قد لا يكون إنفاق 90 مليوناً – مثلاً - رقماً كبيراً في حسابات الدول الغنية ومنها إسرائيل، لكن الرقم كبيرٌ جداً بالطبع إذا أنفق على "مزحة"، وهذا ما حصل.
مساء الخميس الماضي، اتصل مستوطن إسرائيلي بالشرطة ليبلغ عن "اختطاف" صديقه الجندي في الجيش الإسرائيلي، في منطقة قرب الخليل، بالضفة الغربية بعد "تعطل دولاب" سيارتهما. وقد ذهب "المختطف" - حسب البلاغ - ليحضر من يصلح السيارة لكنه "لم يعد"، متهماً فلسطينيين بالوقوف وراء ذلك.
وحينها، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن رئيس هيئة الأركان عقد اجتماعات مع كبار الضباط بـ الضفة لمتابعة تفاصيل "الاختطاف".
10 ساعات من البحث استخدمت فيها المروحيات و3 آلاف جندي إسرائيلي، وفتحت فيها غرف عمليات ومتابعة استخدمت فيها بالونات مراقبة وأقمار صناعية وطائرات مختلفة انتهت بالعثور على "المختطف" نيف اسراف نائماً قرب مستوطنة "كريات اربع" بالخليل ومعه أغذية معلبة.
أزمة عاطفية وراء "الاختطاف"
بعد انتهاء الشرطة من التحقيق في القضية، نشرت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية أن العملية كلفت إسرائيل عشرات ملايين الشواكل، والتي كان وراءها أزمة عاطفة كما قيل.
الشابان منفذا "عملية الاختطاف" اعتقلا، فيما مددت محكمة اعتقالهما حتى يوم الاثنين حيث قدما بلاغاً كاذباً.
في المنطقة التي أبلغ فيها عن الحادث، تم اختطاف 3 مستوطنين العام الماضي، كلفا إسرائيل وغزة حرباً شرسة راح فيها أكثر من ألفي قتيل، الأمر الذي لم يفت قاضي المحكمة التذكير به ووصف المزحة بأنها "تصرف غير مسؤول"، لحساسية تلك المنطقة.
أما محامي صديق الجندي، الذي "اختطف صديقه" فبرر الحادثة بأن موكله كان يحاول منع إسراف من الانتحار، بعد أن تركته صديقته.
هذه الأزمة العاطفية التي استدعت عقد اجتماع بين وزير الدفاع ورئيس الأركان وكبار قادة هيئة الأركان، واستخدام جميع الخدمات اللوجستية والاستخبارية والعسكرية، كلفت عشرات الملايين لاستخدام أدوات متطورة وعدد كبير من الجنود. وكل ذلك، أملاً في أن تعود إلى الجندي صديقته التي "اختطفت عقله وقلبه" وتركته "يختطف" نفسه.