قناة الحرة


عندما قرر الطبيب عمر عتيق إغلاق عيادته لعلاج السرطان في مدينة باين بلاف بولاية أركنساس الأميركية في مارس الماضي، استعان بشركة مختصة لتحصيل الديون المستحقة له من المرضى. وحينها أدرك حقيقة المبالغ التي يدفعها مرضاه.

يقول عتيق لشبكة سي بي إس نيوز: "بمجرد تصفح المدفوعات، أدركت أن هناك مرضى يدفعون 10 دولارات لشهور متتالية أو 5 دولارات أو 50 دولارا".

وأضاف "أراد المرضى أن يدفعوا المبالغ كاملة، لكن لم يكن باستطاعتهم. وفي الوقت نفسه، كانت البلاد في قبضة جائحة كوفيد-19 التي دمرت حياة الكثيرين بطرق مختلفة".


تحدث عتيق مع زوجته وعائلته بشأن هذا الموضوع، وقرروا أنهم ليسوا بحاجة إلى المال الذي دفعه مرضاه.

وقال الطبيب الذي يتحدر من أصول باكستانية: "لحسن الحظ، أتيحت لنا الفرصة لإعفاء المرضى من الديون. ففعلنا ذلك. لم نكن بحاجة إلى المال، لكن أشخاصا آخرين كانوا بحاجة إليه".

وفي 2020، ألغى عتيق ديون مرضاه مرة في يونيو وأخرى في وقت قريب من عيد الميلاد. في المرة الثانية، أرسل بطاقة تهنئة لمائتي مريض لإعلامهم بأنهم ليسوا مضطرين لدفع فواتيرهم الطبية المستحقة.

عتيق الذي لا يزال يعمل في المركز الطبي بجامعة أركنساس للعلوم الطبية، قال إنه ألغى ما يقرب من 650 ألف دولار من الديون لمرضى السرطان.

وأكد أنه لم يفعل ذلك من أجل جذب الانتباه والاهتمام بالعمل الصالح، مشيرا إلى أن العديد من المرضى تواصلوا معه ليشكروه.

ووصف العلاقة بين المريض والطبيب بـ"أمر مقدس وفريد للغاية".

ويقول إن الاستجابة كانت مرضية، مضيفا "نحن ممتنون لهذه الفرصة. أنا متأكد من أن كثيرين من الأطباء قد فعلوا الشيء نفسه في جميع أنحاء البلاد".

ويرى عتيق أن قصته لا تعكس مسألة الإعفاء من الديون فقط "بل حقيقة الديون الطبية ... والأشخاص، الذين بدون ذنب منهم، يفلسون ويحاولون التعافي".