القناة هي الجزيرة والدولة هي قطر، هكذا هو حال المتآمرين واللاعبين في الخفاء، يحاولون التلاعب بمصير الدول فتتلاعب بهم قناة وشرذمة من المرتزقة وجدوا في أرض قطر ضالتهم ومكانهم ومخبأهم، فما كان من عصابة الجزيرة إلا أن اجتمعوا وعلا نهيقهم في ذاك الاجتماع ورسموا سياسة عليا، لم تكن بالطبع سياسة القناة فحسب، وإنما سياسة دولة بأكملها، فتحكموا في مصير شعب ودولة وداسوا على سيادتها ورسموا لها طريقها بين الغابات والحروب والدمار.

لقد تعمدت قناة الجزيرة منذ نشأتها جس نبض الدولة، فتيقنت أنه لا وجود للدولة من الأساس، فعاثت في قطر فساداً، وبدأت نشر جواسيسها في كل بقاع العالم تحت مسمى المراسلين، وبدأت اتخاذ قراراتها منفردة لعلمها اليقين بهشاشة الأرض التي بنت عليها مقرها، وأخذت تهاجم هنا وهناك، وتفبرك الخبر تلو الخبر، وتراهن على الخراب والدمار، بل بات من يسر أمور القناة هو ذاته من يسير توجهات الدولة ويتحكم في قراراتها وعلاقاتها ومصيرها، وهو مصير محتوم واضح للعيان.

هكذا حال الإعلام عندما يكون مرتهنا في أيدي العصابات ومتعطشي الدماء ومن يدور في فلكهم من مرتزقة لفظتهم دولهم لسوء نواياهم وخبثهم وتزايد شرورهم، فتراهم يحاولون مراراً وتكراراً دق إسفين الحروب بشتى الطرق، فاتصالاتهم لا تكون إلا لمن هم على شاكلتهم من إرهابيين ومطلوبين وفارين من العدالة، وتغطيتهم لا تكون إلا على النار ليزيدوا فتيلها، وعلى الشرار لكي يحولوه إلى نار تهدم المنجزات والمكتسبات.

المتضرر الحقيقي في كل تلك الأحداث هو الشعب القطري، الذي بات بين مطرقة النظام وسندان القناة ولا يملك حرية التعبير عن توجهاته التي بلا شك هي ضد تصرفات الجهتين «النظام والقناة».

الإعلام الذي تقوده العصابات يهدف إلى تغييب العقول، ولا يقبل أن يرى الهدوء يعم المنطقة والعالم، وكل ذلك تراه واضحاً وجلياً عندما تشاهد قناة الجزيرة، وإذا أردت المعلومة الصحيحة فاعكس الخبر الذي تنشره تلك القناة، عندها ستكتشف الحقيقة، وعندها أيضاً ستصل إلى حقيقة واحدة مفادها أن غياب الدولة وسيادتها ورصانتها ينتج عنه قناة كالجزيرة.