المصالحة الخليجية التي غرد بشأنها حمد بن جاسم رئيس وزراء النظام القطري الأسبق ودعا إليها ورغب فيها، يجب أن تسبقها بوادر وسلوك إيجابي من هذا النظام يوحي أو يستدعي تحقق تلك المصالحة، وهذا ما لم يحدث على أرض الواقع.

النظام القطري وذبابه الإلكتروني ذهب في اتجاه المصالحة وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بتلك الرغبة، وزجوا ببعض العبارات العاطفية التي لا يختلف عليها اثنان، كما فعل حمد بن جاسم في تغريداته مؤخراً، مثل ضرورة الحفاظ على إرث الآباء والأجداد وأن تكون المصلحة الخليجية أولوية، وأن يلتئم أهل الخليج العربي وغيرها من تلك العبارات التي لا ننكرها، بل نرغب فيها بشدة، فأهل الخليج العربي أشقاء وبينهم صلة قرابة ونسب ودم، وهذا واقعنا نحن أهل هذه المنطقة.

ولكن من عادات النظام القطري أن يدس السم في العسل، ويلعب على الوتر العاطفي كثيراً، فيصرح بما يقبله الجميع ولن ينكره، ولكن ما نرفضه هو أفعال النظام القطري التي لا تتوافق مع أقواله المعلنة، فهذا النظام هو الأفضل في قول ما لا يفعل، وهو أسلوب نفاق تعودنا عليه منه، بل أصبح عادة وعُرفاً لديه، والشواهد على ذلك كثيرة ولعل منها أن قناة الجزيرة لا تزال تعمل رغم أن إغلاقها أحد الشروط الثلاثة عشر التي وقع أمير قطر لتنفيذها ضمن بنود اتفاق الرياض 2013 واتفاق الرياض التكميلي 2014.

لو كان النظام القطري حريصاً على المصالحة حقاً لنفذ بنود اتفاقي الرياض، ولو كان هذا النظام حريصاً على المصالحة والحفاظ على إرث الآباء وجعل المصلحة الخليجية في المقدمة كما يقول ويعلن ويصرح، لما حاول إيذاء البحرين وشعبها من خلال تدخلاته المستمرة في شؤونها، وآخرها ممارسته القرصنة على بحارة البحرين وسلبه قواربهم ومعدات صيدهم المكلفة وإلقاء القبض عليهم وهم يترزقون الله في مياه المملكة الإقليمية، فتلك القرصنة القطرية مرفوضة ولن تكون مهداً أو سبيلاً لأي مصالحة معه.

حمد بن جاسم ونظامه يريدان المصالحة، وبالتأكيد دول الخليج الثلاث ومعها مصر يريدون ذلك، ولكن هناك اتفاق وشروط لتتحقق تلك المصالحة، فهل سيلتزم النظام القطري بتنفيذها؟