بمناسبة اليوم العالمي لمرض السل، والذي يوافق 24 مارس من كل عام، وتحت شعار "الاستعداد للقضاء على السل"، احتفل جناح 4 بمجمع السلمانية الطبي بيوم السل العالمي في مركز كانو للتعليم المستمر، ويُقام هذا الاحتفال للمرة العاشرة في المملكة، وذلك لأهمية تثقيف المجتمع بالمرض لتقليل نسبة الإصابة، وخصوصاً أنه مرض معدي وينتقل من شخص إلى آخر بسهولة.
وقالت رئيسة وحدة السل بمجمع السلمانية الطبي خديجة علي إن مرض السل يسببه ميكروب المتفطرات السلية الدرنية من خلال دخوله للجسم وإصابته بالالتهاب الرئوي، ومن ثم ظهور الأعراض المتمثلة في الكحة المستمرة لأكثر من 15 يوم مع ظهور دم مع البلغم، والحرارة المرتفعة، والتعرق الليلي ونقص الوزن، لافتةً إلى أن أهم أسباب إصابة البحرينيين بمرض السل هي إصابتهم المسبقة بمرض الإيدز، أو السكري، أو أنهم يتعاطون الكحول والتدخين، باعتبار أن هؤلاء تكون المناعة لديهم ضعيفة، أو بسبب العدوى من أحد الخدم أو العاملين الأجانب. وأكدت أن مرض السل يمكن الشفاء منه تماماً بعلاج مضادات السل لمدة 6-9 أشهر .
هذا، وقد صاحب الاحتفال بيوم السل العالمي معرض يشمل على لوحات توضح المرض، الأعراض ، والفحوصات اللازمة، وطرق العلاج والنصائح المتبعة ومحاضرة تثقيفية ، كما تم عرض أنشودة عن مرض السل باللغتين العربية والإنجليزية.
وأفادت السيدة خديجة علي بأن مجمع السلمانية الطبي سجل خلال العام 2014، عدد 99 حالة مصابة بمرض السل الرئوي، بينهم 23 حالة لبحرينيين ، 76 حالة لوافدين أجانب، لافتةً إلى أن نسبة الإصابة بمرض السل بين البحرينيين شهدت انخفاضاً بنسبة النصف منذ عام 2005 لتصل إلى 5.5 حالة لكل 100,000 مواطن، بينما لا زالت النسبة عالية بين الطبقة العاملة من خدم منازل وعمال منشآت لتصل إلى 26 حالة لكل 100,000 وافد اجنبي، إذ أنه بسبب التنقل السريع للأفراد بين الدول واستجلاب عمالة من دول ينتشر فيها المرض، أصبح هذا المرض يسبب هاجس وعبء على المعنيين والمسؤولين الصحين لاحتواء هذا المرض والحد من انتشاره في البلد. وشددت على أهمية الفحص المبكر لعمال وخدم المنازل لتفادي الإصابة بالمرض، مع ضرورة التأكد من خلو عمال وخدم المنازل من مرض السل قبل اعطائهم مهمة العناية بالأطفال أو كبار السن.
يّذكر أن منظمة الصحة العالمية دعت المجتمع الدولي للتضامن والعمل عبر استراتيجية جديدة للقضاء على مرض السل بحلول عام 2035. وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية إلى أن السل هو ثاني أهم الأسباب المؤدية للوفيات الناجمة عن العدوى في العالم، ففي عام 2013 أدى السل إلى وفاة حوالى 1.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، كما سجل أكثر من 9 ملايين حالة إصابة جديدة بالسل من بينها نصف مليون حالة مقاومة للمضادات الحيوية المتعددة التي يصعب علاجها. وُيقدر الخبراء أن حوالي ثلث الحالات هي دون تشخيص أو علاج. ويسهم إحياء اليوم العالمي للسل في إذكاء الوعى بوباء السل الذى يتخذ أبعاداً عالمية وبالجهود التي تبذل قصد التخلص من هذا المرض.