل دوريات أمن السواحل القطرية، مرفوض تماماً لما يمثله من تعدي على عناصر شرطة البحرين أثناء أدائهم الواجب، مشيراً إلى أنه "احتوينا بسرعة موقفاً مسلحا في عرض البحر، من خلال تواجد القوة اللازمة لضبطه في الوقت والمكان المطلوب".

وأعلن الوزير في كلمة بمناسبة يوم شرطة البحرين والذي يوافق 14 ديسمبر من كل عام عن تبني وزارة الداخلية لبرنامج حماية الشرطة في كافة النواحي القانونية والأمنية والتنظيمية والإدارية، مشيراً إلى تراجع معدل الجريمة بنسبة 25 % رغم زيادة عدد السكان.

وبيّن أنه تم مخالفة (2153) شخصاً وحوالي (650) قارباً يحملون الهوية الرسمية لمملكة البحرين، خلال الفترة ما بين 2010 ولغاية 2020 في المياه التي كانت على مرور الزمن مصدراً للرزق لهم ولآبائهم وأجدادهم.

وأشار وزير الداخلية إلى أن كل هذه الممارسات لا تعكس النظام الأساسي لمجلس التعاون والذي يقوم على ما يربط دوله من علاقات خاصة وإيمان بالمصير المشترك، مشدداً على ان شعب البحرين لا يتوقع هذه التصرفات من السلطات القطرية حيث تأتي مخالفة للعادات والأعراف والتقاليد.

وفيما يلي نص الكلمة كاملة:



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسرني ببالغ الفخر والاعتزاز أن أرفع باسمي ونيابة عن منسوبي وزارة الداخلية، أسمى آيات التهاني وأخلص التبريكات إلى مقام سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، القائد الأعلى، حفظه الله ورعاه، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حفظه الله ورعاه، بمناسبة احتفالات مملكة البحرين بأعيادها الوطنية، إحياءً لذكرى قيام الدولة البحرينية الحديثة في عهد المؤسس أحمد الفاتح، وذكرى تولي سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، مقاليد الحكم.

وفي ظل هذه المناسبات الوطنية، يأتي الاحتفال بيوم شرطة البحرين، والتي عشنا مئويتها الأولى قبل عام من الآن، لنجدد العهد والولاء لقيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة، الملك المفدى، حفظه الله ورعاه، قائد مسيرة العطاء والإنجاز والتقدم، مستلهمين الحكمة والعزيمة وقوة الإرادة الوطنية من توجيهات جلالته، معبرين في الوقت ذاته عن اعتزازنا بما يلقاه رجال الشرطة، وشهداء الواجب وأسرهم من دعم ومساندة واهتمام من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، رئيس الهيئة العليا للصندوق الملكي لشهداء الواجب، حفظه الله، وذلك في ظل التوجيهات الملكية السامية.

الإخوة الأعزاء .. تقديراً لجهود شرطة البحرين وحفاظاً على تضحياتهم، واعترافاً بأهمية المسئولية الأمنية ورغبة في الارتقاء بالمستوى المتميز في العمل، فإنه يسعدني - في هذه المناسبة – أن أنوه عن تبنى وزارة الداخلية لبرنامج حماية الشرطة، وذلك في كافة النواحي القانونية والأمنية والتنظيمية والإدارية.

إن حماية الشرطة، تستهدف اتساع دائرة الإدراك باستحقاقاتهم وواجباتهم وتهيئة السبل للقيام بها وفق سيادة القانون. ولهذا فإننا نعمل من أجل ترجمة هذا التوجه، إلى واقع يراعي المصلحة العامة وتعزيز الضمانات التي تقدمها الدولة، لحماية رجال أمنها وعائلاتهم .

في هذا الإطار، فإن ما تعرضت له شرطة خفر السواحل من تهديد وإهانة من قبل دوريات أمن السواحل والحدود القطرية، أمر مرفوض تماماً، لما يمثله من تعدي على عناصر شرطة البحرين أثناء أدائهم الواجب وهو أمر لا نرضاه لرجال أمننا المخلصين .. وإننا في الواقع، احتوينا بسرعة، موقفاً مسلحا في عرض البحر، من خلال تواجد القوة اللازمة لضبطه في الوقت والمكان المطلوب، وذلك لوضع حدٍ لهذا العمل المتهور والخطير.

وهذا الموقف، امتداد للسلوك القطري الذي يستهدف المواطنين البحرينيين ويضيق على أرزاقهم، حيث تم مخالفة (2153) شخصا، وحوالي (650) قاربا يحملون الهوية الرسمية لمملكة البحرين، خلال الفترة ما بين 2010م ولغاية 2020م في المياه التي كانت على مرور الزمن، مصدراً للرزق لهم ولآبائهم وأجدادهم .

وكل هذه الممارسات لا تعكس النظام الأساسي لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والذي يقوم على ما يربط دوله من علاقات خاصة وإيمان بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوب دول المجلس.

