يمتلك الفنان الكويتي محمد المسباح حنجرة من طراز خاص أعطت فن الغناء في الخليج والجزيرة العربية صوتا رخيما به عذوبة لا تقاوم وقدرة فائقة على تمثل مختلف فنون التراث الطربي الذي امتلك قلوب الناس وما يزال يسكنهم ويحرك نبضات قلوبهم.
انطلاقة المسباح في أولى مجموعاته الغنائية كانت عام 1987 في تعاون له مع الملحنين غنام الديكان ومرزوق المرزوق اشتهرت منها أغنية "تمون"، إلى جانب تسجيل مختارات نفيسة من ذخائر التراث الكويتي بصوته المليء بالشجن والعذوبة. وواصل المسباح نجاحاته الفنية بإصدار مجموعة "على خدي" عام 1996 وأتبعها بمجموعة أخرى " عديل الروح" عام 2004 انتقى فيها نماذج رائعة من أرشيف الغناء الكويتي الزاخر خلال القرنين التاسع عشر والعشرين مما أبرزه كأعذب وأمهر الأصوات المؤدية لفنون المدرسة الغنائية النجدية المحتفية بفن السامري والخماري وبقية الفنون التراثية الأصيلة على اختلاف أنواعها.
لفت المسباح بصوته وقدراته الفنية شغف كبار الملحنين أمثال حمد الرجيب ويوسف المهنا وعبدالرحمن البعيجان وعبدالله بوغيث فوضعوا ألحانا خاصة بطبيعة صوته إلى جانب ملحنين عرب كنجيب رزق الله ومحمد البنا وحمدي الحريري، وفي العام2011 قدم "سهرة خاصة" عام 2011 لإذاعة صوت الخليج لاقت تجاوبا وإعجابا.
وقد تجلى النضج الفني لأداء المسباح مؤخرا في المواويل الثلاثة التي اختارغناءها من ديوان "قال المعنى" للشاعر البحريني علي عبدالله خليفة بألحان الفنان أحمد الجميري الذي هيأ تناوله اللحني للموال ساحة انطلاق جديدة للقدرات الفنية المخبأة في صوت المسباح، فامتزج إحساسه العميق بالنص الشعري مع تكوينه الأساس المشبع بثيمات التراث الموسيقي فكان لقاء الكلمات بالصوت والأداء واللحن كالندى على الورد في إضافة فنية مميزة للمشاركة في عمل شعري غنائي وتشكيلي حروفي غير مسبوق يوالف بين عدة فنون.
وينتظر أن يدشن "قال المعنى" في احتفالية فنية سينوغرافية رفق معرض تشكيلي عند الثامنة مساء الإثنين 20 أبريل الجاري بمركز عيسى الثقافي بالجفير. والدعوة عامة للجمهور الكريم.