على أثر مقالي السابق «اسمه حلو.. ومذاقه مر». فقد تلقيت رسالة مباشرة على برنامج التواصل الاجتماعي «الإنستغرام» من السيدة «ع.أ» وبحسب رغبتها وإلحاح منها أن أشارك قصتها لعلها تكون ساعة منبه للعقول النائمة. ترددت بداية ولكن بعد قراءتي لما كان مكتوباً دفعني لأشارككم مختصراً بالمضمون للسيدة التي طلبت مني أن أخفي البلد والاسم وأن أكتفي بذكر حرفيها.

السيدة «ع.أ» هي الآن في بداية الثلاثينيات، بعمر الاثنين وعشرين تقدم لطلبها ابن عمها، ومن دون أي اعتراض وبمباركة الأهل تمت الخطوبة، كانت سعادتها لا توصف وفي الوقت نفسه تتملكها صدمة كامنة كونها تمتلك وزناً زائداً والسبب يعود لشدة تعلقها بالحلويات وامتعاضها عن فعل أي نوع من أنواع اللياقة البدنية. وبعد مرور أشهر قليلة من الخطوبة بدأت تشعر بالوهن والتعب وأعراض أخرى حاولت تجاهلها قدر المستطاع إلى أن استفحلت وقررت زيارة الطبيب. وبعد إجراء الفحوصات المخبرية تبين أنه لديها «داء السكري ومن الدرجة الثانية» كان الخبر بمثابة الصدمة وعملت على إخفائه وإنكاره أمام نفسها والجميع.

وبحسب ما تصف نفسها السيدة «ع.أ» أنه لسبب عنادي المكلل بالجهل كنت لا أواظب على تناول الأدوية التي أساساً أخفي وجودها. ومرت الأشهر والأسابيع وأنا أحاول جلّ جهدي في إنكار وجوده، وعمدت أن أواصل عاداتي الصحية الخاطئة كما هي، وذلك كي لا أثير انتباه أحد وخاصة خطيبي.

إلى أن اقترب موعد عقد القران وكان لا بد من عمل التحاليل المخبرية الخاصة بالزواج، ليصبح مجهول الأمس بكل مرارته الخالية من السكر معلوم اليوم. ويأخذ خطيبي قرار توقف هذه العلاقة خاصة بعد أن بين لنا الطبيب أن وضعي الصحي السيئ سوف يعيق من إنجاب الأطفال، إضافة إلى استدراكه أنني أخفيت عليه الأمر المُر لمدة عام تقريباً ولم التزم بالعلاج الطبي.

«وبعد هذا الدرس انقلبت حياتي رأساً على عقب نتاج استهتار وعناد وقلّة إدراك وبدأت أتجرع مرّها بعد أن غرقت بحلوها. أشاركك قصتي هذه وأنا في غاية الألم ولكن أردت أن أتخلى عن أنانيتي يا عزيزتي لعلها تكون عبرة لمن يعتبر».

السيدة «ع.أ» أشكرك من كل قلبي على مبادرتك ومشاركتك وصدقك وأرجو من الله عز وجل أن يهدينا إلى الوعي في جميع المجالات قبل فوات الأوان.. فالصحة تاج غالي المنال.