أطلقت اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم أحدث مشاريعها الثقافية، وهو تزيين جدران خمس مقاهي تراثية داخل السوق برسومات تشكيلية وصور تروي لمرتادي تلك المقاهي تاريخ البحرين العريق وتعكس جوانب من معالم البحرين والحياة الاقتصادية والاجتماعية لحياة البحرينيين خلال المئة عام الأخيرة.
وانطلق المشروع من مقهى عبد الرحيم الشعبي وسط سوق المنامة ليتوسع لاحقا ويشمل أربعة مقاهي إضافية هي مقهى عبد القادر ومقهى عذاري ومقهى حاجي "المسيلة" ومقهى كسب.
وقال نائب رئيس اللجنة محمود الناملتي إن الهدف من هذا المشروع هو تعريف مرتادي تلك المقاهي وزوار السوق القديم والسواح بالتراث البحريني والعادات الأصيلة في ملبس ومأكل الآباء والأجداد، وكيف كانو على الدوام يبذلون جهودا طيبة لكسب لقمة عيشهم من خلال عملهم في التجارة والزراعة والبحر واستخراج اللؤلؤ وبعض الصناعات التراثية.
وأشار النامليتي إلى أن المشروع موجه أيضا للشباب البحريني وربطه مع التراث وزرع قيم العمل والاجتهاد في نفسه، وحثه على مواصلة رحلة بناء هذا الوطن وتعزيز قيم الولاء.
وأكد أهمية المشروع في التعريف بالمقاهي العريقة في البحرين والتي لا زالت تحافظ على طابعها العمراني العريق، لافتا في هذا الصدد إلى أن المشروع يأتي امتدادا لمعرض الصور لسوق المنامة القديم والذي شهد نجاحا كبيرا وإقبالا كثيفا من السياح العرب والأجانب وكذلك فعاليات رسمية وأهلية عديدة.
وأعرب النامليتي عن أمله في أن يسهم تعاون اللجنة الأهلية لتطوير سوق المنامة القديم مع كل من الرسام بحرين والمصور الملك في إظهار طاقات ومواهب الشباب البحريني المشتغل في التراث والحفاظ على إرث الآباء والأجداد.
إلى ذلك أوضح المصور حسن الملك الذي تولى مهمة إعداد وجمع الصور القديمة أن الصور المعروضة في المقاهي القديمة تضم أيضا صورا فوتوغرافية لأشخاص من كبار السن رواد المقاهي، إضافة إلى صور بعض المقاهي العريقة التي اندثرت أو تكاد.
وأكد ملك أن تكامل الصور الجدارية مع الفوتوغرافية يعكس دمج الماضي مع الحاضر في إطار من التناغم يشعر الزائر للمعرض خلاله وكأنه يطل على الماضي والتراث من زاوية الحداثة.
من جانبه قال الرسام التشكيلي محمد بحرين إن عددا من الرسومات الجدارية في مقهى عبد الرحيم جرى تشكليها عبر استخدام مواد تراثية من بينها قطع فخار ملونة بما يعكس التراث البحريني الأصيل.
وقال بحرين الذي يعمل في الفن التشكيلي منذ قرابة 37 سنة إن الهدف من هذه الرسومات هو إضفاء طابع إنساني جمالي يسجل تاريخ البحرين العريض، وإبراز قيمة التراث البحريني والخليجي وتعريف الناس به على أوسع نطاق.