علي حسين


استضافت لجنة الشباب في المجلس الأعلى للمرأة الطالبة في مدرسة الحد الثانوية للبنات في المسار العلمي صبا الأنصاري، وهي رئيسة الفريق الفائز بالمركز الثاني في مسابقة المبادرات للمدارس الصديقة للبيئة في مكتب التربية العربي في دول الخليج في قسم الروبوتات والذكاء الاصطناعي والحائزة على المركز الأول على مستوى البحري، وذلك عن اختراع روبوت بالذكاء الاصطناعي يعمل على فحص أوراق النباتات بشكل دوري للتأكد من صحتها.

وأوضحت الأنصاري كيفية البداية لصنع المشروع الفائز بالقول: "ارتأينا مع مجموعة من الطالبات وهن دانة البناء ومرام العرادي وآمنة بوبشيت وبإشراف نورة المقهوي في مقرر تقنية المهمات صناعة روبوت متخصص في الزراعة وأمورها، وتأتي فكرة صنعه كون البحرين تشتهر بالنخيل "أم المليون نخلة" وبهدف المساعدة في زيادة عدد النباتات بشتى أشكالها وأنواعها، وخصوصاً أن البعض يلاقي صعوبة في طرائق المحافظة عليها بسبب عدم وجود الخبرة، وهذا ما كنت أعاني منه شخصياً، إذ يساعد هذا الاختراع في زيادة عمر النباتات من خلال الكشف الدائم الذي يحث صاحب النبتة على إيجاد الحلول قبل فوات الأوان.

وأضافت الأنصاري: "قمنا بصناعة روبوت يقوم بفحص لون أوراق النبات بشكل يومي أو أسبوعي، بحيث يمكنه ملاحظة جميع التغيرات التي تطرأ على أوراق النباتات التي لا تستطيع العين المجردة ملاحظتها، وذلك وحده أو من خلال التحكم به من خلال جهاز التحكم عن بعد "روموت كنترول"، كذلك يستطيع الروبوت التحرك في المزارع بشكل سلس لا يعارض النباتات، مع وجود أذرعه الطويلة التي تمكنه من فحص النباتات من غير إلحاق الضرر بها، بالإضافة إلى قدرته على تخزين المعلومات الخاصة بالنباتات، حيث يساعد ذلك على علاج النباتات بشكل سريع.


وأضافت: "في بداية عملنا على المشروع تواصلنا مع بعض المهندسين والمختصين في المجال الزراعي الذين أبدوا اهتمامهم وإعجابهم بالمشروع، وذلك لأخذ الخبرات والمعلومات، إذ أجرينا معهم عدة مقابلات ولم يبخلوا بالمعلومة أبداً وكانوا الداعمين الأساسيين للمشروع بشكل كبير، وكذلك وسعنا نطاق بحثنا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومنصة اليوتيوب لمشاهدة نماذج مماثلة قد تساعدنا في تطوير الاختراع وإخراجه في أكمل صورة، مع الاستشارة والخبرة التي أصبحت لدينا بعد هذا الإنجاز، تمكنا الآن من عمل تصاميمنا الخاصة، لذلك أشجع الطلاب الراغبين في مجال بالبحث واكتساب المعلومات الكافية للتطور، مع استشارة الأستاذة والمعنيين بالأمر.

وزادت بالقول: "خلال فترة عملنا على الاختراع صادفتنا بعض المشكلات بسبب الظروف التي خلفتها جائحة كورونا "كوفيد19" إذ لم نكن قادرين على الالتقاء بعضنا ببعض، لذلك اعتمدنا في عملنا على برامج "الأونلاين"لاجتماعاتنا، بحيث كان الروبوت يقوم بجولة في بيوت الطلبة مع الإخذ بالاحتياطات، حيث كنا نتقاسم العمل في ما بيننا، إذ يقوم البعض بالإعداد والبعض بتركيب القطع والبعض بالبرمجة إلى حين انتهائه، مع العلم أن ضيق الوقت كان عاملاً سلبياً؛ إذ أتممنا العمل في غضون شهر، وإن تجهيز مثل هذا النوع من المسابقات يتطلب العمل من أربعة إلى ستة أشهر، ولكن كنا في حالة استثنائية، ولم يتوان الأهل والأصدقاء في تقديم الدعم اللازم لنا، حيث كانت منازلنا عبارة عن مختبرات تجارب في تلك الفترة إذ كانوا يشاركون معنا التجارب، حيث لم يسمح لنا الوضع بالخروج لإقامة التجارب في الخارج.

وبينت الأنصاري: "أحب مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي، محبتي لهذا المجال دفعتني للانضمام إلى فريق الروبوتات في قبل سنتين ونصف في المدرسة، إذ صنعت روبوتي الأول المشارك في مسابقة فيكس على مستوى المملكة، والآن بعد الخبرة في المجال دخلت المسابقة بتصميمي الخاص، ولكن ما لا يعلمه البعض أن لدي شغفاً كبيراً في مجال الفضاء، لذا أفكر مستقبلاً في دراسة تخصص هندسة طيران الفضاء تحديداً في جامعة خليفة لعلوم والتكنولوجيا والبحوث في الإمارات لأكون أول رائدة فضاء بحرينية، لرفع اسم البحرين ولنثبت للعالم أن البحرين رائدة في الطاقات الشبابية، ولأثبت أنه لا يوجد عائق أمام الإناث لدخول عوالم ومجالات جديدة.