قال رئيس شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك" عبدالرحمن جواهري، إن الشركة أثبتت قدرتها الفائقة في التعامل السريع مع الوباء حيث تم اتخاذ سلسلة من الإجراءات الوقائية، ونجحت في وضع سياسات مرنة سرعان ما أثبتت جدواها حيث تعتبر أرقام الإصابات بين فريق العمل بالشركة طفيفة للغاية نتيجة النجاح الكبير في تطبيق الإجراءات الصحية والوقائية التي مكنت الشركة من محاصرة انتشار الوباء لتكون الشركة أقل الشركات تأثراً بهذا الفيروس بفضل الله تعالى ونتيجة رؤية الشركة في استباقية التعامل مع التفشي الكبير للوباء والنظر إلى ذلك باعتباره أحد المخاطر المؤسسية.

وأضاف أن الشركة بطبيعة الحال لم تكن بمنأى عن احتمالية تعرض فريقها العامل بهذا الفيروس القاتل، الأمر الذي اضطرت معه إدارة الشركة إلى فرض إجراءات شديدة الصرامة على موظفيها لحمايتهم وحماية أسرهم من مخاطر العدوى وكذلك لضمان عدم تأثر العمل، إدراكاً بأن صناعة البتروكيماويات كانت ولاتزال واحدة من أهمّ الصناعات الحيوية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال وفي مختلف الظروف نظراً لارتباطها بالأمن الغذائي، لذلك فإن التعاون المثالي والوثيق بين أفراد فريق وإدارة الشركة كان هو بمثابة قاعدة العمل التي تم الاعتماد عليها لتجاوز تلك الظروف الصعبة.

ومتحدثاً بكل فخر، ذكر الدكتور جواهري أنه على الرغم من جسامة التحديات والصعوبات الكبيرة التي تسببت بإلغاء وتأجيل العديد من المشاريع والأنشطة والبرامج، إلا أن هذا الفيروس لم يستطع الوقوف عائقاً أمام تحقيق الإنجازات والبناء على المكتسبات التي اعتادت الشركة تحقيقها في كل عام، حيث نجحت الشركة في تحقيق أرقام قياسية جديدة من أهمها وصولها إلى أعلى سعر لمبيعات سماد اليوريا خلال العام 2020 على مستوى العالم وذلك من خلال مبيعات شهر ديسمبر حيث تم الإشارة إلى هذا الإنجاز في العديد من النشرات العالمية المتخصصة.



وعن الأرباح التي حققتها الشركة خلال هذا العام الصعب، قال إن الشركة قد نجحت في تحقيق أرباح جيدة وذلك على الرغم من حدوث شبه انهيار في أسواق البتروكيماويات والصناعات الأخرى مع بداية الجائحة في النصف الأول من العام 2020، وقد جاء هذا النجاح نتيجة لالتزام الشركة بخفض تكاليف الإنتاج.

وفي نفس السياق، أكد رئيس الشركة بأن عمليات المصانع شهدت أيضاً زيادة في تصدير المنتجات بنسبة 9,98% مقارنة بخطط التصدير لعام 2020، أي بزيادة مقدارها 5.65% بعد استثناء زيادة الإنتاج بسبب تأجيل الصيانة الدورية كما حققت المصانع زيادة في الإنتاج بنسبة 9.76% مقارنة بميزانية الإنتاج لعام 2020، بزيادة نسبتها 2.93% بعد استثناء زيادة الإنتاج بسبب تأجيل الصيانة الدورية الشاملة، كما بلغ إجمالي الإنتاج لجميع منتجات مصانع الشركة 43 مليون طن وذلك منذ انطلاق الإنتاج في حين بلغ إجمالي الصادرات 36 مليون طن وذلك منذ العام 1985.

وعلى صعيد الجوائز، قال الدكتور جواهري إن الشركة قد استمرت رغم الظروف غير المسبوقة في حصد الجوائز وتحقيق التميز على جميع مستويات العمل، مضيفاً بأن الشركة تملك نخبّة من العاملين والعاملات الذين حافظوا عليها في أحلك الظروف خاصة وأن هذه الجائحة العالمية قد ألقت بظلالها على موازين العرض والطلب العالميين، وتركت تأثيرها الكبير على الأسعار والطاقات الإنتاجية إلا أن كل ذلك لم يكن عائقاً أمام إصرار الشركة ومنتسبيها على مواصلة بذل الجهد والعمل الدؤوب وتحقيق الجوائز.

وأشار جواهري إلى الإنجاز الجديد الذي حققته المرأة البحرينية في مجال صناعة البتروكيماويات حيث استطاعت إحدى عضوات فريق العمل بالشركة وهي المهندسة انتصار البنفلاح تحقيق إنجاز غير مسبوق تمثل في إعلان فوزها بجائزة "Procurement Hero" المرموقة لقطاع المشتريات وذلك خلال حفل النسخة الثانية من جوائز الشرق الأوسط للمشتريات الذي أقيم افتراضياً على هامش مؤتمر الشرق الأوسط للمشتريات 2020.

وعلى دروب الإنجازات، أشاد رئيس الشركة بفوز البتروكيماويات هذا العالم الميدالية الذهبية المقدمة من الاتحاد العالمي للأسمدة، الأمر الذي يعد بمثابة تقدير عالمي للإسهامات الكبيرة التي قدمتها الشركة في هذه الصناعة الاستراتيجية.

