^ والله هي أمانة في أعناقنا، بالتالي نكتب هذه السطور لرجال أمننا البواسل، للرجال الذين يخاطرون بأنفسهم يومياً للحفاظ على أمن هذا البلد، الذين يسهرون ليلياً حتى ينام الشعب المخلص قرير العين، الذين يخرجون لواجبهم مودعين عوائلهم وأبناءهم دون علم إن كانوا سيعودون لهم سالمين، أم أن الإصابة أو الموت هو ما ينتظرهم. مهما قلنا بحق أفراد الداخلية، خاصة رجال الشرطة المرابطين على الأرض المواجهين لقنابل المولوتوف وغيرها من أسلحة الاستهداف والقتل، فإننا سنظل عاجزين عن شكركم، عاجزين عن تقدير تضحياتكم، ومهما قال عنكم “المأجورون للخارج” و«بائعو الوطن”، ومهما استهدفوكم لأنكم “السد المنيع” الذي يقف بوجه أطماعهم، فإنكم تظلون لدى المخلصين لأرض البحرين “تاجاً على الرؤوس” نفتخر بكم. لا أجد كلاماً لرفع معنويات رجال الأمن المخلصين ولا تعبيراً عن التضامن والتأييد لهم أفضل مما قاله الأمير خليفة بن سلمان لهم خلال زيارته لوزارة الداخلية. كلام “الأسد” خليفة بن سلمان لـ«حماة البلد” كلام يكتب بماء الذهب؛ فهو أولاً تشريف لهم، وثانياً تقدير لجهودهم، وثالثاً والأهم تأكيد على وقوف الدولة بقوة مع المخلصين لها من أبنائها. هو جاء بنفسه لمقر الداخلية، وقال بلسانه وبكل وضوح وصراحة هما ديدنه الدائم: “جئتكم مسانداً لجهودكم ومقدراً لصبركم، ومعبراً لكم عن وقوفنا معكم في فرض النظام والقانون الذي يعزز الأمن والاستقرار”. هذا الرجل الكبير لا ينسى وقفة الرجال المخلصين، لا ينسى توجيه التقدير لمن يستحقه، يعرف تماماً كيف يشحذ الهمم ويزيل أية غمامة تظلل النفوس بالإحباط، رسالته لكل مخلص في البحرين بأنه لا يسير وحيداً، بأن الدولة تقدر له دفاعه عنها وعن تراب هذه الأرض الطاهرة. يقول خليفة بن سلمان: “من خدم وطنه وقام بواجبه تجاهه واسترخص روحه أمام القيام بما يمليه عليه الواجب الوطني في حفظ أمن البلاد واستقرارها يجب أن نوفيه حقه بالدعم والمساندة والوقوف معه بشدة”. ونحن نقول لهذا الرجل: البحرين والمخلصون فيها هم الذين من الاستحالة أن ينسوا مواقفك ودعمك ووقوفك درعاً لهذا الوطن، شاحذاً للهمم، وملهماً للوطنيين، ونموذجاً يتعلم منه الكثيرون كيف يكون ثبات الرجال وكيف يكون تقديرالرجال للرجال. في ظل تزايد موجة العنف الإرهابية الانقلابية الموجهة ضد رجال الأمن، كان بالفعل أكثر ما يحتاجه رجال الأمن البواسل هو رفع معنوياتهم والشد من أزرهم وتأكيد وقوف الدولة معهم، حامية لهم بقوة القانون. هنا أيضاً نؤكد لرجال الواجب بأن الشعب المخلص هو معكم أيضاً قلباً وقالباً، رافعين أكفهم للسماء دوماً داعين المولى عز وجل بأن يحميكم ويحفظكم ويبعد عنكم الشر وكيد الكائدين. هؤلاء الرجال من يستحقون أعلى الأوسمة الوطنية وأرفعها نظير ما يقدمونه لهذا الوطن، هم من تحصلوا أصلاً على وسام المحبة والتقدير والعرفان من قلب كل مواطن مخلص. حفظكم الله ونصركم، وحفظ بكم البحرين وشعبها دوماً آمنين سالمين. اتجاه معاكس: الزيارة الاستفزازية التي قام بها الرئيس الإيراني لجزيرة أبو موسى “الإماراتية” ليست زيارة عبثية أبداً، ليست زيارة عابرة، بل هي تأكيد لما يقال دائماً عن جارة “السوء” في الشمال، بأن عيونها كانت ومازالت وستظل على الخليج “العربي”. تدخلات سافرة في شؤون دول مجلس التعاون رأيتم أبلغ أمثلتها بشأن البحرين التي تدعي إيران تبعيتها لها، والآن زيارة هدفها الاستفزاز بحق الشقيقة الإمارات التي مازالت تعاني جزرها الثلاث من وطأة “الاحتلال الإيراني” لجزر خليجية عربية. إيران بأطماعها في الخليج خطر حقيقي، وكل ما يربط دول الخليج بها من معاهدات واتفاقيات –مع احترامي لنوايا مبرميها- باتت لا تمثل شيئاً أبداً في ظل استمرار احتلالهم لجزر الإمارات الثلاث، وفي ظل تدخلهم السافر في البحرين ومد أذرعهم في الكويت واستهدافها العدواني الصريح للمملكة العربية السعودية. الهبة الخليجية لنصرة الإمارات ولإدانة هذا الفعل المتعمد من الجانب الإيراني إضافة لما بيناه أعلاه، كلها مسائل تدفعنا لتأكيد ضرورة سرعة قيام الاتحاد الخليجي وتقويته وتفعيل منظومته العسكرية الموحدة أولاً وقبل كل شيء لدرء هذه الأطماع الواضحة والمباشرة.