تحت رعاية د.مريم بنت عذبي الجلاهمة الوكيل المساعد للرعاية الصحية الأولية والصحة العامة، عقدت إدارة العلاقات العامة والدولية بوزارة الصحة مؤتمراً صحفياً بمناسبة يوم الصحة العالمي، تحت شعار "السلامة الغذائية" وذلك اليوم "الاثنين" الموافق 6 أبريل، بمبنى وزارة الصحة بالجفير.
من جانبه قال وزير الصحة صادق الشهابي بمناسبة اليوم العالمي: ان الاحتفال بيوم الصحة العالمي الذي يصادف السابع من أبريل من كل عام، يعد مناسبةً دوليةً هامة تحتفل فيها مملكة البحرين مع دول العالم بتسليط الضوء على مختلف القضايا الصحية العالمية بما يجسد الجهود الكبيرة المبذولة من قبل منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء بها تجاه أبرز وأكثر القضايا الصحية أهمية.
ويشكل شعار هذا العام 2015 " السلامة الغذائية " قضية تهم العالم أجمع، حيث ترتبط سلامة الغذاء بصحة الشعوب والمجتمعات وذلك نظراً لأهمية هذا الموضوع الذي يرتبط بتوفير الغذاء المأمون المعزز للصحة الجيدة من خلال نهج شامل يمتد ليغطي السلسلة الغذائية بأكملها من المنتج الأولي مروراً بوسائل النقل والتخزين ووصولاً إلى مائدة المستهلك بما يضمن السيطرة الممكنة والأكثر فاعلية على الأمراض التي تنتقل عن طريق الأغذية.
فالغذاء يمكن أن يتعرض للتلوث بطرق مختلفة، حيث تتسبب الأغذية التي تم إعدادها بشكل غير سليم في المنزل أو في المطاعم أو في الأسواق إلى الإضرار بصحة الفرد وإنتاجيته في المجتمع.
وتأكيداً على أهمية السلامة الغذائية التي تمثل مسئولية مشتركة عبر سلسلة الإنتاج الغذائي من المزارعين والمصنعين وحتى البائعين والمستهلكين، فإن منظمة الصحة العالمية قد عملت على تقديم خمس وصايا لضمان مأمونية الغذاء وتلك الوصايا تعتبر منهاجاً يحقق السلامة المنشودة في سلامة الغذاء من خلال إرشادات عملية يتم توجيهها إلى البائعين والمستهلكين بشأن إعداد الأغذية وتحضيرها وهي تتلخص بالمحافظة على النظافة والفصل بين الطعام النيئ والطعام المطهو مع طهو الطعام جيدا والاحتفاظ بالطعام في درجة حرارة مأمونة واستخدام المياه والمواد الخام المأمونة.
وعلى الصعيد المحلي فقد حرصت حكومتنا وإنطلاقاً من الاهتمام البالغ بصحة وسلامة كافة المواطنين والمقيمين بالمملكة وعبر إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة على تعزيز الدور الرقابي على الأغذية في مراحلها المختلفة حتى تصل ليد المستهلك. كما تتم الاستعانة بالكوادر المؤهلة في قسم مراقبة الأغذية بإدارة الصحة العامة الذي يقوم أفراده بتتبع حركة الغذاء ورصد المخالفات على مدار الساعة في سبيل التأكد من سلامة المواد الغذائية المستوردة عبر المنافذ والتحقق من مطابقة المنتج الغذائي لكافة المعايير المعتمدة وسلامة هذه المنتجات للإستهلاك، إلى جانب العمل على تكثيف الحملات التفتيشية على المنشآت الغذائية المنتشرة بجميع أنحاء المملكة بما يضمن جودة وسلامة ما يقدم إلى المستهلك.
وفي ظل اتساع ظاهرة عولمة إمداداتنا الغذائية والتوسع العمراني والتغيرات في عادات المستهلك بما في ذلك زيادة عدد المستهلكين للأغذية المجهزة في الأماكن العامة فقد أصبح من الواضح أكثر فأكثر ان المخاطر الجديدة التي تهدد السلامة الغذائية تنشأ بإستمرار، حيث تطرح التغيرات التي تطرأ على طرق إنتاج الأغذية وتوزيعها واستهلاكها والتغيرات التي تطرأ على البيئة تحديات أمام النظم الوطنية المعنية بالسلامة الغذائية، كما وتعزز زيادة حركة السفر والتجارة من احتمالات انتشار التلوث على الصعيد الدولي الأمر الذي أدى إلى زيادة السلسة الغذائية تعقيداً.
ولا شك بأن تأمين سلامة الغذاء على المستوى العالمي يواجه تحدياتٍ كبيرة نظراً لعولمة تجارة الأغذية، والتحولات التي طرأت على أنماط الاستهلاك، واساليب وتقنية إنتاج الأغذية بشكل عام. لذلك، فأن مسؤوليتنا اليوم كجهة رسمية معنية بالرقابة على الأغذية التغلب على هذه التحديات لكي نواكب مسيرة النماء والتحديث ونسهم فيها اسهاما بارزا يؤدي إلى خلق بيئة صحية معافاة من الأمراض المنقولة عبر الغذاء، ونحن ندرك في الوقت ذاته بأن أي جهد لن يحقق كامل أهدافه إلا بتفاعل حقيقي من مختلف فئات المجتمع ومؤسساته، حيث تتحقق رؤيتنا الاستراتيجية بمبدأ الشراكة المجتمعية الفاعلة من خلال الارتقاء بالوعي الجماهيري بمتطلبات سلامة الغذاء، وأهمية المشاركة عبر الرقابة الذاتية.
وختاماً .. لا يسعنا إلا التأكيد بأن وزارة الصحة واحتفالا بيوم الصحة العالمي 2015 تتطلع ومن خلال تنظيمها للعديد من الحملات التوعوية والإعلامية والمعارض والفعاليات الصحية بالمراكز والمجمعات التجارية التي تقام بهذه المناسبة إلى تنبيه الأشخاص العاملين في مجال الرقابة الصحية وكافة العاملين في مختلف القطاعات ومصنعي الأغذية والبائعين وكذلك المستهلكين مجدداً إلى أهمية السلامة الغذائية وبالدور الذي يمكن أن يقوم به كل شخص مسئول تجاه تأمين السلامة الغذائية والطعام المأمون وذلك حرصاً وحفاظاً على صحة وسلامة الجميع.