إن شعب البحرين، لا يتوقع هذه التصرفات من السلطات القطرية، حيث تأتي مخالفة للعادات والأعراف والتقاليد، في الوقت الذي كانت البحرين، على الدوام، تسمح باستخدام مياهها من قبل الصيادين والبحارة بدول مجلس التعاون.

وعليه، فإن وزارة الداخلية، تحمّل الجانب القطري، المسئولية القانونية تجاه كافة التجاوزات، التي مسّت المواطنين في أرزاقهم ومعيشتهم، وإننا سنتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة، من أجل حماية الصيادين والمحافظة على مصادر رزقهم .

الإخوة الأعزاء .. في إطار برامج تطوير وزارة الداخلية، عملنا في السنوات الماضية على وضع تنظيماتنا الأمنية وفق رؤية شاملة ومتابعة ما يلزم لتنفيذ ذلك من تشريعات قانونية وتجهيزات ميدانية وإدارية وبرامج تدريبية. ومع مواصلة العمل والجهود الحثيثة من قبل الجميع، تكاملت اليوم العناصر المطلوبة لتؤلف قيادة أمنية مشتركة.

وقد ساعدت التقنيات الحديثة في شمولية وضوح صورة الموقف الأمني وتحقيق التجانس والتنسيق بين مختلف فروع المديريات الأمنية، الأمر الذي انعكس على ارتفاع الأداء الأمني المشترك. وقد استطعنا بحمد لله، وبجهودكم المخلصة، تسجيل قفزة حضارية في الأداء الأمني والممارسة الاحترافية، والتي ساهمت في تعزيز جهود مكافحة الجريمة، حيث تراجع معدل الجريمة، اليوم، بنسبة 25 % وذلك رغم زيادة عدد السكان.

ودعماً لهذا النهج الأمني في مجال الوقاية من الجريمة، فقد ركزنا على حماية الشباب من خلال توسيع قاعدة الثقافة الأمنية، ومبادرات تعزيز الانتماء الوطني، وترسيخ قيم المواطنة، وبرامج مكافحة العنف والإدمان، والتي استطعنا من خلالها، تغطية 80% من مدارس مملكة البحرين ليستفيد منها أكثر من (120) ألف طالب وطالبة، مما ساعد على بناء الثقة بين الشباب البحريني ورجال الشرطة، وهذا أمرٌ في غاية الأهمية لبناء مجتمع آمن، يدرك فيه شباب الوطن مسئولياتهم تجاه أمن بلدهم.

الأخوة والأخوات .. إنه لمن حسن الطالع، أن يأتي الاحتفال بيوم شرطة البحرين، هذا العام، متزامنا مع اليوبيل الذهبي للشرطة النسائية، والتي أصبحت عنصراً رئيسياً في المنظومة الأمنية وشريكاً في حفظ أمن الوطن وصون مكتسباته. فخلال السنوات الخمسين... أثبتت الشرطة النسائية جدارتها وكفاءتها في تنفيذ الواجبات الموكلة إليها، بأدائها وتعاملها الحضاري.

وسطرت تضحيات وإنجازات مشهودة، في أداء أمني تكاملي. وظلت حاضرة بفعالية وشريكا أساسيا في مسيرة حفظ الأمن.

ودخلت مجالات جديدة، عززت من مكانتها ودورها الأمني والمجتمعي على أكمل وجه... فتحية اعتزاز للشرطة النسائية، بهذه المناسبة التاريخية الرفيعة.

الإخوة الأعزاء منسوبي وزارة الداخلية، بمناسبة يوم شرطة البحرين، يطيب لي أن أعبر لكم جميعاً عن بالغ شكري وتقديري لجهودكم المخلصة وعطائكم المتواصل في حفظ الأمن والنظام العام، مستذكرين جهود الرواد الأوائل، ومن خدموا بالوزارة وقدموا نماذج من العطاء المشرف، نتوجه لهم بالشكر ونترحم على من رحلوا، وندعو للأحياء منهم بتمام الصحة.

ختاماً ... سيظل يوم 14 ديسمبر من كل عام، يوم فخر ومجد، يجدد فيه حماة الحق وحراس المبادئ؛ العهد في بذل النفوس لصون أمن البلاد وسيادة القانون وترسيخ قاعدة العدالة ... فهنيئاً لمن يحمل هذا الواجب من منتسبي شرطة البحرين، والتي ستظل على العهد دوماً بالتزامها بالقيم الأصيلة التي ميزت شعب البحرين ورسّخت هويته، وهي قيم السلام والاعتدال والوسطية والمساواة.

​​​​​​​فلكم جميعا التحية وصادق التمنيات بدوام التوفيق. حفظ الله البحرين وأدام عليها نعمة الأمن في ظل قيادة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، حفظه الله ورعاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.