المبدأ السعودي-البحريني في التعامل مع العدو سواء أكان دولاً أو جماعات هو مبدأ «البالون»، فالبلدان الشقيقان يغضان الطرف عن هذا البالون حتى ينتفخ ويكبر ويأخذ أكبر من حجمه الطبيعي وينفجر من تلقاء نفسه أو يفجرونه بدبوس صغير.

مبدأ البالون ليس سياسة جديدة على المملكتين إنما هو منهج معتمد في إدارة البلدين لقضاياهم والتحكم بموازين القوى فيها، فالمملكتان تميلان في بادئ أي صراع إلى السكوت والتزام الهدوء وإن التفتتا إلى العدو لا تلتفتان إلا ببيان استنكاري بسيط، مما يثير رعب العدو ويقوده لحرب إعلامية ضد البلدين.

تقوم هذه السياسة على ترك الغير يتمادى بما لا يؤثر على مكتسباتهما الاقتصادية والسياسية، ثم ما يلبث الطرف المتمدد قليلاً حتى يجد نفسه في وضع غير وضعه الطبيعي كالبالونة المنفوخة تماماً، فيظن أنه قد كبر وزاد حجمه وتضخمت قدراته، لكنه بالحقيقة لا يتجاوز كونه بالوناً مملوءً بالهواء رقيق البنية لا يقاوم وخزة دبوس.

المجلس التنسيقي السعودي البحريني جاء كالدبوس الذي سيفجر البالون، فهو ضرورة حتمية لمواجهة التحديات التي تهدد مصالح وأمن واستقرار البلدين. فإذا كنت سأعود خطوة إلى الوراء وألقي نظرة على العدو بالأمس، فهناك بالتأكيد فقاعات عديدة لا تتطلب مزيدًا من الالتفات فهي تمتلئ بالهواء وتنفجر لوحدها، ولكن حين تتحول الفقاعة إلى بالونة وتتعدى على الحدود الدولية وتهدد أمن واستقرار المواطنين فهي بالتأكيد تحتاج إلى وخزة لتنفجر.

إحدى عدسات التنسيق التي تحدثت عنها هي عدسة الجانب السياسي والأمني، والتي تعتبر ركيزة لضمان أمن واستقرار البلدين الشقيقين وسدًا مانعاً أمام الأعداء، إلا أن هناك عدسات أخرى بالتأكيد لها آثار إيجابية كبيرة على تعزيز العلاقات والعمل الثنائي بين البلدين. فتشكيل لجان فرعية منبثقة من المجلس التنسيقي السعودي البحريني برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في السعودية، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظهما الله، في مجالات الاقتصاد والطاقة والتجارة والصناعة والثقافة والإعلام والسياحة والتنمية الاجتماعية، تعد منطلقاً للتكامل نحو تحقيق الطموحات المشتركة لأهداف التنمية المستدامة والوصول لنماء وازدهار البلدين.

إن تطلعات وتوجهات خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، للعمل المشترك الطموح بين المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومملكة البحرين، تعد خطوة تاريخية تسهم في تسريع التكامل والتعاون وتعزز العلاقات والروابط الوطيدة بين البلدين للارتقاء بالمملكتين الشقيقتين في شتى المجالات.