«أيها المؤمنون، إن العربة الجديدة ليست اختراعاً، وإنما حيلة من حيل الشيطان التي لا تنتهي.. كارل بنز ليس عالماً ولا مخترعاً، إنه مشعوذ يتصل مع زوجته بالأرواح الشريرة، لكن أحابيل الشيطان أضعف من خيط العنكبوت.. وسترون بأنفسكم أن نهاية الزوجين المشعوذين ستكون مروعة، هكذا عاقبة كل من باع روحه للشيطان».

بهذا سعى الجهلة والمتطرفون للتحريض ضد كارل بنز مخترع أول سيارة في العالم، بل إنهم شجعوا الجميع على مواجهة هذا «الشيطان» بقذفه بالحجارة ووضع جذع شجرة ضخم في الطرق لمنعها من السير.

تذكرت هذه القصة وأنا أتابع ما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من الترويج لنظرية المؤامرة بشأن لقاحات فيروس كورونا، والذي يشترك به الجميع، باستثناء الأطباء وعلماء الفيروسات والمختصين، وهي حملات تحاول إقناع الجمهور بعدم جدوى أخذ اللقاح، بل تصل إلى التشكيك فيه وأنه محاولة من «جهات خفية» لبرمجة البشر والتأثير على حياتهم، بل إحداث نوع من التغييرات الجينية وصولاً إلى التخلص من مئات الملايين منهم.

ورغم أن نظرية المؤامرة وما يحيط بالفيروس قد بدأت منذ اكتشاف أولى الحالات، ولا تزال تتواصل، ورغم نجاح العلم في تفكيك الشيفرة الوراثية للفيروس وإيجاد اللقاح المناسب في وقت قياسي، فإن أصحابها لا يزالون يحملون نفس الأفكار ويدفعون إلى التشكيك بالعلم والعلماء وما يقدمونه من خدمات جليلة للبشرية، حالهم كحال من رأى في مخترع السيارة «شيطاناً» يجب رجمه.+وبعيداً عن كل هذا الجدل الذي لا يمكن أن يحقق أي فائدة أو مصلحة للبشرية، نتابع اليوم بكل فخر واعتزاز انطلاق مملكتنا الغالية بحملة التلقيح المجانية حماية للمواطن والمقيم، بتوجيهات مباشرة من لدن جلالة الملك، حفظه الله، وهو ما لم نره في أي دولة أخرى، ما يدل على الحرص الملكي على صحة الإنسان، ثروة هذا الوطن الحقيقية.

وجاءت هذه التوجيهات الملكية السامية امتداداً لسلسلة من الإجراءات التي قامت بها مملكة البحرين منذ تفشي هذه الجائحة، والتي وضعت المواطن نصب عينيها من خلال اتخاذ كل الإجراءات اللازمة، الصحية والاقتصادية، للتقليل من آثار هذه الجائحة، وتوفير اللقاحات المجانية لكل مواطن ومقيم.

وأخيراً.. لا بد لنا من توجيه كل الشكر والتقدير لفريق البحرين، بقيادة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله والذي أخذ على عاتقه إدارة هذه الأزمة بكل مهنية واحترافية، وهو ما ساهم في تجاوزنا محطاتها الصعبة، وصولاً إلى عودة الحياة إلى طبيعتها قريباً بإذن الله..

* إضاءة:

* «نجدد الشكر والتقدير للجهود المتواصلة لكافة الفرق العاملة في الصفوف الأمامية في مواجهة الجائحة، وهم من نشهد لهم بالمثابرة والشجاعة والصبر على الصعاب من أجل الغد الأجمل الذي سيحمل، بإذن الله، بشائر الشفاء والتعافي». «من كلمة جلالة الملك المفدى في اليوم الوطني 2020».