كما فازت الشركة كذلك بجائزة روّاد الاستدامة لعام 2020، حيث أعلنت الشبكة العربية للمسؤولية الاجتماعية للمؤسسات فوز الشركة في احتفال الشبكة السنوّي الثالث عشر الذي أقيم افتراضيها بدولة الإمارات العربية المتحدة، وجاءت هذه الجائزة تقديراً للجهود اللافتة التي تبذلها في مجال الأنشطة الاجتماعية والبيئية والتنمية المستدامة، وحرصها على تبني المبادرات التي أسهمت بنجاح في تقليل الأضرار البيئية الناتجة من العمليات التشغيلية، كما أحرزت الشركة خلال 2020 الجائزة العربية للمسؤولية الاجتماعية للشركات للعام السادس على التوالي عن فئة الأعمال الكبيرة إضافة إلى جائزتين عن فئة الشراكات والتعاون.

وأعرب جواهري عن سروره البالغ بالنتائج المبشرة التي حققتها الشركة في مجال السلامة المهنية إذ تمكنت الشركة من تحقيق أرقام قياسية في السلامة بلغت 33,419,535 ساعة خالية من وقوع الحوادث، حيث بلغ معدل استمرارية العمل بالمصانع 100%، وبالإضافة إلى إكمال مصنع اليوريا 981 يوماً من الإنتاج اليومي المستمر، وهو رقم قياسي جديد متخطياً بذلك الرقم القياسي السابق وهو 941 يوماً الذي تحقق في عام 2012، كما أنهى مصنع الميثانول 987 يوماً من الإنتاج اليومي المستمر حيث يعد هذا الرقم قياسياً حيث كان الرقم السابق 961 يوماً الذي تم تسجيله في عام 2012، مشيراً إلى أن ما تحقق في هذا الصدد يعتبر إنجازاً يبعث على الفخر خاصة في مثل هذه الظروف الاستثنائية ليس على صعيد الأرقام الجديدة فحسب بل كذلك على صعيد نجاح سياسات الشركة في الحفاظ على سلامة منتسبيها باعتبارهم ثروتها الحقيقية وقاعدة نجاحاتها المتوالية.

ولم يتوقف تميز الشركة في مجال السلامة عند هذا المستوى، فتأكيداً على هذا التميّز الكبير فازت الشركة خلال هذه الأوقات الصعبة بامتياز عالمي جديد تمثل في إحرازها لجائزة الاستحقاق للسلامة الدولية من مجلس السلامة البريطاني، وجائزة Patron’s Award الممنوحة من الجمعية الملكية لمكافحة الحوادث (RoSPA) لحصولها على 28 جائزة ذهبية بصورة متتالية.

وعن دور الشركة في مجال الرعاية البيئية، قال إن من أهم المنجزات المتعلقة بحماية البيئة التي تحققت خلال العام 2020 هو النجاح في خفض استهلاك الغاز اليومي عن طريق إغلاق الغلاية البخارية التابعة لمصنع استخلاص ثاني أكسيد الكربون واستخدام الغاز الطبيعي الذي تم توفيره في زيادة توليد الطاقة الكهربائية وبالتالي تقليل الكلفة الإجمالية للطاقة المستوردة.

واختتم جواهري تعليقه بتقديم الشكر والتقدير إلى القيادة الرشيدة وعلى رأسها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء، على كل أشكال الدعم التي قدموها ليس للشركة فحسب، ولكن لقطاع الصناعة بأسره، منوهاً في الوقت ذاته بالتوجيهات السديدة والإشراف المباشر لوزير النفط لشيخ محمد بن خليفة آل خليفة الذي بذل جهوداً كبيرة في متابعة عمل جميع الشركات الخاضعة تحت الهيئة الوطنية للنفط والغاز، كما تقدم بالشكر الجزيل للمساهمين على التعاون من أجل تجاوز هذه الأزمة، وإلى رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة الذين حرصوا على وضع نهج قويم لحماية الشركة خلال هذا الوقت العصيب، بالإضافة إلى تقديم الشكر والتقدير لأعضاء الإدارة التنفيذية وجميع العاملين والعاملات بالشركة على التعاون والتجاوب مع إجراءات الشركة الاستثنائية في هذا العام الاستثنائي.

ونوّه بالدور المهم والمهمات الجسام التي تصدت لها نقابة العاملين بالشركة التي كانت خير عون للإدارة التنفيذية، معرباً عن ثقته الكبيرة بأن هذا الفريق المهني والمخلص الذي تمكن من تجاوز هذه الأزمة بنجاح سوف يواصل العمل بإذن الله تعالى مواجهة جميع التحديات والصعوبات التي من الممكن أن يحملها المستقبل، واضعين نصب أعينهم المحافظة على ما حققته الشركة من إنجازات ومكتسبات وسمعة عالمية رائعة يُشار إليها بالبنان، معرباً عن تمنياته بأن يحمل العام الجديد 2021 تباشير انفراج الأزمة الصحية، متمنياً للجميع السلامة وللشركة المزيد من التقدم والتميّز في مسيرتها القادمة.