تلفزيون الشرق


تُواجه هوليوود خيارات صعبة بسبب الارتفاع المدمِّر في حالات كوفيد-19 في عاصمة الترفيه؛ فيما إذا كانت ستستأنف إنتاج الأفلام والتلفزيون بعد فترة العطلات.

وفي ظلِّ توصيات مستشفيات مقاطعة لوس أنجلوس، ومسؤولي الصحة بوقف مؤقت للعمل بقدر الإمكان، اختارت بعض الاستوديوهات تأجيل استئناف العمل في العروض التي كانت مُتوقِّفة عن العطلات. وحذَّرت نقابة عمالية كبرى تُدعى "ساغ-أفترا" (SAG-AFTRA) أعضاءها من أنَّ مراكز التصوير قد تُغلق حتى الأسبوع الثالث على الأقل من شهر يناير. ويقوم قادتها بتقييم ما إذا كان من الضروري التوقف لفترة أطول.

وعلى الرغم من أنَّ هذه الصناعة قد اتخذت خطوات لضمان أمان التصوير، إلا أنَّ الموجة الجديدة من حالات كوفيد توضح أنَّ هذا التقدُّم لا يزال هشاً. إذ يُمكن أن تؤدي نتيجة اختبار إيجابية واحدة في مركز التصوير إلى إيقاف إنتاج كامل العمل، مما يكلِّف الملايين، ويخاطر بسلامة العشرات. ومع ذلك، فإنَّ الحذر الشديد يجعل من الصعب على الأعمال المُحاصرة العودة إلى عافيتها الاقتصادية.


وكان المديرون التنفيذيون في "ساغ-أفترا"، وهي نقابة في هوليوود تتمتَّع بالنفوذ، وتمثل أكثر من 160 ألف عامل، قد كتبوا في رسالة إلى أعضاء النقابة قائلين: "نحنُ نُراقب عن كثب الارتفاع الأخير في إصابات كوفيد-19 إلى جانب النقص المبلغ عنه في أسرَّة وحدات العناية المُركَّزة ضمن جميع أنحاء ولاية كاليفورنيا، وخاصة في مقاطعة لوس أنجلوس، وهو أمر يُقلقنا للغاية."

نتيجة اختبار إيجابية واحدة قد تعطل إنتاجاً كاملاً عن العمل، وتكلِّفه ملايين الدولارات

وبعد توقُّف الإنتاج في المقاطعة في شهر مارس، عملت النقابات العمالية، والاستوديوهات، وخبراء الصحة معاً لإنشاء بروتوكولات أمان تسمح للعمال بالعودة إلى مكان التصوير. وللحصول على تصريح للتصوير في المنطقة الآن، يجب أن تقوم فرق الإنتاج بفحص المُشاركين في الإنتاج بشكل متكرر، مع تنظيف المُعدات، والحد من عدد الممثلين الثانويين، بالإضافة إلى تدابير أخرى.

حذر شديد

في يونيو، استأنف مكتب السينما في لوس أنجلوس "فيلم إل ايه" (FilmLA) إصدار تصاريح جديدة. وارتفع عدد الإنتاجات النشطة بشكل مُطَّرد حتى نوفمبر. ونشأت بعض الحالات في موقع التصوير، كما حدث في عرض "إلين دي جينيريس"، مما تسبب بتوقف العرض، على الرغم من عدم وجود حالات تفشي واسعة النطاق للفيروس.

وفي 8 ديسمبر، قال المكتب إنَّه كان قد يتلقى ما معدله 39 طلباً للحصول على تصاريح جديدة يومياً، مما يعني ارتفاعاً من الصفر بين فترة مارس ويونيو، على الرغم من أنَّ التصوير يُقارب نصف مستوى عام 2019.

ومع ذلك، انخفض عدد تصاريح الأفلام أكثر من المُتوقع في شهر ديسمبر، في حين أنَّ طلبات التصاريح الجديدة قليلة. وفي يوم الثلاثاء، تمَّ نقل 7180 شخصاً إلى المستشفى بسبب الفيروس، وهو أعلى مستوى على الإطلاق.

إذ قال مُتحدِّث باسم "فيلم إل ايه" في رسالة بالبريد الإلكتروني: "لقد كان كوفيد-19 عاملاً واضحاً في اتخاذ القرار".

وجرت العادة أن يعود المُمثلون والمُمثلات إلى العمل في أوائل شهر يناير. ومن جهتها أوصت النقابات بالعودة في وقت لاحق في عام 2021 لإعطاء المزيد من الوقت للفحوص الطبية. وكانت بعض الشبكات والاستوديوهات شديدة الحذر هي الأخرى.

وأجَّلت شبكة "سي بي إس" (CBS) التابعة لشركة "فاياكوم" (ViacomCBS) خمسة عروض، بما في ذلك دراما الجريمة "إن سي آي إس" (NCIS)، و"إن سي آي إس: لوس أنجلوس" (NCIS: Los Angeles)، لمدَّة أسبوع بسبب زيادة عدد حالات كوفيد-19 المحلية. كما ألغت شركة "والت ديزني"موعد إعادة إستئناف بعض عروضها من وقت مُبكِّر من يناير حتى منتصفه.

أوقات مؤلمة

ومع ذلك، فإنَّ التأخير مؤلم للعاملين في مجال الترفيه الراغبين في العودة إلى العمل. فقد أمضت جماعات الضغط التي تُمثِّل عمال الصناعة مُعظم العام في طلب الإغاثة الفيدرالية. وفي رسالة إلى قادة الكونغرس في شهر مايو، قالت العشرات من النقابات العمالية، إنَّ الأعمال الترفيهية قد "دُمرت" بسبب الوباء.

وكتبوا: "العديد من وظائفنا لم تختفِ فحسب؛ بل ستختفي لوقت ليس بالقليل".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، انتشر مقطع فيديو نشرته "أنجيلا مارسدن"، مالكة مطعم "باين أبل هيل غريل&أند سالون" (Pineapple Hill Grill & Saloon) في حي شيرمان أوكس في لوس أنجلوس، بعد أن اشتكت من السماح بالتصوير بجوار مطعمها، في حين مُنع مطعمها من تقديم الطعام في الهواء الطلق.

وفي غضون ذلك، لفت الممثِّل "توم كروز" الأنظار بشدَّة بعد أن تمَّ تسريب تسجيل صوتي له، وهو يوبِّخ الموظفين في مكان تصوير أحدث أفلامه.

وقال عمدة لوس أنجلوس "إريك غارسيتي" يوم الأربعاء، إنَّه يعتقد أنه يجب على الاستوديوهات المضي قُدماً في عملها، على الرغم من ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا. إذ قال إنَّ معظم الحالات تأتي من تواصل مع الأفراد مع المجتمع.

وذكر في مؤتمر صحفي إنَّه "يتمُّ اختبار أماكن تصوير الأفلام بدقة، وهي مساحة يمكن التُحكم فيها بشكل أكبر، في حين أنَّ الأماكن المُفتوحة لعامة الناس ليست كذلك."