كالعادة ومع كل تغيير في الحياة ترتفع الأصوات لتعبر عن رأيها في هذا التغيير والأمور المترتبة عليه، وهذا ما حصل فعلاً مع تولي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين رئاسة الوزراء في مملكة البحرين، أصوات تعالت تتنبأ بتغيرات جذرية على عدد من الاستراتيجيات والرؤى، وآليات العمل الحكومي، وفي الوقت ذاته، نحن ندرك النهج الثابت للعائلة المالكة في سياسة الحكم.

النهج، أو المنهج هو طريق ثابت، وهذا ما يميز دولتنا العظيمة، وهو أحد أهم أسباب استقرارها وثباتها، وهذا ما أكده حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مليكنا المفدى في رسالة التهنئة التي بعثها جلالته إلى «قرة العين» صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس الوزراء، حيث قال صاحب الجلالة أيده الله نصاً: «لقد كانت هذه الرؤية المتوارثة لنظام الحكم، نتوارثها من جيل إلى جيل، وقد سار آباؤنا وأجدادنا من قبل على هذا النهج، واستقر في وجدانهم وضمائرهم، أنّ المسؤولية أمانة، وأن خدمة الوطن والشعب واجب وشرف. إننا على ثقة بأنك ستسير على نهج آبائك وأجدادك ملتزماً بحب الوطن والانتماء إليه والتفاني في العمل المخلص الجاد، والعزيمة، وقوة الإرادة والاسترشاد بالخلق السمح الكريم المستند إلى تقوى الله، ومحبة الناس، والحرص على خدمتهم، والعدل والمساواة بينهم».

وجاء رد سمو ولي عهدنا ورئيس وزرائنا ليؤكد استكمال المسيرة على «النهج الثابت» لهذه المملكة العريقة قائلاً سموه: «لقد تلقينا ببالغ الفخر وعظيم الامتنان ما حمله كتاب جلالتكم من تكليفٍ سامٍ وزيادةٍ للشرف العظيم بحمل أمانة المسؤولية بأن أستمر في كنفكم جندياً مخلصاً لكم، أستلهم منكم صواب الرؤى وأنهل من حكمتكم منهاج العمل، لتحقيق ما تصبون إليه جلالتكم في حاضر الأيام وقادمها، من عزةٍ ورفعةٍ وازدهارٍ للوطن وجميع أبنائه المخلصين، المتطلعين دوماً لتحقيق أفق وأهداف مسيرتكم التنموية الشاملة التي أرسيتم بها دعائم النهضة ومنطلقاتها لوطننا الغالي. وإنني أدرك جزل المهمات بالسير على خطاكم وخطى آبائنا وأجدادنا التي جعلت من المسؤولية أمانةً، وخدمة الوطن واجباً وشرفاً».

* رأيي المتواضع:

أضع اللمسات الأخيرة على كتاب النهج الوطني في فكر حمد بن عيسى، هذا البحث العلمي الذي آمل أن يوثق أهم مكونات هذا النهج الثابت والذي يؤكد أهمية ثبات النهج الوطني الراسخ في بناء الدولة.

ثبات النهج لا يعني مطلقاً عدم التطور واللحاق بالركب، بل هو القاعدة الراسخة للتميز والابتكار والتطور والتنمية.

وها نحن نرى الأمير سلمان بن حمد ولي عهدنا ورئيس وزرائنا الذي أثبت في عدد من المراحل المفصلية في تاريخ الدولة أن سموه أهل للمسؤولية وأن سموه حفظه الله قائد يمتاز بالحكمة والنظرة الثاقبة ولا غرابة في ذلك وهو ابن ملكينا الغالي حمد بن عيسى آل خليفة، فألف مبارك سموكم رئاسة الوزراء وألف مبارك لنا نحن المواطنين بتوليكم لهذا المنصب.